عادتنا ولا هانشتريها الإعلام المصرى يعمل من الحبة قبة متعاقد مع مدرب محدود المستوى نصعد به إلى أعلى الدرجات ونعتبره أحسن مدرب فى العالم وعندما يخسر نلعن اللى جابو واللى خلفوه، نفس الأمر مع اللاعبين عندما يتعاقد ناد مع أى لاعب يصور للجماهير أن البطولات أصبحت مضمونة بفضل هذا اللاعب العظيم وأنه لاعب ماجبتوش ولادة وأن النادى قد تعاقد معه قبل اليوفنتوس الإيطالى وريال مدريد الإسبانى وأنه لولا حبه للنادى وعشقه للكيان ما كان قد حضر إلى مصر، وبعد أن تبدأ المباريات ويتضح لنا أنه لاعب فشنك تبدأ حرب الاتهامات من الذى أحضره ومن الذى تعاقد معه فمعروف أنه لاعب مصاب أو لاعب ضعيف وإمكانياته على قده وتستمر هذه الدوامة إلى ما لا نهاية فى مصر ولكن الأمر المخيف الآن هو ما يحدث فى بعض الفرق وبعض اللاعبين خدوا مثلا منتخبنا الأوليمبى تصور الجميع أنه ذاهب إلى ريودى جانيرو للحصول على الميدالية الذهبية بل إن أكثر من ذلك أن السيد المشرف العام على هذا المنتخب خرج علينا بتصريحات يؤكد أنه سيستعين بالنجم محمد صلاح فى دورة الألعاب بريودى جانيرو لضمان الحصول على الميدالية الذهبية وتناسى الجميع أن لدينا تصفيات صعبة وأن مجموعتنا تضم فرقا سبق لها بحق وحقيقى الحصول على كئوس عالم للناشئين والشباب وعلى ميداليات ذهبية فى الأوليمبياد مثل نيجيريا ومالى . واستمرت النفخة الكدابة من الإعلام للاعبين والمنتخب حتى أصبحنا نتمنى ونحلم بأن نصعد إلى المربع الذهبى فى التصفيات وهذا ليس عيبا فهذه إمكانياتنا بالمقارنة مع الآخرين ولكننا نعشق النفخة الكدابة حتى نهاجم بضراوة وشراسة وكأننا لسنا من صنع هذه الهالة ولسنا من روج لهذه الأكاذيب حتى عندما تلوح لنا بارقة أمل فى مدرب محترم بحجم ووزن كوبر مدرب منتخب مصر نجد من يتهمه بأنه يحاول القضاء على المنتخب الأوليمبى لأن الرجل وكأى مدرب محترف قرر أن يتابع لاعبيه فى مبارياتهم فى السنغال إلا أن هذا لم يعجب مدرب المنتخب الأوليمبى وانهالت على الرجل الطعنات استمرارا لمسلسل النفخة الكدابة وحتى اللاعبون أنفسهم خرجوا عن كل الحدود فأصبح عدم الالتزام شعارهم الأول والأخير ولم يعد بمقدور أحد التحدث حتى مع أحدهم أو توجيهه فهم فوق النقد والحبل أصبح متروكا على الغارب يفعلون ما يشاءون فهذا وراؤه إعلام أحمر والآخر وراؤه إعلام أبيض والاتهامات جاهزة فى حالة نقدك أو توجيهك لهذا أو ذاك . والنفخة الكدابة تجدها فى أبشع صورها إذا اقتربت من الأهلى أو الزمالك بالنقد فهؤلاء فوق مستوى النقد وغير مسموح أن تتكلم بأى كلمة عن أى من المجلسين فهم لايخطئون وقراراتهم محصنة لأنها اقتربت أن تكون مقدسة وتستمر النفخة الكدابة حتى مع بعض الإداريين فهم ممنوعون من الخطأ وممنوعون من التوجيه وإذا وجهت النصيحة فأنت تسعى لمنصب أو مكان داخل النادى لذلك تشن حملاتك عليهم لكى تحل محلهم وحتى بعض من السادة الإعلاميين أصابتهم النفخة الكدابة وأصبحوا فوق مستوى البشر يأمرون فيطاعون ويطلبون فيجدون وتخطوا جميعا حدود المقبول والمعقول فى التعامل فإما أن تستمع لهم وتنفذ أوامرهم وإما فالويل كل الويل لك حملات مغرضة وأخبار كاذبة وسهام موجهة واتهامات ليل نهار فأصبح لهم بعض من المقربين الذين يوجهونهم ويفعلون ما يأمرون به . هذه النفخة الكدابة أصابت عالم كرة القدم فى مصر فتراجعنا بعنف وأصبحنا رقم 60 فى التصنيف الدولى بعد أن كنا فى المرتبة التاسعة وخرج الأهلى والزمالك من البطولات الإفريقية بعد أن كانا يحتكران هذه البطولة وتفرغنا لصراع الدورى والكأس وحتى هذه البطولات والتى تقام بلا جماهير وينتهى الموسم بصعوبة بالغة إلا أننا مازلنا نعيش فى وهم أننا الأفضل والأحسن والأقوى بفضل النفخة الكدابة.
