قرر وزراء خارجية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "ناتو"، دعوة "الجبل الأسود" إلى الانضمام للحلف، لتصبح العضو رقم 29 في الناتو، الأمر الذي أدى إلى غضب روسيا وزاد من حدة التوتر بسبب توسع الحلف شرقًا، فمثل هذه المبادرات يمكن أن تؤدي إلى مواجهات حقيقية. وأكد سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، إننا نعيش الآن حرب باردة جديدة من نوعها بين روسيا والدول الأوروبية، مشيرًا إلى أن انضمام الجبل الأسود لحلف الناتو ربما يكون تعاطفا مع تركيا من الدرجة الأولى، خاصة وأنه من المعروف أن حلف الناتو خلق لكي يكون ضد الشيوعية، وعقاب روسيا على طلعاتها الجوية ضد "داعش". وقال خبير العلاقات الدولية، إن الصراع الروسي - التركي لن ينتهي، وذلك لانضمام تركيا للدول الغربية ومن المعروف أن الدول الغربية ضد روسيا باعتبارها دول شرقية، وبذلك تكون تركيا انضمت لأعداء روسيا الحقيقيين. وأوضح اللواء علاء عز الدين، المدير الأسبق لمركز الدراسات الاستراتيجية، أن "حلف الشمال الأطلسي (الناتو) يسعى منذ تفكك حزب أورسو في عام 1989، وفي نفس الوقت، يحاول الاتحاد السوفيتي منذ عام 1990، أن يستوعب كل الدول التي بحزب وارسو ودول الاتحاد السوفيتي أيضًا، ومن خلال انضمام هذه الدويلات إلى حلف شمال الأطلنطي، يكون الحلف أقوى، ورغم مرور عشرة أعوام على اختفاء التحالف الدفاعي، المعروف بحلف وارسو، إلا أن روسيا لم تفقد آمالها بأن تظل قوتها، وتسترجع عرشها". وأشار "عزالدين"، في تصريح ل"الفجر"، إلى أن الجبل الأسود تعتبر أصغر دولة في الاتحاد اليوغوسلافي السابق، وانفصل عن صربيا عام 2006، ومن المعروف أن كل دولة تبحث عن مصلحتها القريبة، وبالتالي من مصلحة الجبل الأسود هو الانضمام لحلف الناتو، رغم أنه أحد الدول الشرقية، ونقطة قريبة بالنسبة لروسيا، لافتًا إلى أن المسألة ترجع إلى حساسية التوقيت فقط. وتوقع المدير الأسبق لمركز الدراسات الاستراتيجية، عدم رد فعل من روسيا، لافتًا إلى أن انضمام ألبانيا وكرواتيا، من دول الاتحاد السوفيتي السابق، مشيرًا إلى أن الأجواء التي بين تركياوروسيا ستهدأ، خاصة في ظل تدخل الولاياتالمتحدة. وتابع: "قد يستغرق انتقال الجبل الأسود من الدعوة للانضمام للحلف، إلى الانضمام الفعلي بعض الوقت، حيث استغرقت المدة حوالي عام بالنسبة لألبانيا وكرواتيا، وقد تحاول روسيا الرد من خلال البحث عن حلفاء كالصين وإيران وكوريا، ورسم خطوط فاصلة مع الغرب. وعلي الصعيد الدولي، أكد السفير نبيل بدر، خبير العلاقات الدولية، أنه ستكون هناك حالة من الاعتراض الهادئ والدليل علي ذلك الدول التي في شرق أوروبا والتي هي أهم وأكبر من الجبل الأسود، وهم أعضاء بالفعل في الاتحاد الأوروبي، سواء كانت ألمانيا أو بلغاريا أو المجر. ولفت "بدر" إلى الوضع الروسي، قائلًا: "في كل الأحوال لن يعجب انضمام الجبل الأسود روسيا، أو غيرها من شأنه أن يتدخل في دائرة الصدام مع الأمن الروسي، ولكن مع الصدامات الدولية لن يكون لها رد فعل عنيف تجاه الأمر، حتى لا ينقلب موازين القوى ضد مصالحها"، موضحًا أن تركيا دولة في حلف الأطلنطي تحت التأشير الأمريكي المباشر، ولهذا السبب العلاقة الأمريكية الروسية ستركز على البعد تمامًا عن الصراع مع تركياوروسيا.