يدعو للتحالف مع غيرالإسلاميين لضرب الدولة ب«سلاح جاهلى» ■ يثأر من الإخوان بشق تحالفهم بعد استخدامه للحشد ضد 30 يونيو ثم الطرد من جنتهم أصيب عاصم عبد الماجد، القيادى الهارب بالجماعة الإسلامية، وبتحالف دعم الشرعية، بحالة من الهياج الإعلامى والإلكترونى، ضد جماعة الإخوان. ولا يمكن التعامل مع حالة عبد الماجد، بمعزل عن «ذروة» الصدمة التى يعيشها حاليا حلفاء الإخوان بالخارج، بعد أن ذاقوا غدر الجماعة الأم وتنكرها لهم، بعدما فرغت منهم، واستخدمتهم وقت اللزوم، كأداة للحشد والتعبئة ضد النظام فى الشارع وللتحريض على المواجهات المسلحة - خاصة فى الصعيد - من منصاتها الإعلامية فى الدوحة واسطنبول. ولم يحصلوا منها فى النهاية إلا على الفتات، ثم تركتهم عرايا فى الشتات الإخوانى الجديد بعد 30يونيو، بلا أى مكاسب أو مناصب أو نفوذ أو حتى القليل من «تورتة» المصالح داخل الكيانات التى تم تأسيسها للهجوم على الدولة من الخارج. كانت ظاهرة السجال الإعلامى، مفعمة بحالة من الاحتقان.. وبدأت نبرة الغضب، بين عاصم عبدالماجد والمحسوبين على جماعة الإخوان المسلمين، منذ شهور، كترجمة للبركان الذى كان يغلى فى الكواليس بين حلفاء الأمس، من الإخوان وأتباعهم من قيادات الجماعة الإسلامية، حيث قرر عبدالماجد وقتها قلب الطاولة فى وجه الإخوان وفتح النار عليهم، باتهامات واضحة بالديكتاتورية وعدم إتاحة الفرصة للفصائل المتحالفة معهم للمشاركة فى اتخاذ القرار، وسعيهم لتحقيق مصالح الجماعة بمفردها، وأنهم ليسوا أهل ثقة بعد اليوم، غير أنهم انشغلوا كذلك عما أسماها ب«قضية الأمة» بالصراعات الداخلية فى التنظيم. وطالب عبدالماجد جماعة الإخوان بتقديم كشف حساب للفصائل التى وثقت فيهم طيلة الفترة الماضية وأن يقولوا بصراحة ما هى خططهم القادمة أو يعترفوا بأنه لا خطة حقيقية لديهم، وطالبهم كذلك بأن يقولوا -برجولة وشجاعة- لمن وثق فيهم أنتم وشأنكم لا نملك لكم شيئا». وقتها لم تتأخر الميليشيات الإلكترونية التابعة للإخوان بدورها كذلك فى رد الهجوم على عاصم بما هو أسوأ منه، متهمين إياه بالتطرف والتكفير والإرهاب، وتوريط الإخوان بسبب تصريحاته على منصة رابعة والتشكيك كذلك فى نزاهته وثوريته التى يزعمها: «تذكر حجم الدمار الذى سببته بخطاباتك غير المسئولة على منصة رابعة، ألا تذكر حجم التهديد والوعيد الخاوى الذى أطلقته»..»ألا تذكر نفسك وأنت ترغى وتزبد على المنصة وتحرق الأرض والظهير الشعبى للثورة بلا فائدة». زادت وفاة عصام دربالة رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية ومن قبله الشيخ عزت السلامونى القيادة التاريخية بالجماعة داخل السجن، بسبب مواقف الجماعة الإسلامية الداعمة للتحالف مع الإخوان، من شدة الاحتقان وتوتر الموقف بين الطرفين المتحالفين فى الخارج، خاصة مع حالة الإهمال التى تعامل بها الإخوان مع حادث وفاة «دربالة» دون التغطية الإعلامية والتصعيد اللازمين اللذين كان يتوقعهما قيادات وأعضاء الجماعة الإسلامية بالخارج. بعد ذلك، حدثت المواجهة المالية التى فجرت الصراع برمته إلى غير رجعة، وسط تسريبات آنذاك بأن محمود عزت القائم بأعمال المرشد اعتمد سياسة إخوانية مالية جديدة تضمنت صراحة وقف التمويل والدعم المالى لأى رموز محسوبة على تنظيمات «عنف» تكون معروفة لدى الرأى العالم الدولى، فى محاولة من الجماعة لفصل نفسها عن مشهد العنف والتصعيد فى هذه المرحلة، وما استتبع ذلك من إغلاق الإخوان لقناتهم الرسمية التحريضية «مصر الآن» ورفع أيديهم قبلها عن قناة «الشرق». وهو ما فسرته قيادات الجماعة الإسلامية - خاصة مع ما كان قد بدأ فعليا من انحسارالتمويل الإخوانى عن كوادرها فى قطروتركيا، وسياسة التقطير المادى التى بدأ الإخوان فى ممارستها - بأنه تمهيد لتنصل كامل متوقع من المسئولية الإخوانية تجاهها وذلك فى سياق مشهد إقليمى كان راشد الغنوشى زعيم حركة «النهضة» التونسية، قد بدأ فيه تحركاته لإنقاذ جماعة الإخوان المسلمين عبر وساطة سعودية، لخلق انفراجة فى المشهد وطرح «صيغة تفاهم» جديدة بين «التنظيم» والسلطة فى مصر، بشأن مصير قيادات السجون وتأمين ولادة