نشبت الخلافات مجددا داخل الجماعة الإسلامية بعد تصريحات عاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى الجماعة، بشأن تأسيس حلف الفضول، ودعوته الجماعة الإسلامية للانضمام له والانفصال عما يسمى ب«تحالف دعم الشرعية». العديد من القيادات، وعلى رأسهم أسامة حافظ، رئيس مجلس شورى الجماعة، رفضوا الانضمام لحلف الفضول المصري، الذي يدعو عاصم عبد الماجد لتأسيسه؛ خاصة أنه لا يضع عودة الرئيس المعزول محمد مرسي للحكم، على رأس أولوياته. وفي المقابل، أيد عبد الماجد، قيادات الجماعة الإسلامية داخل السجون، عبر رسائل واضحة أرسلوها للقيادات، طالبوهم فيها بالانضمام لحلف الفضول المصري. كان عبد الماجد أعلن أن خلافه مع الإخوان حول مشروعية عودة مرسي، وكذلك ترتيب أولويات أهداف المرحلة المقبلة، مضيفا أن إدارة المعركة السياسية والإعلامية وسط الجماهير تفرض أولويات معينة. وتابع عبد الماجد في بيان له، قبل يومين: «اخترت أن أكون مدافعا عن مواقف التحالف، رغم أني ما شاركت قط في صياغتها ولا صنعها؛ التزاما مني بموقف الجماعة الإسلامية المشارك في التحالف، الذي ضحى في سبيله بعشرات من رجالاته، وعلى رأسهم رفيق دربي، الشيخ عصام دربالة..وكنت أبدي تبرما وتململا في بعض المواقف دون الرفض صراحة لئلا نتسبب في إحباط الحشود المضحية من أجل دينها وبلدها.. الآن وبعد أن اتضح الصبح لذي عينين، لا مفر من أن أودع القوم لأشير للناس الطريق من هنا.. استقيموا يرحمكم الله». واستطرد: «نصيحتي للجماعة الإسلامية أن تنضم للجماهير في مطالبها العامة، ولا تحصر نفسها في مطالب جماعة أو تيار»، مستنكرا مطالبة قيادات الجماعة له بالصمت، قائلا: «بعضهم كتب يوصيني بالصمت والاعتزال لأني كنت جزءا من المشهد القديم والمسار القديم الذي أحاول تغييره اليوم..وأنا سئمت توضيح سبب عدم جهري باعتراضاتي من قبل، حيث كنت أرفض شق الصف». وقال ربيع شلبي، مؤسس جبهة أحرار الجماعة الإسلامية، إن تأسيس عبد الماجد لما يسمى ب«حلف الفضول المصري» سبب أزمة كبيرة داخل الجماعة الإسلامية، موضحا أن قيادات الجماعة لا تريد التنازل عن عودة مرسي، التي طرحها عبد الماجد، بل وتريد إقالته من مجلس الشورى بسبب هذا الأمر. وأضاف ربيع ل«البديل» أن قيادات الجماعة الإسلامية في السجون أيدت حلف عبد الماجد، وطالبت بالانسحاب من تحالف دعم الشرعية، والتراجع عن مطلب عودة مرسي. وأكد أحمد الإسكندراني، المتحدث باسم حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، أن الجماعة لم تنسحب حتى الآن من تحالف دعم الشرعية، ومازالت مستمرة داخله، نافيا انضمامها لما يسمى ب«حلف الفضول»، مضيفا أن عبد الماجد بتصريحاته الغريبة يشق صف الجماعة الإسلامية، ويدفعها لمزيد من الخلاف. وأوضح البدري حسن، القيادي بحزب البناء والتنمية، أن استمرار الجماعة الإسلامية داخل ما يسمى تحالف دعم الشرعية، يعد استمرارا لمسلسل الانهيار داخل الجماعة، بل يدفعها لمزيد من الصدام مع أعضائها، مضيفا أن الجماعة جمدت نشاطها داخل التحالف منذ شهرين؛ بعد إقصاء الإخوان لقيادات الجماعة الموجودين في الخارج، وعدم مساعدتهم في تجديد تراخيص الإقامة بتركيا، بجانب عدم نعي الإخوان وفاة الشيخ عصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، بالشكل اللائق. واختتم حسن: «دعوة عبد الماجد الانضمام لحلف الفضول، كانت بمثابة إلقاء حجر في ماء راكدة، فأثار النقاشات داخل الجماعة، وأظهرت غضب الأعضاء، على رأسهم أسامة حافظ، الذي رفض الانضمام للحلف، ورفض الانسحاب لما يسمى تحالف دعم الشرعية.