رصدت عدسة «الفجر» عدد كبير من المدارس بمحافظة الإسماعيلية، الآيلة للسقوط فوق رؤوس الطلاب، في الوقت الذي لا يتحرك فيه مسؤول إلا بعد وقوع كارثة حقيقية، حيث أن مدرسة الشهداء الإعدادية بنين التابعة لإدارة شمال الإسماعيلية التعليمية، يبلغ عمرها أكثر من 50 عام ولم تشهد خلالها المدرسة أي أعمال صيانة أو ترميمات أو مباني ملحقة أو تطوير للمعامل، بالإضافة إلى أن حجرات الدراسية المكونة من جناح واحد أصبحت آيلة السقوط على الطلاب. وبعد أن تصاعدت درجة القلق من جانب أولياء الأمور على رؤوس أبناءهم كأقدم المدارس الموجودة بمدينة الإسماعيلية التي ناشت بعد العودة من التهجير وأكثرها احتياجا لأنها تخدم منطقة سكنية يزيد عدد سكانها عن 20 ألف نسمة، وهي منطقة الشهداء أقدم وأكثر مناطق الإسماعيلية كثافة، وبعد أن وصل عدد طلابها إلى أكثر من 500 طالب، حيث أن المدرسة تعمل بنظام الفترة المسائية بأخرى مجاورة لها لحين الانتهاء من أعمال الصيانة وإعادة التأهيل التي بدأت في منتصف شهر أكتوبر الماضي، ولم تنتهي حتى هذه اللحظة ويعاني الطلاب من التشتت ويسيطر على الأهالي حالة من الغضب لغياب أبنائهم المتكرر معاناتهم من مواعيد الفترة المسائية. وقالت والدة أحد الطلاب- نجلاء حسن، إننا من أهالي حي الشهداء وجئنا للحياة والمدرسة متواجدة، ولم نرى يومًا إن حدثت لها عمليات صيانة أو ترميمات لدرجة أن السور كان متهالك جدًا وقديم وكاد يقع على الطلاب، بالإضافة إلى الحالة السيئة التي وصلت إليها أسقف الفصول والطرقات والسلالم التي ظهر بها حديد الخرسانة، ودورات المياه التي رشحت بسبب تهالك شبكة صرف المدرسة بجانب سوء حالة المعمل ولا يوجد أمامنا أي حل آخر لإلحاق أبناءنا بأي مدرسة أخرى، بسبب قرب المدرسة من منازلهم، وارتفاع كثافة المدارس الأخرى. وأضافت إيناس مصطفى، أن فناء المدرسة كبير جدًا ويسع أكثر من مبنى، متسائلة لماذا لا يتم بناء ملحق للمدرسة لاستيعاب كثافة الطلاب التي تتزايد كل عام مع توفير قاعات للأنشطة ومعامل حديثة ومتطورة، خاصة وأن المدرسة تقع بشارع رئيسي ومنطقة جغرافية كبيرة ولا يوجد بها مدرسة إعدادية غيرها، وترتبط جغرافيا بعدة مدارس ابتدائية ما يجعلها بحاجة إلى التوسع وزيادة المباني، لافتًا إلى أنه كان من الأفضل هدم المبنى الحالي وإنشاء مبنى جديد بدلًا من الصيانة المتكررة.
وأشار إبراهيم مصطفى، إلى أن المدرسة تم تسليمها للصيانة والترميمات في وقت متأخر جدً،ا وبعد بدء العام الدراسي بفترة يتسائل: أين كان مسئولو التربية والتعليم ومسئولو هيئة الأبنية التعليمية خلال فترة الصيف وإجازة الطلاب؟ ولماذا حتى الآن لم تنتهي عمليات صيانة وإعادة تأهيل المدرسة التي بدأت منذ أكثر من 5 أشهر ؟ وما هو ذنب الطلاب في الدراسة فترة مسائية بمدرسة مجاورة لمدرستهم ما يؤثر على تحصيلهم الدراسي وغيابهم المتكرر ويعرضهم للتشتت؟ كما أن أعمال الصيانة بالمدرسة تسير ببطء شديد ما يؤشر بعدم حضور الطلاب لامتحانات آخر العام بها.
وناشد أحد أولياء الأمور عزت مصطفى، وزير التربية والتعليم الدكتور الهلالي الشربيني، ومحافظ الإسماعيلية اللواء ياسين طاهر، بسرعة التدخل قبل وقوع كارثة حقيقية، وحل مشكلة انتهاء أعمال الصيانة بالمدرسة بعد أن تعددت شكاوي الأهالي، بخصوص التأخير والبطء في أعمال تسليم المدرسة، وانتهاء تجديدها التي قاربت عام كامل رحمة بالتلاميذ الذين امتنعوا تماما عن الذهاب للمدرسة ولعدم وجود مدارس قريبة لنقل أبناءهم اليها. وأوضح وائل هندي المقاول المسؤول عن أعمال الصيانة وإعادة تأهيل مبنى المدرسة، أنه تسلم المدرسة خلال شهر أكتوبر الماضي أن أمامه فترة سماح أخرى لمدة شهر ونصف للتسليم بالكامل لحين الانتهاء من العمل، وأن العمل توقف خلال فترة الانتخابات البرلمانية وفترة الامتحانات لتواجد لجان التصويت أو الامتحانات بالمدرسة، كما إن الاعتماد المالية المستحقة له من هيئة الأبنية لم يصل معظمها لذلك فهو يحتاج باقي مستحقاته المالية لإنهاء العمل بشكل أسرع. وتابع «هندي» أنه تم الانتهاء من بعض الأعمال حرصًا على سلامة الطلاب خلال أيام امتحانات الفصل الدراسي الأول مثل أعمال الكهرباء، وتركيب الزجاج، وهدم السور، وإعادة بناؤه خلال 21 يوم فقط، بالإضافة إلى الدهان والسباكة، مشيرًا إلى أنه يتم الانتهاء حاليًا من عمل دورات مياه للطلاب مع تشغيل شبكة الصرف والتغذية بجانب الانتهاء من ترميم السقف وتركيب سلالم رخام، وإعادة تأهيل معمل العلوم بعمل صيانة تخصصية، وعمل مصلى ونظافة الموقع العام للمدرسة.