أصدر الدكتور خالد أبو الليل، أستاذ الأدب الشعبي في كلية الآداب بجامعة القاهرة، رئيس لجنة الامتحانات التي شهدت واقعة وفاة الطالبة ميادة محمد، اليوم الأربعاء، بيانا يسرد فيه أحداث واقعة وفاة الطالبة صباح الاثنين الماضي، بعد إصابتها بهبوط مفاجئ بلجنة الامتحان قسم اللغات الشرقية بكلية الآداب. وقال خلال البيان: "لقد كنت حريصا خلال اليومين الماضيين على الالتزام بالصمت، وعدم القيام بالرد على ما يتم تداوله بخصوص هذا الأمر، احتراما لجلال المصاب، ولروح الفقيدة، ومقدرا شعور كل من أصابه حزن، وأنا أول هؤلاء، واحتراما لحرمة الموت". وأكد أن ما تم تداوله بشكل غير صحيح وبعيد كل البعد عن الحقيقة، ما جعله يمر بحالة نفسية السيئة. وسرد الواقعة قائلًا: "في تمام الساعة 9.40 من صباح يوم الثلاثاء الموافق 12 يناير 2016، قمت بالمرور على لجنة الامتحان، بوصفى رئيسا للجنة، وقمت بسؤال إحدى الطالبات عن تليفونها المحمول فوجدته مغلقا، وكان الحوار على النحو التالى "هاستأذنك ف الموبايل بتاعك، فبهدوء شديد أخرجت الطالبة هاتفها، ولما وجدته مغلقا، قلت لها: شكرا، ثم قمت بتنبيه كل الطلاب بضرورة غلق المحمول، ونظرا إلى أن الطالبة ميادة قامت بلمس حقيبتها التى كانت بجوارها مفتوحة، قمت بتكرار تحذير "اللى معاه موبايل لو سمحتم يقفله". بعدها بحوالى 30 ثانية، توجهت إلى ميادة وطلبت منها تليفونها المحمول: فأخرجته ووجدته مفتوحا، ثم سألتها إذا كان معها تليفون آخر، فأخرجت لى، بهدوء شديد، تليفونا آخر مفتوحا، ورغم أن تعليمات الجامعة تنص على القيام بإخراج الطالبة من اللجنة، وعمل محضر غش فى مثل هذه الحالات، فإننى اكتفيت بالطلب من ميادة أن تنتقل إلى الأمام بجوار دكتور اللجنة". وأضاف: "بمعنى آخر قمت بمخالفة القانون رحمة بالطالبة واكتفيت بمجرد نقلها من مكانها، ولقد كان نص الحوار كالتالي "هاستأذنك فى تليفونك، فأخرجت الأول مفتوحا ومضيئا، هل معاك تليفون تانى، بدون أن تتكلم قامت بإعطائه لى مفتوحا أيضا. أخذت ورقتها وقلت لها: اتفضلى لو سمحت اطلعى قدام عند الدكتور، وقد استجابت الطالبة في هدوء شديد لما طلبته منها، خاصة أنها أدركت أنني لم أقم بعمل محضر غش لها، ولم ترد ولم يدر بيننا أى حديث، ومن جانبى كان حديثى معها فى منتهى الهدوء لدرجة أن زميلاتها اللاتى يجاورنها ربما لم يسمعوا حديثى معها، حرصا منى على ألا يحدث توتر أو بلبلة لبقية الزملاء. ولعل من يعرفوننى، خاصة الطلاب، يعرف أن هذا هو أسلوبى فى التعامل مع الطلاب، سواء فى المحاضرات أو المراقبة. ثم حدث ما حدث من سقوط لها، وهى فى أثناء انتقالها، ثم طلبنا الطبيبة التى يوجد مقر عيادتها على بعد 15 مترا فقط من اللجنة، ثم عندما تطلبت الحالة الانتقال إلى المستشفى قمنا بالاتصال بسيارة الإسعاف، فجاءت السيارة من داخل الجامعة، بمجرد الاتصال بها، مما ينفى وجود أى شبهة إهمال أو تقصير". واختتم خالد أبو الليل قائلًا: "أقول هذا، والله وحده يشهد، أنني لم أزد أو أنقص حرفا واحدا، فهى الحقيقة التى حدثت والتى يمكن الاستشهاد بزملائها وزميلاتها ممن كان معها بالمكان نفسه. وأقول هذا، أيضا، وأنا مقدر تماما لكل حالات الحزن التى يعيشها زملاؤها وأعيشها وتعيشها الكلية والجامعة، وتعيشها أسرة الفقيدة، واستأذنت رئيس الجامعة في أن يفتح التحقيق بخصوص هذا الشأن في أسرع وقت ممكن، لتوضيح ملابسات الأمر أمام الجميع، خاصة بعد تداول أخبار مغلوطة".