لا توجد أى إحصائيات دقيقة عن المصريين بالخارج يعيش المصريون حالة من القلق الشديد فى فرنسا، بعد الحادث الإرهابى الذى أدى لمقتل 129 فرنسيا فى الأسبوع الماضى، وعلى ذلك تحول كل ما هو عربى إلى مشروع إرهابى فى نظر الشرطة الفرنسية. وعن وضع المصريين فى فرنسا، وهجرة نحو 3 آلاف طفل بطريقة غير شرعية إلى إيطاليا، سألنا السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة والمصريين بالخارج، والتى أكدت فى حوارها مع «الفجر» أن وضع المصريين المقيمين فى فرنسا أصبح خطيرا. ■ ماذا عن أوضاع المصريين فى فرنسا بعد التفجيرات الإرهابية الأخيرة هناك؟ الوضع فى فرنسا خطير للغاية، ورعاية المصريين فى الخارج وحمايتهم من الفكر المتشدد مهمة الوزارة، فى ظل استقطاب المتشددين لشبابنا، وقريبا سنُوقع برتوكولا مع وزارة الثقافة لنشر الدين الإسلامى الوسطى والتوعية بمخاطر الأفكار المتشددة خارج مصر. ■ من وجهة نظرك ما أبرز مشاكل المصريين فى الخارج؟ يعانى المصريون فى الخارج من عدد من المشكلات، يأتى فى مقدمتها التأمينات وشحن الجثامين وكذلك جمارك السيارات، ونعمل حاليا على دراسة هذه المشاكل لمحاولة حلها. فالمصريون بالخارج، بعضهم يستقر فى إيطاليا واليونان عن طريق هجرة غيرة شرعية، والبعض الآخر يقيم فى أمريكا وكندا وأستراليا وهم مواطنون مندمجون ويمكنهم التأثير فى الرأى العام، وكل مجموعة منهم لها متطلبات متعددة، ونعمل الآن على حل هذه القضايا، فضلا عن سعينا لإعادة الثقة للمصريين فى الخارج. ■ ماذا عن أزمة الهجرة غير الشرعية التى تعانى منها مصر؟ الجميع يتحدث عن الهجرة غير الشرعية للشباب، رغم أن هناك هجرة أشد خطورة وهى هجرة القُصر، وهذا ملف مهم يجب اقتحامه وإيجاد حل جذرى له. ■ لماذا هجرة القصر أشد خطورة؟ هجرة القُصر أخطر من هجرة الشباب، وتعتبر قضية أمن قومى، فهناك شريحة من الأطفال يهاجرون إلى السواحل الإيطالية ويتم استقطابهم، من قبل الجماعات المتطرفة ويقومون بفعل أى شىء من أجل الحصول على الأموال ونتيجة لهذا النوع من السفر فإنه تظهر شريحة بالخارج غير مساندة لمصر، وهذا خطر، والإعلام لم يتناول هذه الأزمة بشكل كاف. ■ إذن كيف ستتعاملين مع ملف هجرة القُصر؟ أنا أعلم تحديدا المحافظات المُصدرة للشباب القُصر الذين يسافرون بطريقة غير شرعية، كما أن أهاليهم يمارسون أساليب إغرائية عليهم ليسافروا، «وأنا هانزل أجلس بنفسى مع عمد تلك القرى بالمحافظات وسأتحدث مع أهالى هؤلاء الشباب». وللأسف فإن أغلب الأطفال الأقل من 18 عاما، يهاجرون إلى إيطاليا، والهجرة غير الشرعية للقاصر تجعله يتعرض لمخاطر لتُوفير الأموال بأى طريقة لتتمكن أسرته من دفع أموال الهجرة لمن ساعده على الهرب. ■ هل لديكِ إحصائية بعدد المهاجرين القُصر؟ نعم، هناك 3 آلاف طفل قاصر فى إيطاليا بطريقة غير شرعية. ■ كم عدد المصريين فى الخارج؟ لايوجد معلومات دقيقة عن عدد المصريين فى الخارج، لكن التقديرات تشير إلى وجود نحو 8 ملايين مصرى بالخارج. ■ ما أحدث الخدمات التى تدرسها الوزارة لتسهيلها على المواطن بالخارج؟ نبحث عروضا خاصة ببروتوكولات بين البنوك المصرية والعربية، لتسهيل تحويل أموال المصريين. ■ كيف تعاملتم مع قضية الشاب المصرى الذى لقى مصرعه بالكويت دهسا؟ عقب حادث دهس المواطن المصرى أحمد عطا فى الكويت، حرصت على زيارة وزير القوى العاملة فى مكتبه لمتابعة تداعيات الحادث، فهدف الحكومة الأسمى هو المواطن بالخارج، والمواطن الذى دُهس فى الكويت لم يكن من اشتبك وتشاجر مع المواطن الكويتى، ولكن شخصا غيره، وأجريت اتصالات مع الجانب الكويتى بعد هذا الحادث، وعقدت مقابلة مع وزير الشئون الاجتماعية والعمل ووزيرة الدولة لشئون التخطيط والتنمية بالكويت، هند صبيح الصبيح، وتناقشنا حول مشاكل عمال مصر فى الخارج، وأسفر هذا عن نتائج جيدة، والتحقيقات ما زالت جارية مع الجانى. ■ هل نحتاج لقانون لحماية المصريين فى الخارج؟ أنا أعمل حاليا على إعداد قانون الهجرة، والذى بدأت فيه وزيرة القوى العاملة والهجرة السابقة ناهد العشرى، والخاص بتنظيم الهجرة، وأهم بنوده هو أن تعمل جميع المكاتب فى الهجرة تحت مظلة الوزارة،، وأسعى لإنهائه لطرحه للحوار المجتمعى على موقع الوزارة الذى سيعمل قريبا مع المصريين بالخارج، لاستطلاع آرائهم قبل عرضه على البرلمان المقبل. ■ ما خطة الوزارة التى ستتقدمون بها للبرلمان؟ الوزارة ستقدم إلى البرلمان عقب انعقاده خطة عملها التى تقوم على رعاية المصريين فى الخارج وحماية أفكارهم من التطرف، فرعاية المصريين بالخارج تعنى تلبية احتياجاتهم، والتواصل معهم، والعمل على ضرورة بناء الثقة بينى وبين المواطن بالخارج، فالمواطن كان يشعر بالتهميش وأنه بعيد عن الدولة، لكن عودة وزارة الهجرة هى أول خطوة لعودة الثقة بين الدولة والمواطن. ■ لدينا العديد من الجمعيات المسئولة عن المصريين فى الخارج.. هل يمكن أن تجتمع تحت مظلة واحدة؟ لا يمكن جمع جمعيات المصريين فى الخارج تحت مظلة واحدة، ولكنى آمل أن يحدث ذلك تحت غطاء واحد وفى أقرب وقت ممكن، فالاتحادات والجميعات التى تتحدث باسم المصريين فى الخارج لا يمكن أن تعمل جميعها تحت مظلة واحدة، فى ظل اتهامهم لبعض بالعمالة والخيانة. إن بابى مفتوح للم الشمل، وبالفعل استقبلت أحد مسئولى تلك الاتحادات، وفوجئت أن الاتحاد الآخر يعلن معاداتى بسبب هذه المقابلة، وهناك اتحاد طالب الرئيس بمحاسبتى بتهمة أننى سرقت أفكار هذا الاتحاد وأعطيته لاتحاد آخر، «للأسف عندنا ال أنا عالية جدا، ولابد أن ننسى الخلافات والاتهامات». ■ ماذا عن الهيكل الإدارى لوزارة الهجرة؟ نعمل على وضع وتحديد النسخة النهائية لهذا الهيكل، فقطاع الهجرة تحول إلى وزارة ولابد أن يكون هناك استراتيجية وخطط محددة، وحتى الآن أنا لا أمتلك جميع المعلومات اللازمة لذلك، ودورى حاليا هو إعادة ترتيب البيت من الداخل، فالموقع الإلكترونى للوزارة سيظهر للنور قريبا، ورغم جميع تلك الأولويات فقد سعيت إلى أداء دورى فى حث المصريين بالخارج على التصويت فى الانتخابات البرلمانية، بجانب استكمال الهيكل الإدارى لعرضه على مجلس الوزراء.