سلَطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، اليوم الضوء على اكتشاف الغاز المصري الأخير في سواحل المتوسط "ظهر" والذي يعد أكبر اكتشاف بالمنطقة في الأعوام الأخيرة ويقدر ب30 تريليون قدم مكعب من الغاز أي نحو 100 تريليون دولار، كما أعطى مصر استقلالية القرار بشأن دبلوماسية الطاقة مع دول الجوار. وأشارت أن ذلك الاكتشاف الذي يتجاوز احتياجات مصر من الغاز الطبيعي ودعم الطاقة يعد أيضًا فرصة قوية لدعم دبلوماسية الطاقة بين مصر وقبرص واليونان لتكوين مركز لوجستي لتصدير الغاز إلى أوروبا.
كما أبرزت تصريحات "ديسكالزي" رئيس شركة إيني الإيطالية صاحبة اكتشاف الغاز، بأنه خلق فرصة كبيرة لإمكانية عمل مركز لوجستي كبير شرق المتوسط، وخلال لقائه بالرئيس عبدالفتاح السيسي، الخميس الماضي، بحث إمكانية تنفيذ ذلك المقترح من جانب الشركة التي تشرف على نسبة كبيرة من حقول الغاز بالمنطقة بما فيها إسرائيل وقبرص ثم تصديرها إلى أوروبا وغيرها.
وكانت وكالة "رويترز" البريطانية أشارت في أكتوبر الماضي أن رغبة الشركة الإيطالية في تنفيذ ذلك المقترح مستغلة لنفوذها بمنطقة المتوسط يرجع إلى الخلافات الراهنة بين دول أوروبا مع روسيا على خلفية الحرب الأوكرانية وفرض الغرب عقوبات اقتصادية على روسيا.
كما صرح أيضا "طارق الملا" وزير الاقتصاد للصحيفة بأن مصر مؤهلة لكي تلعب دور استراتيجي كبير بعد اكتشاف الغاز بالمتوسط"، ورغم ذلك لفتت الصحيفة أن ذلك الاكتشاف سبّب ضغوطات كبيرة على إسرائيل لإجبارها على معاودة الاستثمار في حقل ليفاتين بعد أن أغلقته بسبب خلافات مع شركة أمريكية تدعى "نوبل انرجي" حول الامتيازات الممنوحة للشركة ومنحها كامل السيطرة على الحقل الإسرائيلي.
ومن جانبها هدّدت الشركة بتصعيد الخلاف مع إسرائيل إلى الحكيم الدولي لمعاودة حقها في الاستثمار، وكان "يوفال ستينيتز" وزير الطاقة حذّر من الاستمرار في المماطلة حتى لا تفقد إسرائيل الفرصة لتصدير الغاز لكل من مصر والأردن.
كما أشارت الصحيفة إلى فشل رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو" في اقناع "أري ديري" وزير الاقتصاد في سبتمبر الماضي حول إمكانية استئناف التصدير من حقل "ليفياتين" وتحقيق تقدم في المفاوضات مع شركة "نوبل" الأمريكية، حيث وصل الأمر للتلويح بالاستقالة من جانب ديري.