أحب حين أضع الخمار على وجه الفتاة وأرى الدموع في عيني والدتها. هذا أمر لا يثمن بالنسبة إلي. إنه أمر عاطفي ومؤثر جداً، وأعتقد أنه ينقل الإبداع عندي إلى مستويات أخرى. أنا لا أقوم بهذا العمل لأني أحب الأقمشة أو الفساتين وإنما لأساهم بأمر إيجابي في حياة أحد ما. "مرحباً، أنا ياسمين يايا، مصممة أزياء مصرية، سآخذكم الآن بجولة لأريكم ما الذي نفعله. هذا مكتبي، حيث ألتقي الزبائن ليخبروني بكافة التفاصيل عن زفافهم، وما الذي حلموا به طوال حياتهم"
زبائنها هم بعض من النخبة المحظوظة التي تمكنت من الحصول على موعد مع إحدى أفضل المصممات في مصر.
فهناك صف طويل من العرائس في مصر والشرق الأوسط ينتظرون أن يأتي دورهم ليحصلوا على تصاميم ياسمين يايا. إضافة إلى نساء من حول العالم يتباعن صفحتها على انستاغرام.
إلا أن دخولها في عالم الموضة لم يكن تقليدياً بتاتاً.
"بالنسبة لي كان بمحض الصدفة. كثير من الفتيات اليافعات يحلمن أن يصبحن مصممات أزياء. تعلمت الخياطة حين كنت صغيرة جداً من والدتي وجدتي! وذات يوم كنت أرتدي فستاناً صنعته لإحدى المناسبات وأوقفتني فتاة في الملهى وسألتني: هل يمكن أن تخبريني من أين اشتريت فستانك، فقلت لها إني صنعته بنفسي، وصادف أنها كانت منتجة لعرض يسمى mission fashion، وهي مسابقة لمصممي أزياء شبان عرب، فشاركت بهذا العرض وفزت بإحدى الجوائز وبدأ كل شيء من هنا.
حصل هذا منذ سبع سنوات.
نحن الآن في القاهرة، هيليوبوليس، هذا قصر البارون. لقد اخترت هذا المكان لأنه ملهم جداً، وأردت أن يكون المشهد أمامي جميلاً فيما أقوم بتصميم الفساتين الجميلة.
مصر هي كل ما أعرفه، إنها طفولتي، جيراني، أمي وأبي، مصر هي أنا في الواقع.
تقول بعض الروايات إنه مكان مسكون. لا أحب أن أصدق ذلك، لا أحب حتى أن أتذكر ذلك حين أنظر إليه.
إذاً هنا يتم كل السحر.
هذا أحمد مصمم الباترونات. هنا نقّص الفساتين والنماذج. على هذه الطاولات نقوم بكل الأعمال اليدوية، ساعات وساعات من الأعمال اليدوية لإكمال الفساتين.
هذا فستان لعروس مثيرة كما يمكن القول، هذا يشبه الأميرات.
إنها مهارة فطرية كما أظن أو هواية قمت بتحويلها إلى عمل، ولكني أعتقد أن نجاحي الحقيقي يكمن في أني تمكنت من حصرها في المستوى الممتع.
أنا أصف له أننا نحتاج إلى المزيد من التخريم في هذا الفستان.
بدأت العمل مع الفريق منذ سبع سنوات ونحن نعمل كعائلة هنا. وما كان الأمر سيكون ممكناً من دونهم أن أترجم تصاميمي من مجرد فكرة إلى فساتين حقيقية ترتديها النساء."
تقول ياسمين إن المرأة المصرية والشرق أوسطية أصبحت أكثر استقلالية هذه الأيام، وتبحث عن مظهر أكثر جرأة.
"فستاني المفضل بالتأكيد هو فستان أختي. اختيار ملابس العروس غالباً ما تقوم به الأم لابنتها. وعندما كنت أصمم الفستان لأختي الصغيرة كنت أشعر فعلاً وكأني أمها. وكنت أريدها أن تكون الأجمل والأكثر سعادة في هذا اليوم."
تحول عمل ياسمين بجزء منه إلى محللة نفسية إضافة الى التصميم.
"هل أنت عروس أميرة، أم أنت الملكة؟"
أجلس مع كل عروس لساعات لنخرج بمفهوم عام للفستان. أجلس معها لأعرف ما تحبه وما لا تحبه، طموحها إلهامها، علاقتها بعريسها. أحياناًأحتاج أن أدرك حقيقة الشخص وليس فقط ما يقوله.
أريدك أن تأخذي وقتاً وتتنفسي بعمق وتفكري أي نوع من العرائس أنت.
عليك أن تتعامل أحياناً مع عروس تظن أنها محور الكون، عليك أن تتعامل مع الكثير من الهورمونات وهذا ليس أمراً سهلاً.
هنا حيث المرح، حيث أمضي معظم أمسياتي وأيامي. هذا هو المطبخ. أبدأ بهذا..
حين انطلقت في البداية كنت أنفذ ما يمكن بيعه، أما الآن فأقوم بما أحبه.
إنه يبدو عملاً براقاً من الخارج، يمكنك أن تلتقي وأن تصمم للمشاهير، ولكنه في الواقع ليس عملاً براقاً، يجب أن أكون سيدة أعمال،أن أكون عاملة، وأن أعرف كيف أقوم بكل شيء بنفسي، كما أن أكون بارعة في التسويق.
أعتقد أن العالم يعيد إليك ما تقدمه له. وأنا عملت بجد وبصدق وبشكل حقيقي.
وها هي العروس.
أي شيء صادق وحقيقي لا بد أن يصل إلى الأضواء وأنا أعطي كل فستان جزءاً كبيراً مني.