أنتخبت كرستين لاجارد خلال الأيام الماضيه وبأجماع الأراء لتوالى فترة جديدة بصندوق النقد الدولى تبداء من 5 يوليو 2016 وتستمر لمدة خمس سنوات. ووجهت "لاجارد" عقب فوزها مباشرة التحية للدول الأعضاء الذين أيدو ترشحها لفترة ثانية قائلاة "يسرنى أن أحظى بفرصة قيادة الصندوق فى منصب المدير العام للفترة ثانية واعرب عن تقديرى للدول الأعضاء على استمرار ثقتهم ودعمهم لى." ويهتم صندوق النقد الدولى عادةّ بتقديم النصح والمشورة بشأن السياسات الأقتصادية للدول الأعضاء، ومراقبة التطورات الأقتصادية التى تشهدها البلدان وتقديم المساعدات للبنوك المركزية، وإقراض الدول المتعثرة التى تمر بظروف إقتصادية صعبة مقابل أصلاحات مالية تتفق الدولة على تنفيذها. وتوقع الجميع فوز"لاجارد"، بهذ المنصب خصوصاّ ولم يستطيع أحد منافستها، وكانت المرشحه الوحيدة لتنال ثقة أعضاء الصندوق وتفوزبرئاستة للمرة الثانيه بأكتساح، ويعتقد الخبراء أن الفترة الثانيه ل"لاجارد" لن تكن بالسهلة خصوصاّ فى ظل التحديات والأزمات المتلاحقة التى تواجه الأقتصاديات العالمية. ويستعرض"الفجر" خلال هذا التقرير أبرز التحديات الأقتصادية التى تواجه "لاجارد" خلال الخمس سنوات المقبلة. 1-الركود الذى تشهده الأقتصاديات الناشئة : تعانى بعض الدول مثل البرازيل، وروسيا، وتشييك، ومصر من تباطؤ فى النمو نظراً لهروب رؤوس الأمول من تلك الدول، وتوجهها إلى الأقتصاديات القوية مثل الولاياتالمتحدة للأستثمار هناك نتيجة أسعار الفائدة المرتفعة، وستحاول لاجارد توفير قروض جديدة لتلك الدول لتعزيز ثقة المستثمرين وجذب المزيد من رؤس الأموال لها. 2- تباطؤ نمو الأقتصاد الصينى: ستحاول لاجارد التغلب على تباطؤ نمو الأقتصاد الصينى الذى أثر بالسلب على الأسواق الناشئة، حيث تعتبر الصين المستورد الرئيس من تلك البلاد، بالإضافة إلى ذلك تخشى "لاجارد" من إنخفاض قيمة اليوان الصينى الذى على وشك الأنضمام لسلة عملات الصندوق فى أوئل اكتوبر. 3- أزمة اليونان: تعد من أكبر الأزمات الاقتصادية حول العالم، وستعمل لاجارد جاهدة على حل مشكلة الديون المتراكمة على اليونان، وتطبيق سياسات إصلاحية جديدة صارمة على اليونانين حتى يستطيع الأقتصاد اليونانى معاودة نهوض مرة أخرى، إلا أن بعض الدول الأوربية ترفض إعطاء اليونان حزمة قروض جديدة متخوفة من أن تعلن أثينا أفلاسها. 4-تدنى أسعار النفط: تعتمد معظم الدول على النفط كركيزة إقتصادية أساسية لها، وتدنى أسعار النفط جعل تلك الدول تعانى من أزمات مادية متلاحقة، ويتوقع البعض أن تعمل "لاجارد" على إيجاد حلول مناسبة لأعادة اقتصاديات تلك الدول لنموها. 5-لاجارد والسيدات: من أكبر التحديات التى تواجه كرستين لاجارد محاولة التساوى فى الأجور والوظائف بين الرجل والمراءة، وذكرت لاجارد في تدوينة لها "توجد في دول كثيرة جدا قيود كثيرة جدا تتآمر على المرأة حتى لا تصبح نشطة اقتصاديا" في اشارة إلى رفض تلك الدول عمل السيدات على حساب الذكور. و الجدير بالذكر أن منصب مديرة صندوق النقد الدولى لم يكن الأول ل "لاجارد"، حيث سبق لها العمل كرئيسة لوزارة المالية الفرنسية فى عهد نيكولاس سركوزى، وأتهمت فى عام 2008 بالإهمال الوظيفي مما جعل الدولة تدفع بناء على قرار من محكمة التحكيم، تعويضاً قدره 385 مليون يورو إلى رجل الأعمال برنار تابي فى القضية المعروفة إعلامياً "تابى"، إلا أن صندوق النقد الدولى رفض التعقيب على تلك القضيه معتبراً لاجارد من أكفأ القيادات لتولى الصندوق.