ما بين السخرية والاستنكار والجدال، ردود فعل كثيرة أثارها تصريح الرئيس عبد الفتاح السيسي في منتدى التجارة الإفريقي المقام في شرم الشيخ، على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن صرح بأن القارة الأفريقية ستحقق التنمية الشاملة في عام 2063م. التصريح اقتضبته وسائل إعلامية ولم توضح تفاصيل وسبب ذكر الرئيس لهذا العام بالتحديد، حيث قال الرئيس أن المنتدى المقام حالياً هو متصل بما تم إقراره في أجندة 2063 للتنمية الشاملة. ويعود ذكر الرئيس لهذا العام وربطه بمنتدى العام الماضي، لما تم اقراره فيه بأجندة التنمية الشاملة في أفريقيا عام 2063، وتوضح "الفجر" تفاصيل تلك الأجندة وسبب اختيار هذا العام. أهداف أجندة إفريقيا 2063 أجندة إفريقية تم إقرارها في 2013 من الاتحاد الإفريقي، وهي خطة خمسينية بعيدة المدى ترفع شعار المستقبل هذا ما نريده لإفريقيا وتحمل أهدافاً ثلاثة؛ الوحدة والسلام والازدهار. فحسب مفوضية الاتحاد الإفريقي، فإن أجندة 2063 تهدف لترسيخ الديمقراطية وحقوق الإنسان والتنمية الشاملة وسيادة القانون والسلم والحكم الرشيد، والتنسيق والتعاون للقضاء على الفقر في جيل واحد بحلول عام 2025، وتوجيه ثروات إفريقيا للتصنيع بحلول 2025 وإقامة منطقة التجارة الحرة 2020 وغيرها من الأهداف التي أقرت من وزراء الخارجية الأفارقة 2015. تفاصيل الأجندة وتعمل الأجندة على ربط إفريقيا من خلال بنية تحتية ذات مستوى عالمي ومن خلال حملة منسقة لتمويل وتنفيذ مشاريع البنية الأساسية في قطاعات النقل والطاقة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وكذلك التعجيل بإنشاء منطقة التجارة الحرة القارية بحلول عام 2017 وصولاً لمضاعفة التجارة الأفريقية البينية مرتين بحلول عام 2022. كما تحث على دعم الشباب كمحرك لنهضة إفريقيا وإسكات السلاح بحلول عام 2020 لجعل السلام حقيقة واقعة وإنهاء الحروب والنزاعات الأهلية وانتهاكات حقوق الإنسان والكوارث الإنسانية ومنع الإبادة الجماعية. وتنص الأجندة أيضا على تحقيق التكافؤ بين الجنسين في المؤسسات العامة والخاصة بحلول عام 2020، وإصدار جواز سفر إفريقي وإلغاء التأشيرات بين الدول الأفريقية بحلول عام 2018. ملامح عامة عن الأجندة ولعل الدافع وراء إطلاق أجندة الاتحاد الإفريقي 2015- 2063، هو انعقاد القمة الإفريقية الأخيرة، الذي تم في أواخر شهر يناير الماضي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ودعا إليها زعماء الدول الإفريقية، للمضي قدما نحو مستقبل أفضل للقارة. وثيقة أجندة 2063 وقع الزعماء الأفارقة، على الوثيقة التي تحدثت عن طموحات وآمال الأفارقة خلال الأعوام الخمسين القادمة، للبدء في وضع رؤية واضحة لإفريقيا، وكان ذلك أثناء الاحتفال بمرور خمسين عاماً على تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية في مايو 2013، ويتم تقسيم تلك الرؤية الخمسينية إلى فترات زمنية مقدار كل فترة 10 سنوات، وتقوم عليها إدارة التخطيط الاستراتيجي بالاتحاد الإفريقي بالتشاور مع كافة الأطياف والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية داخل القارة، فضلا عن الأفارقة في المهجر. وحدد زعماء القارة في تلك الوثيقة نقاطا محددة: نريد إفريقيا قوية، فتيّة، متعلمة، مصنعة، منتجة، وفاعلة في الدور العالمي، خاصة أن إفريقيا تمتلك أكثر من 90% من احتياطيات الموارد في العالم. الإنسان الإفريقي محور الأجندة وتركز الأجندة على الإنسان الإفريقي، فهي مبنية أساسا على تقوية الشرائح الضعيفة في المجتمع الإفريقي "الطفل، المرأة، ذوو الاحتياجات الخاصة "، وكذلك تقوية المناهج التعليمية، والابتكار، وامتلاك الحلول العلمية، حيث تعاني القارة محدودية في قطاع التكنولوجيا، بما يجعلها لا تستفيد بالشكل المطلوب من مواردها.