الشعب الروسي مولع بالثقافة المصرية والآثار الفرعونية ويعشق نجيب محفوظ وأحمد مظهر وعمر الشريف ..و مبارك قال: "التعاون مع روسيا هيخلي أمريكا توجع دماغي" الشعب الروسي يدعم تدخلات روسيا في سوريا ومساندة "الأسد" المخصصات المالية للثقافة المصرية ضئيلة جدًا تكريم ""فاليريا كيربيتشنكو" في معرض الكتاب المقبل التقارب بين الدولتين يقلق جدًا أوروبا بالرغم من تعاملها مع روسيا حادث طائرة سيناء دمر الأنشطة الثقافية المتبادلة أردوغان سيخسر الكثير من توتر علاقاته مع بوتين
نظرًا للتقارب المصري الروسي، في الآونة الأخيرة والدعم الذي تلاقيه مصر من الجانب الروسي، وجدت "الفجر" أنه حان الوقت للتعرف على بُعد جوانب الشعب الروسي الثقافية والسياسية ولذلك التقت ب"شريف جاد"، مدير النشاط الثقافي بالمركز الثقافي الروسي في القاهرة، والذي أكد على ولع الشعب الروسي والثقافة الروسية بالشعب المصري وثقافته إلى جانب التوافق السياسي والعسكري وإلى نص الحوار..
- ما هي آخر تطورات دعم العلاقات الثقافية الثنائية بين مصر وروسيا؟ الجانب الروسي يستعد للمشاركة في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته التي ستبدأ في 27 يناير حتى 10 فبراير المقبل، ببرنامج مميز وسيتم دعوة كاتب روسي كبير، وعمل لقاء حول الأدب الروسي، وسيكون به مطبوعات روسية تشمل جميع الآداب والفنون والتاريخ والسياسة، التي ستعرض في معرض القاهرة الدولي للكتاب، كما سيكون لروسيا مساحة أكبر داخل المعرض لعرض المزيد من الكتب وهي مساحة 24 متر مربع بدلًا من 18 متر. كما سيكون به مجموعة كتب أثرية وخاصة المترجمة للتواصل بين الشعوب وتشارك الجمعية المصرية لخريجي الجامعات الروسية في برنامج موازي للجانب الروسي ليقدموا مجموعة من الأعمال الثقافية في معرض الكتاب، إلى جانب عقد ندوة عن الكاتبة الروسية المستشرقة الراحلة مؤخرًا "فاليريا كيربيتشنكو"، هي والدة السفير الحالي بالقاهرة والتي قامت بترجمة روايات نجيب محفوظ ويوسف إدريس وبهاء طاهر وجمال الغيطاني ويوسف القعيد وصنع الله إبراهيم وغيرهم، ومؤخرا قامت بترجمة كتاب رفاعة الطهطاوي "تخليص الإبريز في تلخيص باريز"، وسيتم تكريمها ويستلم عنها الجائزة ابنها السفير الروسي بالقاهرة كما سيحاور في الندوة عدد من الكتاب المصريين الذين تعاونوا مع الكاتبة ومنهم بهاء طاهر ويوسف القعيد. وتتناول الندوة الحديث عن السينما الروسية، وننتج أيضًا فيلماً روسياً جديداً مترجم للعربية، ونعرض بعض كتب الأدب الروسي بمعرض الكتاب والأدب النسائي الروسي وستقدمه كاتبة مصرية تجيد اللغة الروسية.
