تشهد تكنولوجيا الحرب والمعدات القتالية طفرات متتالية وابتكارات مستمرة، إذ تمكنت شركة صناعات عسكرية في إستونيا من اختراع دبابة جديدة بدون سائق يمكنها التحول خلال المعارك بحسب الظروف على أرض المعركة، لتقوم بأداء مهام مختلفة، وتتغير إلى أشكال متباينة، بما يربك صفوف العدو. ووصفت تقارير غربية الدبابة الجديدة أنها تمثل «نقطة تحول كبيرة في مجال المركبات التي تعمل بواسطة التحكم بها عن بُعد، ويمكن أن تعمل جنباً إلى جنب مع القوات البشرية لتشكل إضافة عسكرية مهمة لأي قوات برية في أرض المعركة». والدبابة الجديدة المبتكرة التي اطلعت «القدس العربي» على صور لها نشرتها عدة صحف غربية يمكن التحكم بها بواسطة «ريموت كونترول» ولا تحتاج إلى سائق أو أي قوات بشرية في داخلها، فضلاً عن أنها «قابلة للتكيف» مع ظروف المعركة والمكان الذي تعمل فيه، ويمكنها أن تتغير وتتحول بحسب الحاجة خلال العمليات القتالية على الأرض. وأطلقت شركة «ميلرم» المتخصصة بالصناعات العسكرية في إستونيا على دبابتها الجديدة المبتكرة اسم ()، وهي متعددة المهام والأشكال ويمكنها أن تحمل ما يصل إلى 680 كيلوغراما من المعدات القتالية والمواد المتفجرة وما إلى ذلك من مستلزمات. وقالت جريدة «دايلي ميل» البريطانية إن الدبابة لمبتكرة تم الكشف عنها قبل أيام خلال معرض متخصص في سنغافورة، على أن إسم الدبابة يمثل اختصاراً للعبارة الانكليزية (Tracked Hybrid Modular Infantry System)، وهي تعني أن الدبابة مزودة بنظام للتتبع، كما أنها تعمل بوقود هجين يمثل خليطاً بين المحروقات التقليدية والكهرباء التي تستمدها من بطارية محملة بها. وحسب البيانات التي كشفت عنها الشركة الاستونية فان الدبابة ذات حجم صغير نسبياً مقارنة مع الدبابات التقليدية المستخدمة حالياً في المعارك، حيث يبلغ حجمها ثمانية في ستة أقدام فقط، أما وزنها الاجمالي فيصل إلى 680 كيلوغراما، وتستطيع أن تحمل مثل وزنها تقريباً. وتتضمن منصة يمكن استخدامها في حمل أجهزة ومعدات الاتصالات، اضافة إلى الامدادات العسكرية، والأسلحة، وغير ذلك من المستلزمات القتالية المتنوعة التي تحتاجها القوات البرية خلال المعارك. وبحسب مواصفات المركبة ففي حال كانت البطارية مشحونة بشكل كامل، وخزان الوقود معبأ، فمن الممكن أن تسير لمدة تصل إلى 8 ساعات متواصلة دون توقف ودون الحاجة إلى التزود بالوقود، على أن السرعة القصوى لهذه الدبابة تصل إلى 31 ميلاً في الساعة (50 كيلومترا في الساعة). وبحسب فيديو شاهدته «القدس العربي» للدبابة فان لديها القدرة على التحول خلال السير، بما يمكنها من تجاوز الكثير من المطبات والعوائق والجداول المائية والجبال والسفوح، وهو ما لا يتوفر حالياً للدبابات التقليدية، أو تستطيع بعض الدبابات التقليدية القيام به بصعوبة بالغة. ويأتي الكشف عن هذه الدبابة في الوقت الذي تتحدث فيه الكثير من التقارير عن مساعي أمريكية لتطوير مركبات عسكرية ودبابات بدون سائق لاستخدامها في الحروب والمعارك البرية، على غرار الطائرات بدون طيار التي أثبتت نجاحاً خلال السنوات الأخيرة، وجنبت الأمريكيين خسارة الكثير من الأرواح في عملياتهم القتالية خارج الولاياتالمتحدة. وتقول العديد من التقارير إن الجيش الأمريكي يقوم حالياً بتطوير تقنيات القيادة الذاتية ويعمل على ابتكار نظام سير للسيارات ذاتية القيادة تتبع فيها حذو شاحنة يقودها إنسان.
وبحسب المعلومات فان وزارة الدفاع الأمريكية أجرت اختبارات أولية على نظام يقوم باستخدام الكاميرات والرادارات وأجهزة الكمبيوتر المتواجدة بالسيارة لمسح الطريق وبذلك يتم تقييم المخاطر المحتملة وتحدد طريقة سيرها، ويرى الجيش أن هذه التقنية ستقلل حاجة الجيش للسائقين خلال أوقات الحرب وسيضع الجنود في تأهب وتركيز كامل على مهام الحرب الأخرى. إلى ذلك، تعمل روسيا على ابتكار دبابات بدون سائق، حيث كشفت مؤخراً عن دبابة «أرماتا» الحديثة التي يمكن التحكم بها عن بعد. وقال رئيس إدارة المدرعات في الجيش الروسي الفريق ألكسندر شيفشينكو مؤخراً إن الدبابة الروسية لا تقل في مواصفاتها عن مثيلاتها التي تزودت بها جيوش حلف الناتو بل وتتفوق عليها في بعض المواصفات الرئيسية. وقال شيفشينكو إن الروبوتات الإلكترونية التي تستخدم في الدبابة «أرماتا» ستشكل في المستقبل أساسا لتحويل الدبابة إلى روبوت أو دبابة دون سائق على غرار طائرة بدون طيار، وسيتم التحكم فيها عن بعد من مركز القيادة. ومن بين تلك الروبوتات روبوت خاص بوسعه تدمير هدف أوتوماتيكيا، وذكر الجنرال أن إطلاق النار من الروبوت يستمر إلى أن يتم تدمير الهدف نهائيا، وسيسمح استخدام هذا الروبوت بتدمير أهداف جوية وبرية على حد سواء، أما استخدام الأجهزة للأشعة تحت الحمراء فتسمح بإطلاق النار ليلاً ونهاراً في كل ظروف الطقس.