قال إيهاب سعيد، خبير أسواق المال، إن مؤشر السوق الرئيسي "EGX30" واصل تراجعاته الحادة للأسبوع الثانى على التوالي، ليقترب من أدنى مستوياته السعرية فى عامين عند 5526 نقطة قبل أن ينجح فى التماسك أعلاه وينهى الأسبوع قرب مستوى 5713 نقطة، محققًا نسبة خسائر قاربت على 17,4% فى اسبوعين, وذلك على خلفية الانهيارات التى تشهدها الأسواق العالمية وأسعار النفط بما لها من تأثير سلبى على أسواق المنطقة، بالإضافة لاستمرار التأثير السلبي لقرارات البنك المركزي الأخيرة التى أشرنا إليها مطلع الأسبوع الماضى، والتى أوضحت بجلاء السياسة الانكماشية التى ينتهجها المركزي خلال الفترة الحالية رغم تبعاتها السلبيه على مناخ الاستثمار بما فيه سوق المال. وأضاف "سعيد" أن مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة "EGX70" فقد جاء أدائه أفضل نسبيًا رغم تراجعه المتواصل للأسبوع الثانى على التوالي محققًا أدنى مستوى سعرى له منذ التدشين مطلع عام 2008 عند 323 نقطه قبل أن ينجح فى التماسك أعلاه ويعاود ارتداده لأعلى بفعل التحسن النسبى فى أداء غالبية الأسهم الصغيرة والمتوسطة ليغلق مع نهاية جلسة الخميس قرب مستوى 344 نقطة محققًا نسبة خسائر خلال أسبوعين تقارب على 10,4%.
وأشار "سعيد" أن أبرز الأحداث التى شهدها الأسبوع الماضي، على رأسها البيان الصادر عن رئاسة الجمهورية بشأن البورصة والإعلان عن نية الحكومة فى طرح الشركات الناجحة بالبورصة المصرية خلال المرحلة القادمة استجابةً لما سبق وطالبنا به على مدار الفترة الماضية، وذلك بهدف دعم سوق المال ليعود إلى بريقه المفقود منذ 8 أعوام حتى الآن.
واستقبل المتعاملون البيان بحالة شديده من الارتياح والرضا، ليس فقط بسبب الاعلان عن طرح الشركات الحكومية خلال المرحلة المقبلة ولكن لكونهم شعروا لأول مرة باهتمام رئيس الجمهورية بنفسه بتراجعات البورصه الحادة وسؤاله عن الأسباب التى دفعتها لهذا الانهيار وأصدر توجيهاته بضرورة دعمها، وهو ما كان السوق يفتقده تمامًا خلال السنوات الأخيرة، لاسيما من جانب الحكومة التى طالما تسببت فى انهيار البورصة، سواء بقراراتها الغير مدروسة أحيانًا أو بتصريحاتها الغير مسؤولة أحيانا أخرى، على حد تعبيره وفيما يتعلق بطرح الشركات الحكومية الناجحة بالبورصة فقد جاء هذا القرار بمثابة إنقاذ صناعة الأوراق المالية فى مصر من الانهيار الشامل، حيث توقفت الحكومة تمامًا عن أى طروحات منذ عام 2005، سيما وإن الطروحات الحكومية تعد محرك رئيسى لأداء البورصه المصرية، وهى التى دعمت بشكل كبير من أدائها منذ عودتها للعمل منتصف التسعينات حتى عام 2005, ومنذ توقف الحكومة عن الطروحات، والبورصة تعانى الأمرين.
وأما الحدث الثانى فكان يتعلق باستمرار التراجعات الحاده للأسواق العالمية وأسعار النفط التى واصلت تحطيمها لمستوياتها الدنيا منذ 12 عامًا لتصل الى قرابة 27 دولارًا للبرميل، وهو ما القى بظلاله السلبية على أداء الأسواق الخليجية التى اقتربت من أدنى مستوياتها السعرية فى سنوات بقيادة مؤشر السوق السعودى الذى حقق أدنى مستوياته السعرية فى خمس سنوات، وبطبيعة الحال تسببت التراجعات الحادة بالأسواق العالمية والخليجية تحديدًا فى استمرار الضغط على السوق المصرى، أغلب جلسات الأسبوع لتقترب مؤشراته من أدنى مستوياتها السعري كما سبق وأسلفنا.
وأخيرًا وعن توقعاتنا لأداء كلا المؤشرين بجلسات الاسبوع الحالى والبداية كما هى العادة مع مؤشر السوق الرئيسى EGX30 فالتركيز سيكون منصبًا على مستوى الدعم الجديد قرب 5500 نقطة، والذى طالما نجح فى البقاء أعلاه فنتوقع معه أن يعيد تجربة مستوى المقاومة السابق قرب ال6100 - 6200 نقطة.
وفيما يتعلق بمؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة EGX70 فالتركيز سيكون منصبًا على مستوى الدعم الجديد قرب 336 نقطة، والذى طالما نجح فى البقاء أعلاه، متوقعًا أن يعيد تجربة مستوى ال354 نقطه مجددًا .