دخان كثيف ونيران متصاعدة وصرخات متهافتة وأفعال لا إرادية كانت تسيطر على ركاب قطار الصعيد بالعياط، في مثل هذا اليوم 20 فبراير 2002، منذ 14 عام، بسبب حريق اندلع بإحدى عربات القطار عقب مغادرته مدينة العياط عند قرية ميت القائد. حادثة قطار الصعيد التي راح ضحيتها أكثر من 361 مواطنًا، الأسوأ في تاريخ السكك الحديدية المصرية، وأحيل على إثرها 11 مسئولا بهيئة السكك الحديدية للمحاكمة بتهمة الإهمال التي أودت بحياة المواطنين. ولم يكن عهد «مبارك» الأسوأ بالنسبة لحوادث القطارات، بل لحقه بالسوء كلاً من الرئيسين محمد مرسي وعبدالفتاح السيسي، ولكن كان لكلاً منهما طريقته في التعامل مع الأزمة. وبمرور 14 عاماً على أسوأ حادث قطار ب«مصر» حادث قطار الصعيد، رصدت «الفجر» تعامل الرؤساء مع الأزمة. «مبارك» يورط السائقين في عهد الرئيس الأسبق «مبارك» كانت حوادث القطارات الأبرز، وقد أوقعت المسؤولية في عهده على السائقين أو الركاب دون وقوعها على المسؤولين، ثلاثون عاما من الظلم والقهر والإهمال وانعدام للمسئولية راح ضحيتها آلاف القتلى والمصابين، وفي رصد لأشهر حوادث الطرق في عهده: * ديسمبر 1995 في القاهرة شهد مقتل 75 راكبا وإصابة المئات في تصادم قطار بمؤخرة آخر، وأكدت التحقيقات وقتها، أن المسؤولية تقع على سائق القطار الذي قام بتجاوز السرعة المسموح بها رغم وجود ضباب كثيف مما لم يمكنه من اتخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب. * أكتوبر 1997 في الإسكندرية اصطدم قطار بالقرب من الإسكندرية بأحد المصدات الإسمنتية الضخمة مما أدى إلى اندفاعها نحو المتواجدين بالقرب من المكان وخروج القطار نحو احدى الأسواق المزدحمة بالبائعين والمتجولين مما أدى إلى مقتل 50 شخصا وإصابة أكثر من 80 مصابا ومعظم الضحايا ممن كانوا بالسوق أو اصطدمت بهم المصدة الإسمنتية ، وأرجعت التحقيقات في وقتها إلى عبث أحد الركاب المخالفين في الركوب في فرامل الهواء بالقطار. * قطار العياط في 2002 وهي تعد الحادثة الأسوأ من نوعها في تاريخ السكك الحديدية المصرية، حيث راح ضحيتها أكثر من 1000 قتيل بعد أن تابع القطار سيره لمسافة 9 كيلومترات والنيران مشتعلة فيه؛ وهو ما اضطر المسافرين للقفز من النوافذ، ولم تصدر حصيلة رسمية بالعدد النهائي للقتلى، واختلف المحللون في عدد الضحايا حيث ذكرت أن عدد الضحايا يتجاوز 1000 قتيل. * في أغسطس 2006، طريق «المنصورة – القاهرة» اصطدم قطاران أحدهما قادم من المنصورة متجها إلى القاهرة والآخر قادم من بنها على نفس الاتجاه مما أدى إلى وقوع تصادم عنيف بين القطارين، واختلفت الإحصاءات عن عدد القتلى فقد ذكر مصدر أمنى أن عدد القتلى بلغ 80 قتيلا وأكثر من 163 مصابا ، وقالت التحقيقات وقتها إنه خطأ من السائقين. * وفي يوليو 2007 القاهرة اصطدام قطارين شمال مدينة القاهرة والذي راح ضحيته 58 شخصا كما جرح أكثر من 140 آخرين. * وفي أكتوبر 2009 تصادم قطارين في منطقة العياط على طريق القاهرة-أسيوط وأدى إلى مقتل 30 شخصا وإصابة آخرين، حيث تعطل القطار الأول وجاء الثاني ليصطدم به من الخلف وهو متوقف مما أدى لانقلاب أربع عربات من القطار الأول، وبعدها تقدم وزير النقل السابق، محمد لطفي منصور، باستقالته. «مرسي» يضحى ب«وزير النقل» في بداية حكم الرئيس الأسبق «محمد مرسي» وقعت 5 حوادث للقطارات خلال الخمسة الأشهر الاولى، كانت أول حادثة قطار في عهد مرسى، هى حادث قطار «البدرشين» في يوليو 2012 حيث اصطدم فيها القطار رقم 990 الإسبانى المتجه من القاهرة إلى سوهاج، وفى 20 أكتوبر 2012 قتل 6 أشخاص وأصيب 12 آخرون في قطار قليوب القاهرة، وفى نفس الشهر سقط قتيلان و12 مصابًا ضحايا تصادم القطار المطور رقم 523 بسيارة نقل ثقيل تريلا أثناء عبورها مزلقان «ميت حلفا» بين شبرا الخيمة وقليوب مع أحد القطارات. وفي نوفمبر 2012 وقعت ثلاث حوادث كان أولها في 3 نوفمبر حيث اصطدم قطار الركاب رقم 14 القادم من الإسكندرية، بسيارة نقل أثناء عبورها شريط السكة الحديد، في «قها» الواقعة بين قليوب وطوخ، وقبل حوالي أسبوع تصادم القطاران القادم من الإسكندرية للفيوم والقطار المتوجه من الفيوم للواسطى، ما تسبب في وفاة أربعة أشخاص وإصابة 31 آخرين فى الحادث. وتعامل الرئيس الأسبق مرسي مع حوادث الطرق بإقالة وزير النقل وقتها «محمد المتيني»، والتحقيق معه ومع رئيس هيئة السكك الحديدية. «السيسي» يهدد ويناقش أما في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، فلم يتوقف مسلسل الإهمال عن عرض حلقاته واستمرت حوادث القطارات عرض مستمر، وكان آخر حادث هو «حادث قطار بني سويف، الذي وقع في 11 فبراير الجاري، حيث أصيب 71 شخصًا في حادث قطار الركاب رقم 993، القادم من أسوان إلى القاهرة، والذى اصطدم بحاجز خرساني، ونتج عنه انقلاب جرار القطار وأول عربة، بمحطة الشناوية بمركز ناصر» وكان من أبرز الحوادث أيضًا حادث قطار العياط، الذي وقع في 31 يناير 2016، حيث لقي 7 أشخاص مصرعهم في حادث تصادم قطار بسيارة نقل كانت محملة بركاب، بمنطقة العياط في جنوبالجيزة، كما أصيب ثلاثة آخرون، والحادث الذي وقع على طريق مصر اسماعلية الصحراوي عام 2015 حيث اصطدم اتوبيس رحلات مدرسية بإحدى القطارات مما أدى إلى وفاة 7 وإصابة 25 . وتعامل الرئيس مع الأزمة بالتهديد والمطالبة بالتطوير، فبعد كل حادث كان يخرج الرئيس بتهديد للمسؤولين بأنه غير مسموح بالتقصير والحفاظ على أرواح المواطنين، وظهر ذلك جلياً في العديد من خطاباته، كما أنه ناقش مؤخراً مع المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء الإجراءات التي تتخذها الحكومة لمواصلة خطة تطوير مزلقانات السكك الحديدية.