يستمر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إرسال عدد من التصريحات التي تؤجج الخلافات مع الجوانب المنافسة له في المنطقة، إذ اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال مؤتمر للسفراء الأتراك في دول العالم انعقد في أنقرة، أن إيران تحاول "إشعال عملية خطيرة جديدة" في المنطقة، مرجحا أن تكون الأزمة الأخيرة في العلاقات بين طهران ودول الخليج جزء من هذه الاستراتيجية، وأن طهران تحاول استغلال الخلافات الدينية وتحويلها إلى نزاع إقليمي. وفي مزيد من التطورات، سبق لوزارة الخارجية التركية أن استدعت السفير الإيراني لدى أنقرة على خلفية تقارير إعلامية إيرانية حول دور مزعوم لأردوغان في الإعدامات التي نفذتها السلطات السعودية يوم 2 يناير، بما في ذلك إعدام الداعية نمر النمر و3 نشطاء آخرين مناصرين لحقوق الشيعة في السعودية. برغم الخلافات العلاقات التركية الإيرانية قائمة في هذا الشأن قال مصطفى زهران، الباحث السياسي والمتخصص في الشأن التركي، إن العلاقات التركية الإيرانية قائمة وقد تأخذ شكل منعرج في المشهد السياسي لكن التعاون الاقتصادي مستمر بشكل كبير، كما يوجد بينهما خلاف سياسي في أوراق محددة في المشهد السوري، مؤكدًا أن هناك تزايد من جانب التحالف السعودي السني لكبح جماح إيران في المنطقة والسياسة في هذا الشأن تقوم على البراجماتية والمصالح، فلن تختصم تركيا مع إيران ولكن هناك قضايا عالقة بين البلدين بشكل أو بآخر يحدث فيها سجال بين البلدين، وهل تركيا تقف أمام طموحات إيران في المنطقة؟ أم لا؟. وأوضح زهران، أن تركيا تلعب دور هام جدًا في المنطقة والعالم السني، خاصة أنها خصم تاريخي مع إيران ولكن الطرف الثاني أكثر خبرة في المنطقة من الأتراك؛ فإذا كان الأتراك يبحثون عن نفوذ في المنطقة فالإيرانيين سبقوهم في التموضع النفوذي منذ عقود فالأتراك يلعبوا في الوقت الضائع، لأن ما فعلته تركيا محاولة لإحياء تكتل سني سياسي، والعلاقات التركية الإيرانية علاقات بسيطة فأردوغان يلعب دور الوسيط ولكن لا يصطدم وهو الأفضل له في المشهد الحالي وقد يلعب بوتين دور الوسيط فبوتين براجماتي أيضًا. تطور الخلافات فيما رأى محمد محسن، الخبير في الشأن الإيراني، أن العلاقات الإيرانية التركية تمر بعدة تطورات منذ عدة سنوات لأسباب معقدة تتعلق بالمنافسة الإقليمية واختلاف وجهات النظر في عدة ملفات منها "الملف السوري" على سبيل الأولوية للاعب التركي، لافتا إلى أن تركيا تربطها حدود مع سويا، وأن إيران منخرطة بشكل كبير في الملف السوري، فضلًا عن إشراك إيرانوتركيا في مواجهة الأكراد، "الحزب الكردستاني المسلح" من جانب إيران ومن جانب تركيا وبالتالي فإيران تدعم حزب الأكراد الانفصالي بالمال والسلاح، موضحًا أن الإجراءات العقابية ضد تركيا التي تتخذ مواقف مناهضة للمواقف الإيرانية فيما يتعلق ببقاء بشار الأسد في سوريا وهذه التناقضات هي التي خلقت التوتر منذ عدة أيام لاندلاع الربيع العربي. وأكد محسن، أن الخلافات بين الجانبين لن تتطور إلى سحب السفراء لأن الجانب التركي براجماتي ولكنه مؤيد للمحور السعودي ولن يطور الأزمة إلى سحب السفير، لكن إيران مضطربة للغاية من الموقف التركي المؤيد للموقف السعودي والذي انضم إلى التحالف العربي والتحالف الإسلامي لعاصفة الحزم، مضيفًا أن كل هذه العوامل أدت إلى تناقض كبير بين وجهات النظر بين تركياوإيران، أدى إلى استدعاء السفير الإيراني في أنقرة منذ عدة أيام وبذلك نتوقع مزيدًا من التصعيد في ظل الانضمام التركي إلى المحور السعودي المناهض للمحور الإيراني. وقال محسن، إن روسيا تكتفي بالصمت في هذه المواقف إلى حين الذهاب إلى مجلس الأمن فإذا تعدت الأزمة العربية، الأمر وذهبت إلى مجلس الأمن فأعتقد أن روسيا ستصمت أيضًا ولا مانع من صمتها في ظل اتخاذ قرار من مجلس الأمن ولن تستخدم حق النقد "الفيتو"، لصالح إيران كما فعلت في إدانة الحوثيين في اليمن. وعن الموقف أمريكي، قال محسن، إن أمريكا انسحبت تدريجيا من الإقليم لانشغال أمريكا بمواجهة الجانب الصيني في منطقة شرق آسيا وخاصة في منظقة مضيق تايوان، مضيفًا أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، اجتمع بوزيري الخارجية الإيراني والسعودي للتهدئة. وقال إن الولاياتالمتحدة والإتحاد الأوروبي، أخرجا بيان بذلك و"بان كي مون" أخر بيان يندد بحرق السفارة السعودية في ايران والقنصلية في المشهد وبالتالي فالموقف الأوروبي والغربي ليس صامتًا ولكنه لا يتخذ إجراءات بنفس الحد والكثافة التي كان يتخذها في نفس المواقف قب الربيع العربي.