نشرت صحيفة "نيوز ويك" صورة كانت قد نشرتها وكالة "رويترز" الإخبارية قبل 42 عامًا لرئيس وزراء إسرائيل سنة 1973 جولدا مائير، برفقة وزير الدفاع آنذاك موشيه ديان، بالإضافة إلى عدد من الجنود الإسرائيليين في أحد القواعد العسكرية بهضبة الجولان بعد قتال عنيف خلال حرب أكتوبر عام 1973. ونشرت الصحيفة الصورة بعنوان "باراك أوباما وفلاديمير بوتين.. المواجهة على أراضي الشرق الأوسط كما حدث من قبل، و لكن في 1973 كان هناك دولتان فقط في هذه الحرب".
وافتتحت الصحيفة التقرير من خلال رصد التوتر المتصاعد بين روسيا والولايات المتحدة في سماء سوريا، مضيفة أنه من الجدير بالذكر أن نعيد إلى الأذهان، شهر أكتوبر الآخر، وماحدث سنة 1973، حينما كان الجنود الإسرائليون يحتفلون بعيد الغفران عندما هاجمت قوات مصر وسورياسيناء والجولان معًا في نفس التوقيت، في حدث امتدت آثاره إلى اليوم الحالي، فالولايات المتحدة سارعت بالمدد والعون لإسرائيل، في حين دعم الاتحاد السوفياتي مصر وسوريا، رغم أن الرئيس المصري أنور السادات قد سمح للسوفيت الإبقاء على وجود عسكري كبير في مصر حتى عام 1972، ثم قام بالاستغناء عن خدماتهم. وأضافت الصحيفة "لكن الاتحاد السوفياتي قام بالتعزيز لدرجة أن اجتماعًا في منتصف الليل، داخل غرفة العمليات الأمريكية الرئيسية، في البيت الأبيض، بحضور وزير الدفاع جيمس شليزنجر، وانتهى إلى وضع القوات الأمريكية في "ديفكون 3"، وهي أعلى حالة من التأهب العسكري في زمن السلم، فقام الروس أيضًا برفع درجة الاستعداد للقصوى، وكما أظهرت وثائق أفرج عنه بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، أن الكرملين وافق على إرسال 70000 جندي لتأمين مرتفعات الجولان المتنازع عليها على الحدود مع إسرائيل وسوريا، وبمساعدة الاتحاد السوفيتي أيضًا تمكنت مصر وسوريا من بناء حائط الصواريخ المضادة للطائرات لحماية القوات البرية الخاصة بهم من الغارات الجوية الإسرائيلية". وتابعت الصحيفة "لكن الحرب بين مصر وإسرائيل كانت بين دول وبعضها البعض، أما اليوم، فلإن أجزاءً عديدة باتت تسيطر عليها حركات إرهابية أو راديكالية أو مليشيات مدعومة من دول (داعش، النصرة، القاعدة، حزب الله)، وهو ما يعني أن المعركة القادمة ليست معركة نظامية".
وقالت الصحيفة "ها هي موسكو تبعث من جديد في الشرق الأوسط وعلى الرغم من أن القوة التي أرسلتها لدعم بشار الأسد لا تقارن بما فعله الاتحاد السوفيتي في 73، ولكنها كافية لإثارة قلق إسرائيل الواقعة حدوديًا على شفا لهيب الحرب السورية، وقلق لا يصل إلى الدرجة التي كانت عليها الأوضاع الإسرائيلية في يوم الغفران، وهي الحالة التي اضطر الرئيس الأمريكي نيكسون، إلى اتخاذ قرار بتحريك الصواريخ النووية لمواجهة التحركات الروسية، ولكن الرئيس الروسي برجينيف وقتها، كان أكثر تعقلًا من نظيره الأمريكي ورفض الاستجابة لوزير دفاعه بتحريك الصواريخ النووية الروسية. وأكملت الصحيفة "بعد حرب 73 أصبحت خلاصة العقيدة الإسرائيلية أنه لا ينبغي إثارة جيرانهم طالما أنهم مدربيين وأقوياء، وهذه العقيدة جاءت كنتيجة طبيعية للمفاجاة العربية في الهجوم، والتي أوضحت فشل أجهزة الاستخبارات الأمريكية والإسرايلية في توقع ماذا يمكن أن يحدث ؟ ولكن هل ما حدث كان الأسواء". وذكرت الصحيفة "ربما يكون الوضع القادم كارثي، فالتحالف الإسرائيلي الأمريكي أصبح أقوى بأضعاف، وسط تعهدات الإدارات الأمريكية المختلفة بزيادة أمن إسرائيل، وكيف يمكن أن تحقق هذه الإدارة المنهارة هذه التعهدات ؟ في الماضي وبعد أسبوع من الصاعقة المصرية السورية، أرسلت واشنطنن طائرات وإمدادات في جسر جوي مفتوح بين البلدين، رغم المخاوف الأمريكية المسبقة من استعداء دول الخليج الممول الرئيس للنفط، وكذلك المخاوف الأمريكية من تكرار سيناريو حرب فيتنام، أو تفاقم الأمر على أقل تقدير ليصل إلى مستوى أزمة الصواريخ الكوبية والمعروفة باسم "خليج الخنازير" ولكن الاستجابة من الطرفين لقرارات مجلس الأمن ساعدت على تأجيل المواجهة بين موسكو وواشنطن إلى جولة أخرى.