قال سكان ان قوات يقودها شقيق الرئيس السوري بشار الاسد حاصرت حي حرستا بالعاصمة دمشق يوم الاربعاء في اطار حملة لقمع احتجاجات مناهضة للحكم في سوريا. وكثفت قوات وميليشيا موالية الهجمات على أحياء سكنية بمدينة حمص التي تشهد احتجاجات مستمرة وقال نشطاء ان 16 شخصا على الاقل قتلوا فيها يوم الثلاثاء.
وقال أحد سكان حرستا التي يقطنها نحو 150 ألف شخص لرويترز عبر الهاتف "طوق مئات الجنود من الفرقة الرابعة كل مداخل حرستا. انهم يرتدون زي الجيش ويضعون خوذات وأحزمة ذخيرة ويحملون بنادق هجومية. تم قطع المياه والكهرباء وخدمات الهواتف."
وتابع الساكن الذي يعمل مهندسا وتمكن من مغادرة حرستا ان القوات اعتقلت عشرات الاشخاص. ويقول نشطاء ان المئات يعتقلون في أنحاء سوريا كل يوم. واعتقل أكثر من 12 ألفا منذ بدء الاحتجاجات على حكم الاسد قبل أربعة أشهر.
وامتدت مظاهرات الشوارع من البلدات النائية والمناطق الريفية الى المدن الرئيسية رغم هجمات الجيش.
لكن الوجود الامني المكثف في حلب أكبر مدن سوريا وفي أحياء وسط دمشق حال دون خروج مظاهرات كبيرة.
ومعظم جنود الفرقة الرابعة في الجيش السوري والتي يقودها ماهر الاسد شقيق بشار من الاقلية العلوية. والفرقة الرابعة والحرس الجمهوري هما الوحدتان المزودتان بأفضل المعدات في الجيش السوري.
وقال الرئيس السوري ان الاحتجاجات مؤامرة أجنبية لاثارة الفتنة الطائفية ويرى معارضوه أن الاسد يحاول اذكاء المخاوف الطائفية للاحتفاظ بتأييد العلويين وابقاء السلطة في أيدي أسرته التي تحكم سوريا منذ 41 عاما.
وقال عماد الدين الرشيد بعد مشاركته في مؤتمر الانقاذ الوطني الذي نظمته المعارضة في اسطنبول ان السوريين لن يكرروا الاخطاء التي ارتكبت في العراق عندما حدث اقتتال طائفي بين السنة والشيعة بعد سقوط الرئيس الراحل صدام حسين.
وقال الرشيد في مؤتمر صحفي باسطنبول ان سوريا لن تسير في طريق العراق فكل السوريين ملتزمون بالوحدة السورية.
وتتزايد عزلة الاسد على الساحة الدولية منذ بدء الاحتجاجات لكن ايران مازالت تدعم النظام السوري.
وسعى الغرب الى تحسين العلاقات مع الاسد بعدما فشلت اسرائيل في هزيمة حليفه حزب الله اللبناني في حرب عام 2006 وبعدما استخدم حزب الله القوة للتغلب على فصائل سنية يدعمها الغرب في بيروت. وكانت تركيا أيضا تدعم الاسد في جهوده لتحقيق السلام مع اسرائيل.
لكن الضغوط الدبلوماسية زادت على الاسد هذا الاسبوع بعدما أغلقت قطر سفارتها في دمشق وبعدما قال الاتحاد الاوروبي انه يفكر في فرض عقوبات أشد على دمشق.
ويقول دبلوماسيون ان الاسد لديه قوة رئيسية تتالف من 30 ألف جندي من الطائفة العلوية. لكن منظمات حقوقية تقول ان قوات الاسد قتلت أكثر من 1400 مدني منذ اندلاع الاحتجاجات وان أعمال القتل تؤدي الى بعض الانشقاقات في صفوف الجيش.
وتركزت الخسائر البشرية التي شهدتها حمص أمس في منطقة الخالدية التي تقطنها قبائل سنية من ريف حمص والقريبة من منطقة النزهة حيث تقيم أغلبية علوية تهيمن على قوات الامن وأفراد ميليشيا موالية لها.
وشهدت مدينة حمص مسقط رأس أسماء زوجة الاسد تدفقا للعلويين خلال السنوات العشرين الماضية حيث أحكموا قبضتهم على الامن والوظائف العامة بها.
وقال ساكن ذكر أن اسمه عبد الله "الخالدية محاصرة بشدة من الجيش. نحن منقطعون عن باقي حمص كما لو كنا في دولة منفصلة."
وطردت السلطات السورية معظم الصحفيين الاجانب مما يجعل من الصعب التحقق مما يقوله الشهود أو البيانات الرسمية. (رويترز)