كانت الدبابات الإسرائيلية تملك تفوقا واضحا على الدبابات المصرية، حيث كانت أغلبها والمشكلة أساسا من نوع إم 48مسلحة بمدفع من عيار 105 مم بينما كانت أغلب دباباتنا – وعمادها دبابة تى 55- مسلحة بمدفع من عيار 100 مم، لذلك لجأ المخطط المصرى مرة أخرى لحلول غير تقليدية حيث استخدمها كمدافع ذاتية الحركة أكثر من استخدامها كدبابات بحتة، واستخدم مدافعها مع نيران الأسلحة الأخرى فى تكوين ساتر حديدى من النيران كان نعم العون لأطقم المشاة التى خصص لها مهمات التصدى المباشر للهجمات المضادة الإسرائيلية المدرعة. ومن بين أكثر من ألف دبابة امتلكتها مصر فى ذلك الوقت كان هناك دبابة حديثة للغاية تخدم بأعداد محدودة –200 دبابة فقط، إنها أحد أشهر الدبابات فى التاريخ التى 62 ذات المدفع الجبار من عيار 115 مم والمزودة بأجهزة رؤية ليلية تعمل بالأشعة تحت الحمراء وبسببها سماها الجنود الاسرائيليون خلال الحرب ب"أعين القطط" حيث كانت الأجهزة تطلق ومضات خلال القتال الليلى بطريقة تجعل الدبابة تشبه القطة عندما تعلمع عيناها ليلا. تى 62 خلال حرب أكتوبرالتى 62 دبابة قتال رئيسية سوفيتية التصميم والصنع بنيت لكى تكون بديلا للدبابة الشهيرة تى 55 وظهرت التى 62 فى عام 1961 كانت أحد أفضل دبابات العالم. وحملت أول مدفع دبابة أملس فى التاريخ فكان مدفعها عيار 115 مم هو علامتها المميزة. مصر اشترت ما يزيد قليلا عن 200 دبابة من هذا الطراز فى الفترة من 1971 وحتى 1973 وكانت هذه الدبابات هى رأس حربة سلاح المدرعات المصرى فى حرب أكتوبر حيث كانت أول دبابات تعبر القناة وتميزت التى 62 بخفة حركتها كما أنها فأجأت الإسرائيليين والأمريكان بتفوقها فى القتال الليلى. التى 62 بطرازها الأول عانت من مشاكل أهمها ضعف حماية خزان الوقود ومخزن الذخيرة وكذلك ازدحام مقصورة الدبابة وصعوبة تعمير المدفع ولكن رغم هذه العيوب كان المقاتل المصرى باصراره وعزيمته ومهارته قادرا على أن يحول هذه الدبابة لسلاح خطير. شاركت "التى 62" في معارك الدبابات الكبرى فى سيناء وكانت صاحبة نسبة قتل عالية فى مواجهة الدبابات الإسرائيلية ونجحت فى تثبيت وضعها على الجبهة رغم الخسائر التى لم تكن صغيرة وشهد الإسرائيليين بكفاءة أطقم التى 62 المصرية وقبل الحرب حدث جدل حول توزيع هذه الدبابات عندما وصلت لأول مرة بين وزير الدفاع انذاك وزير الفريق محمد صدقى و"الشاذلى" حيث كان يصدقى يرى أن توزع الدبابات على اللوائين المدرعين المستقلين بينما يرى الشاذلى أن توزع على الفرقتين المدرعين حتى لا تستهلك فى الهجوم الافتتاحى واستغلال قوة مدافعها فى هجمات مدرعة قد تفرضها تطورات المعركة، ولا يزال الجدل حول هذه النقطة دائرة حتى اليوم.