نور الدين: الأمر غير طبيعي.. وعلى "الري" أن تعتمد على مياه السد العالي صيام: مياه النيل تنخفض تدريجيًا في فبراير ومارس من كل عام دياب: انخفاض منسوب النيل وارتفاعه يأتي بحسب احتياجات العملية الزراعية جدلًا كبيرًا أثير بين المصريين بعد أن تم تداول مجموعة من الصور توضح انخفاض منسوب مياه النيل، وظهور جزر وسطى، الأمر الذي أثار الذُعر في نفوس المواطنين، والحديث عن توقعات بأن يكون ذلك ناتجًا بناء السد الأثيوبي، وتأثيره على مياه نهر النيل في مصر. الري تؤكد: السبب ترشيد مياه النيل للمحاصيل الصيفية وعلقت وزارة الموارد المائية والري في بيان لها اليوم، مؤكدة أن سد النهضة ليس له دور في انخفاض منسوب المياه، وأن السبب الرئيسي في ذلك هو ترشيد مياه النيل للمحاصيل الصيفية المقبلة، خاصة وأن هذه الفترة هي موسم حصاد المحاصيل الشتوية. وأشارت الوزارة في بيانها، إلى أن هذه الأزمة ستستمر لمدة 10 أيام ثم يتم زيادة مياه النيل تدريجيا للوفاء باحتياجات المحاصيل الصيفية الأرز والقطن، اللذان يحتاجان مياه كثيرة لزراعتهما. الأمر ليس طبيعيًا ومن جانبه أوضح الدكتور نادر نور الدين، الخبير الزراعي، أن مياه النيل دائما تمر ب7 سنين عجاف ومثلهم فيضان، ولكن نهر النيل حاليا يمر ب9 سنوات عجاف، مؤكدًا أن الأمر ليس طبيعياً، وأن السبب الحقيقي وراء انخفاض المياه هو قلة الأمطار الساقطة على الأراضي الأثيوبية، ومشيرًا إلى ضرورة الاعتماد على مياه السد العالي خلال الفترة القادمة حتى لا تتأثر الزراعة المصرية، متمنيا أن تأتي سنة "الفيضان" التي ستنقذ مصر من الجفاف. وأضاف نور الدين في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أنه على وزارة الري الاهتمام بتخزين المياه خلال الفترة المقبلة، خاصة وأن سد النهضة سيتم ملئه في شهر يونيو القادم وليس مثلما تردد مما سيؤثر بالسلب على مصر، في حالة عدم التحرك سريعا لحل الأزمة مع أثيوبيا. ترشيد المياه لاحتياجها في زراعة المحاصيل الصيفية واستبعد جمال محمد صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي، أن يكون سد النهضة الأثيوبي سببًا في انخفاض منسوب مياه النيل، مؤكدًا أن السبب الحقيقي هو ترشيد وزارة الري للمياه نظرًا لاحتياجاتها للوفاء بزراعة المحاصيل الصيفية. وأضاف صيام في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن على وزارة الري ترشيد ما يقارب من 10 مليون متر مكعب خلال الفترة المقبلة، للتصدي لأزمة سد النهضة الذي من المقرر أن يبدأ التخزين فيه في شهر يونيو القادم، مشيرًا إلى أهمية المياه المخزنة بالسد العالي لحل هذه الأزمة حتى لا تتفاقم الأمور . وأختتم قائلًا إن مياه النيل تنخفض تدريجيا خلال شهري فبراير ومارس من كل عام، وليس من الطبيعي مقارنتها بمياه شهري يونيو ويوليو وأغسطس، نظرا لارتفاع منسوب المياه في هذه الفترة. الانخفاض سببه قلة سقوط الأمطار وهو ما اتفق معه فيه الدكتور أحمد فوزي دياب، كبير خبراء المياه في الأممالمتحدة، الذي استبعد أيضًا أن يكون لسد النهضة الأثيوبي دورًا في مشكلة انخفاض منسوب المياه، مشيرًا إلى أن الانخفاض جاء لقلة سقوط الأمطار على هضبة الحبشة بأثيوبيا. وأضاف فوزي في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن هذا التوقيت من طبيعي أن ينخفض فيه منسوب المياه لعدم حاجة المحاصيل الشتوية لها بكثرة، بينما تحتاج المحاصيل الصيفية الماء بنسبة كبيرة مما تضطر وزارة الري لترشيد استهلاك المياه في هذا التوقيت، مؤكدا أن انخفاض النيل وارتفاعه يأتي بحسب احتياجات العملية الزراعية.