حوادث شبه يومية خلفت 1300 ضحية ما بين قتيل وجريح السائقون يتهمون «المنحنيات» والأهالى يشيرون إلى وجود «عفاريت» وحلول المحافظين توقفت عند «تشكيل اللجان»
«سنور» و«أبوصالح» منطقتان يعرفهما كل من تردد أو يتردد على الطريق الصحراوى الشرقي، فلا يكاد يمر يوماً على هاتين المنطقتين إلا ويشهد حادثاً مرورياً مروعاً، يخلف قتلى ومصابين، لدرجة أن السائقين أطلقوا عليهما «مقابر الصحراوى الشرقي»، لما يشهده النفق من حوادث يومية راح ضحيتها المئات من مواطنى بنى سويف ومحافظات الصعيد، وعادة ما تتشابه أسباب الحوادث التى دائمًا وأبدًا يكون نفقا سنور وأبوصالح قاسماً مشتركًا في حدوثها، ما ساعد على إنتشار الخرافات بين المناطق المتجاورة بأن المنطقتين يوجد بهما «عفاريت» تنزعج بمرور السيارات فتقف الأشباح لتنتقم من المارة .
فى البداية ألتقينا بالدكتور جمال الجوهرى، وكيل وزارة الصحة، الذى أكد أن إحصائية ضحايا حوادث الطرق بالمحافظة، بلغت 296 متوفيًا و3 آلاف و503 مصابين، خلال عام 2014م وكان للطريق الصحراوى الشرقي «الكريمات» وبخاصة منطقتى«سنور» و«أبوصالح» النصيب الأكبر من هذه الحوادث .
وقال عادل مرجان، سائق أتوبيس، أن رعونة السائقين، ونوم بعضهم أثناء القيادة، والسرعة الجنونية فى ظل انبساط الطريق مع عدم وجود رادار إلا فى نقاط قليلة ومعروفة من قبل السائق يؤدى لوقوع الحوادث بإستمرار ، خاصة فى منتطقتى«سنور» و«أبوصالح»، لشدة الانحدار بهما وذلك فى النقطة الواقعة عند مركز ببا ومركز ناصر التابعين لبنى سويف حيث يبتلع هاذين المنطقتين أكثر من 500 مواطن سنويًا، وهى خسارة قومية فادحة لأرواح المصريين .
وأكد سيد عبد الغني، مدير سابق بالتربية والتعليم، أن ما تشهده المنطقتين بصفة مستمرة من تكرار الحوادث بصورة متشابهه وشبه يومية يجعلنا نطرح العديد من التساؤلات حول أسباب تكرار مثل هذه الحوادث، التى تستنزف الموارد المادية والطاقات البشرية إضافة إلى ما تكبده من مشاكل إجتماعية ونفسية وخسائر مادية، مما أصبح لزاما العمل على إيجاد الحلول والإقتراحات ووضعها موضع التنفيذ للحد من هذه الحوادث. وتابع : على الرغم من الأسباب المطروحة حالياً كنوم السائقين والسرعة الزائدة، إلا أنه ما تزال هناك أسباب كثيرة وراء تكرار الحوادث التى عجزت الإجراءات التى تتخذها الأجهزة المختصة عن معالجتها لإغلاق صفحة قتل الأبرياء، وأخشى أن يستمر الحال كما هو عليه بعد كل حادث من الحوادث المتكررة بالاكتفاء بتقديم العزاء، وصرف التعويضات للمتوفين والمصابين وصدور القرارات بتشكيل لجان للمعاينة، وتترك جذور المشكلة بدون إيجاد حل عبقرى وحاسم يضمن الحفاظ على أرواح الأبرياء، الأمر خطير ويحتاج إلى تحرك سريع وعاجل لإنقاذ الأبرياء من الموت من مخاطر حوادث الصحراوى الشرقي.
وقال سيد فيصل، طبيب، إن منطقة نفق سنور على مدار الشهور والأعوام الماضية تشهد أبشع حوادث الطرق، وارتوت رمالها بدماء عشرات الأبرياء من أبناء بنى سويف ومحافظات الصعيد الأخرى، بسبب كثرة المنحنيات، وآخر تلك الحوادث فى الأسبوع الأخير والذى أسفر عن مقتل 9 مواطنين وإصابة 20 آخرين نتيجة تصادم سيارتين نقل و6 سيارات ملاكى، وقد سبق هذا حادث انقلاب حافلة سياحية أسفر عن تفحم 10 مواطنين بينهم أطفال وأصيب أكثر من 30 آخرين، لافتاً إلى أن المنطقتين فى حاجة إلى منظومة أمنية تنتشر انتشارا واسعا غير محدد التواجد لتسيطر على تلاعب السائقين بأرواحنا، مؤكدا على أن هذا لا يعفى الجهات المسئولة عن تأمين الطرق فى فرض تلك النقاط الأمنية والرادار بشكل دائم بجانب زيادة وعى السائقين بالنقاط الخطرة على تلك الطرق.
من جانبه، أصدر المستشار محمد سليم، محافظ بنى سويف، قرارا بتشكيل لجنة على أعلى مستوى، لمعاينة طريق «نفق سنور» وتضمن القرار تكليف اللجنة بعرض تقريرها على المحافظ خلال أسبوع من تاريخ بدء عملها، وذلك لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
الأمر الذى أثار حالة من الإستياء بين مواطنى المحافظة، ونشطاء مواقع التواصل الإجتماعي، لإستمرار الحوادث بصورة شبه يومية، خلال الأعوام الثلاث الأخيرة، والأجهزة المعنية لا تملك أكثر من تشكيل لجان وهمية حسب وصفهم للمعاينة وكتابة التقارير، فى إشارة لقرار المحافظ السابق المستشار مجدي البتيتي، بتشكيل لجنة للوقوف على أسباب الحوادث، وهو نفس الإجراء الذى أتخذه المحافظ الحالى .