جديدة للجماعة فى مصر. غير أن الصراع والحرب الإعلامية بين عاصم عبدالماجد، الأكثر تهورا وصداما وانفلاتا وحبا للظهور فى وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى، وبين الإخوان بدأت فى التصعيد بمستوى جديد، والدخول فى منحنى أخطر مع المواجهات الأخيرة هذا الأسبوع، حيث أعلن عبدالماجد عن تأسيس ما أطلق عليه «حلف الفضول المصرى » على نمط الحلف الذى شارك فيه الرسول «صلى الله عليه وسلم» فى الجاهلية وقبل الدعوة وتضمن كافة القبائل العربية، ويوجه عبدالماجد الدعوة للانضمام إليه لجميع التيارات الثورية المعارضة للنظام، إسلامية وغير إسلامية، فى مقابلة فجة تتضمن صراحةً أيضا الغطاء الشرعى الذى يقدمه عاصم عبدالماجد لجمهوره ولحلفائه من الإسلاميين المتشددين والتنظيميين فى قبول مشاركة غيرالإسلاميين معه فى حلف واحد، كما فعل الرسول «صلى الله عليه وسلم» مع المشركين الشرفاء قبل البعثة ! فيما استمر فى هجومه الضارى على الإخوان: «لن ننتظر استجابتكم أو عدم استجابتكم هذه المرة».. «اعترف بأننى أخطأت عندما توهمت للحظة أن من أداروا المشهد باقتدار نحو كارثة 30 يونيو قادرون على قيادته بصورة مغايرة بعد وقوع الكارثة»..«شعارات الشرعية الجوفاء لن تهزم عدوا ولن تنصر وليا، بل إن بعض الشعارات صارت تسبب فرقة وضعفا».. «نلمحكم هناك عند الافق تهتفون باسم شرعية لم تعرفوا كيف تحمونها يوم كانت معكم. وتتحدثون باسم ثورة لم تعملوا لها يوم ألقت مقاليدها إليكم».. «أيها السادة انتهى الدرس.» كل ذلك فى ظل الموقف الغامض لقيادات الجماعة الإسلامية فى مصر التى فضلت التزام الصمت، فى نفس الوقت الذى يميل فيه قيادات الجماعة فى تركيا إلى الاستمرار فى ركاب الإخوان والمواءمة معهم، بينما يستمر طارق الزمر المقيم فى قطر، من وجهة نظر الكثيرين، فى لعبة تقسيم الأدوار بينه وبين عبدالماجد، داخل جبهة الجماعة الإسلامية فى مواجهة الإخوان المسلمين بمغازلة التيار المدنى والليبرالى داخليا وخارجيا، وعلى رأسه فى الخارج فى الوقت الحالى المنصف المرزوقى وأيمن نور وتوكل كرمان وغيرهم، كأداة مهمة فى الصراع فى إطار المعركة الضارية بين الطرفين الآن. ويرى البعض أن ما يقوم به عاصم عبدالماجد، لا يتجاوز أهميته حالة الهلوسة الإعلامية بسبب موقف الإخوان المسلمين وتنكيلهم برعاياهم من قيادات الجماعة الإسلامية بعد أن استخدموهم فى المواجهة مع الدولة وقت الحاجة ثم سارعوا بالتخلص منهم، وأن حلف الفضول الذى أعلن عبدالماجد عن تأسيسه لن تتجاوز أهميته الفرقعة الإعلامية فقط. فيمات ترى وجهة النظر الأخرى أن عبدالماجد بتأسيس هذا الحلف «الصدامى» يطرح نفسه فعليا كبديل لتحالف الإخوان فى الخارج ويستغل التصدعات والخلافات داخل ذلك التحالف لضربه فى مقتل وهو ما يفسر حالة الغضب والهجوم الإخوانى التى قوبل بها تأسيس حلف الفضول من جانب المتحدثين باسم الجماعة فى ظل اتهامات لعبدالماجد بأنه بتلك الخطوة يحاول تفكيك حركة المعارضة الخارجية ضد النظام فى مصر. لكن.. على مستوى آخر فإن عبدالماجد بخطابه المتشدد يغازل التنظيمات الإقليمية المتشددة الكبرى فى المنطقة مثل داعش والقاعدة ويطرح نفسه من جديد للتنسيق مع التنظيمات المسلحة، خاصة مع دوره المعروف قبل 30 يونيو فى عملية التجنيد الكبرى لتسهيل خروج الشباب من مصر إلى سوريا عبر «جماعة الأنصار» التى قام بتأسيسها. ولما له من ارتباطات وثيقة بجماعات كأحرار الشام وغيرها داخل سوريا، كما يبحث أيضا نوافذ جديدة للتمويل من هذه التنظيمات بعد أن أدار الإخوان ظهورهم له ولجماعته فى الخارج وخسروا كل مستقبل سياسى لهم داخل مصر. خاصة مع وجود الوسطاء من رفقاء وقيادات الجماعة الإسلامية الذين لا يزالون يملكون العلاقات مع تلك التنظيمات مثل محمد شوقى الإسلامبولى الذى يمتلك علاقات متميزة مع الأوساط التمويلية القاعدية فى العالم، لم تنقطع فى أى لحظة من اللحظات منذ سفره للقتال فى صفوف تنظيم القاعدة فى أفغانستان وحتى وقتنا هذا، بفضل مكانته الخاصة كشقيق لخالد الإسلامبولى قاتل السادات ونشاطه كذلك فى جمع التبرعات لسنوات طويلة للحركة الجهادية فى العالم.