- كيف يؤثر التوافق السياسي بين دولتين على الجانب الثقافي؟ بالتأكيد يؤثر الجانب السياسي على نظيره الثقافي في ظل الانفتاح المصري على روسيا، وهذا الدعم يساعد كثيرًا في مد جذور التعاون الثقافي بين الشعبين لأن القرار السياسي له دور في ذلك، كما يوجد في الوقت الحالي توجه روسي صريح بالتعاون مع مصر وهناك نداء من الرئيس "بوتين" لعدد من المؤسسات الروسية للتعاون مع مصر في جميع المجالات، وهو ما رحب به الرئيس المصري أيضًا إلى جانب توقيع الطرفين عدد من الاتفاقيات الجاري تنفيذها وبالتالي العلاقات السياسية تنعكس تمامًا على الثقافة حسب العلاقة بين الدولتين. - ماذا عن الجانب العسكري بين مصر روسيا.. هل حضرت أيًا من العروض العسكرية المشتركة؟ للأسف لم أحضر، ولكني متابع جيد لما يحدث من تعاون عسكري بين البلدين لكن القرار المصري حاليًا سيادي تمامًا ولا يوجد فيه تدخلات خارجية. - كيف تتطور العلاقات الثقافية بين البلدين؟ العلاقات الثقافية المتبادلة تتطور ببطء شديد جدًا بشكل لا يليق بحجم العلاقات الثنائية وأبرز مثال على ذلك توقيع اتفاقية "الطاقة النووية" مع روسيا، وإعادة بناء مصانع الستينيات، فلا يجوز أن تكون العلاقات الثقافية مع روسيا بهذه الضآلة ولذلك نناشد المسئولين تكثيف المشروعات الثقافية المشتركة عن طريق المشاركة في المهرجانات السينمائية والعلمية وتنشيط عملية الترجمة بين الجانبين والتي ستكون فرصة طيبة للشعوب للتعرف على الثقافة هنا وهناك وبالتالي نحن نريد تطور العلاقات الثقافية. - هل هناك ثمة اعتراضات ملحوظة من الجانب الغربي فيما يخص العلاقات الروسية مع مصر؟ طبعًا!.. هناك انزعاج من التقارب المصري الروسي لأن دول أوروبا سيطرت على مصر فترات كثيرة جدًا لذلك كانوا حريصين كل الحرص على أن تتجنب مصر التعاون مع الجانب الروسي لأنها في النهاية مصالح دول وإبعاد مصر عن هذا التعاون كان مقصود لدرجة أنه في إحدى المناسبات قال الرئيس مبارك، "إن هناك مشروع تعرضه روسيا على مصر وهو جيد ولكن لا نستطيع عمله لأن الأمريكان هيوجعوا دماغي!"، وهو ما يعني أن هناك ضغوط من أمريكا لعدم التعاون مع روسيا وهو ما يبرز القرار السيادي للرئيس عبد الفتاح السيسي ونحن دولة لابد أن تختار الدول التي تتعاون معها. والتقارب الروسي أمر جديد على الخارجية المصرية بعد عهد عبد الناصر، ولكن التقارب مع جميع الأطراف مطلوب خاصة إذا كانت أوروبا نفسها تتعاون مع روسيا بشكل جيد ولكنها حريصة أن تبعدنا عن روسيا فلابد أن ندرك أن هذه الدول تفكر في مصالحها أولا وأخيراً ولابد أن نفكر بنفس المنطق. - حاث الطائرة الروسية كيف أثر بالسلب على العلاقات الثقافية والسياسية؟ الحادث أثر جدًا، لأننا نتحدث عن التواصل الثقافي الروسي المصري بسبب عدم وجود طيران بين البلدين وبالتالي تم تجميد عدد من الأنشطة الثقافية وهو العكس على الجانب السياسي، إذ أكد الطرف الروسي أكثر من مرة أن ما حدث منة وقوع الطائرة، مصر بريئة منه وهناك من يسعى للاصطياد في الماء "العكر" وتشويه العلاقات المصرية الروسية. - الشعب الروسي كيف يرى نظيره المصري فيما يخص الثقافات؟ هناك ولع بالثقافة المصرية في أوساط الشعب الروسي والآثار المصرية وكذلك يعتمدون على منتجعات الغردقة وشرم الشيخ باعتبارهما من أجمل وأفضل المنتجعات السياحية التي ممكن أن يلجأ إليها المجتمع الروسي، وهي تحتل المرتبة الأولى بالنسبة له نظراً للجو المعتدل والمعاملة الطيبة من الشعب المصري ومصر المكان المحبب لدى روسيا ونحتاج إلى تدعيمه بعلاقات ثقافية مميزة لمعرفة الثقافة المصرية والأدب المصري والتقرب إلى المواطن الروسي. - كيف ترى العلاقات الثقافية بين تركياوروسيا؟ جميع الجوانب المشتركة بين الدولتين متوترة جدًا ووراء هذا التوتر سياسة غير حكيمة من الجانب التركي والرئيس "أردوغان" رجل "متهور" جدًا وبعيد كل البعد عن الحكمة وبذلك فهو سيخسر الكثير لأن السوق الروسي بالنسبة للسياحة التركية فعال جدًا وهو ما يضر هذا السوق، لأنه "لعبة" مع أطراف أخرى للعداء مع روسيا، وهو يفتقد الفطنة والحكمة السياسية التي تجعله حريص على مصالح بلده قبل كل شئ وبالتالي هو مندفع في تنفيذ رغبات أطراف أخرى. - كيف يرى الشعب الروسي دعم بوتين لبشار الأسد؟ الشعب الروسي يدرك تمامًا أنهم دولة عظمى وثقافة عظمى ويرفض الانزواء داخل مشكلات روسيا الداخلية، ولاقت عودة روسيا إلى الريادة في العالم استحسان من المواطن الروسي لأنه يسعده أن تكون لدولته العظمى في العالم تدخلاته الدولية الرفيعة بعد أن انغلقت فترة داخل أوضاعها الداخلية، خاصة أن روسيا تحارب الإرهاب وتحافظ على بقاء الشعب الروسي. - كيف أثرت الأزمة الاقتصادية في روسيا على الجانب الثقافي والسياسي؟ روسيا كجزء من العالم، تأثرت كثيرًا بالأزمة الاقتصادية وقلت الميزانيات المرتبطة بدعم الثقافة ونتيجة الاقتصاد الروسي القوي والسياسة الحكيمة تخطت روسيا هذه الأزمة مع فقد بعض الامتيازات الموجودة في العلاقات الدولية لكنهم بذلوا مجهود كبير في تحجيم الخسائر وبالتالي مروا من هذه الأزمة بهدوء شديد إلى جانب التخطيط القوي والاقتصاد الجبار أيضًا. لدرجة أنهم رفضوا شراء الخضروات من أوروبا بعدما عاقبتهم بفرض عدد من العقوبات الاقتصادية . - المخصصات المالية للثقافة الروسية كيف يمكن مقارنتها بمخصصات مصر؟ لا يوجد مقارنة على الإطلاق، فروسيا اقتصادها كبير وتدعم الثقافة بشكل ثابت جدًا مهما مرت من أزمات، ففي ظل جود أزمة اقتصادية لديهم لم يتغير الدعم المالي للثقافة الروسية؛ فكل فيلم سينمائي أو مهرجان تقوم الدولة بتدعيمه بشكل كبير يصل إلى50% فالدولة تدفع نصف تكلفة أي فيلم سينمائي وعروض الكتب هناك مستمرة، وتدعم المراكز الثقافية في شتى أنحاء العالم، أما في مصر فللأسف الشديد دعم الثقافة ضئيل للغاية؛ فبالرغم أن مصر من الدول العظمى من الناحية الثقافية ولديها مكاتب ثقافية في الخارج ومنها المكتب الثقافي المصري في موسكو، الذي يمارس نشاط هائل بمخصصات مالية ضئيلة ومحدودة جدًا ومجهودات فردية وغير مدعم مصرياً لعمل مهرجانات أو ندوات وهو يبذل مجهود بأقل الإمكانيات والدولة لا تسطيع الانفاق على الأنشطة لأنها ليس لها كميزانية. - من هم أبرز الفنانين والكتاب المصريين المعروفين في روسيا؟ نجيب محفوظ هو الأشهر من الأدباء لأنه ترجم روايات كثيرة له في موسكو، وبهاء طاهر ويوسف القعيد وعلاء الأسواني معروف جدًا، ولا زال الجمهور الروسي ينظر للسينما المصرية التي كانت تعرض قديمًا عمر الشريف ونادية لطفي وأحمد مظهر ولابد أن تشارك مصر في مهرجانات السينما الروسية المشاركة بأفلام متميزة.