رغم كل الظروف التى تحيط ببلادنا هذه الأيام، لكن يظل فصل الصيف الراعى الرسمى لأفراح المصريين، وبما أننا على أعتاب جمهورية جديدة جاءت أفراح مابعد الثورة «ثائرة» على الروتين والتقليدية، جاءت تحمل الكثير من التقاليع الغريبة التى لم يعتدها مجتمعنا، والتى يحاول من خلالها كلا العروسين الخروج عن المألوف، ليحفرا فى ذاكرتهما مشاهد من ذكريات جميلة يثبتان من خلالها لأولادهما أن جيل الثورة جاء مبتكراً ومتفرداً فى أفراحه، وأنه كما استطاع أن يثور على نظام بائد مستبد ليسقطه، استطاع أن يثور على الرتابة فى أفراحه ليقوم بعمل تقاليع لتلك الأفراح، «صباح الخير» التقت بعضا من هؤلاء الذين يقدمون أفكاراً مختلفة وجديدة للأفراح، ورغم أنك قد لاتستطيع تطبيقها عملياً فى فرحك لكنها حتماً ستعجبك.
تقول «نانيس سليم» خبيرة التجميل: هناك كثير من التقليعات التى تقوم بها عرائس هذه الأيام، فهناك من تقوم بتغيير فستانها فى منتصف الفرح، وفى هذه الحالة يتم استدعائى بعد القسم الأول من الفرح لأقوم بتعديل الماكياج والشعر أو الطرحة بما يتناسب مع الفستان الجديد، كما يوجد كثير من العرائس المحجبات اللاتى لايفضلن خلع الحجاب فى هذه الليلة، لذا يقمن قبل الظهور للمدعوين بتصفيف شعورهن وارتداء فستان مكشوف، ثم تأتى مصورة لتلتقط لهن صوراً مع العريس والأهل والصديقات، وبعد ذلك ترتدى العروسة حجابها وطرحتها لتظهر على المدعوين وتلتقط لها صورا أخرى، وبذلك تكون قد أشبعت رغبتها فى توثيق ليلة العمر داخل ألبوم صورها بدون حجاب دون أن تضطر لخلعه فى هذه الليلة، وترى نانيس أن التجديد مطلوب لكن فكرة القيام بعمل تقاليع جديدة ليلة الزفاف لابد لها من حدود، فأحيانا عندما تضع العروسة فى فستانها كثيرا من الريش والأحجار ذات الألوان المتعددة يفقدها كثيراً من جمالها، كما أن فكرة القيام بتقليعات جديدة فى ماكياج العروسة يعتمد بالأساس على شخصية العروسة الجريئة وعلى ملامح وجهها التى تسمح لى بالقيام بعمل التقليعات دون أن يتسبب ذلك فى إبراز العيوب، فجرأة العروسة تشجعنى كثيراً على الابتكار، وأتذكر أنه فى إحدى المرات جاءتنى عروسة فستانها مصمم على شكل فراشة، كما قامت بتطريز شكل الفراشة على الطرحة وبوكيه الورد، لذا قررت أن أرسم فراشة على جانب وجهها بتاتو من الألماظ ليأتى شكلها مبتكراً وجميلاً، مشيرة إلى أن الموضة فى ماكياج العرائس هذا الصيف هو الماكياج الخليجى الذى يتميز بألوانه الصارخة وثقل رسومات العين به، مما يعد تقليعة غريبة أيضاً على المجتمع المصرى.
∎ لقطات مجنونة
أما «أحمد راغب» فهو مصور أفراح يتسم بالخروج عن المألوف، فلا يمكن أن ترى صورة من صور الزفاف التى يلتقطها إلا وتشعر فيها بشىء من الغرابة واللطافة فى آن واحد، يقول بدأت التصوير منذ حوالى أربع سنوات عن طريق كورس تدريبى التحقت به فى فرنسا، احترفت من خلاله التصوير، لكن تظل الموهبة هى التى تخلق التميز من حيث الأفكار الغريبة والمجنونة التى أجعل العروسين يقومان بها، فأنا أتفرد بلقطات قد يراها غيرى لايمكن أن يتم التقاطها لعروسين، فأحيانا أجعل العروسة ترتدى جاكيت بدلة العريس، بينما يمسك هوه ببوكيه الورد الخاص بالعروسة، كما أصور العريس مثلاً وهو يقوم بحركات وعيد وتهديد للعروسة، أو ممسكاً بشىء ويهم أن يضربها به، كما أصور العريس أحيانا واقعاً على الأرض بينما تضحك العروس فى إشارة إلى أنها هى من قامت بإيقاعه، كما أستغل أحيانا مهنة العروسين فى ابتكار لقطات جديدة للتصوير، فلو كانا طبيبين مثلاً أصورهما ممسكين بأدوات الطب، وغير ذلك من الأفكار المجنونة التى تختلف باختلاف شخصية العروسين ومدى تجاوبهما معى للقيام بأفكار جريئة ومجنونة فى نفس الوقت، مع العلم أنه يأتينى كثير من العرائس والعرسان ذو طبيعة متحفظة، حيث لايقبلان القيام بمثل تلك الأفكار المجنونة فى التصوير، ومع ذلك لايمكن أن أقوم بتصويرهما صور زفاف تقليدية بل أبحث لهما عن لقطات مبتكرة وجديدة وإن لم تكن مجنونة، أما عن مناطق التصوير فلا أعتمد كثيراً على استوديوهات التصوير، بل أفضل المناطق الطبيعية والمواقع الحية، حيث أذهب مع العروسين قبل زفافهما بأربعة أو خمس ساعات إلى الصحراء أو البحر لألتقط لهما الصور هناك، ورغم أن ذلك يعد إجهاداً على كليهما، إلا أن النتيجة المبهرة تدفعهما لتحمل هذا الجهد.
∎ عريس وعروسة ماريونت
سارة البطراوى مصممة عرائس الماريونت الشابة التى بدأت مشوارها فى ساقية الصاوى لتصمم عرائس الماريونت لمسرح العرائس بالساقية، ومن ثم انطلقت لتصنع عرائس الشبه والتى تشبه الشخص تماماً فى ملامحه وشكله وملابسه، وعن دخول عرائس الماريونت كتقليعة جديدة فى الأفراح تقول، لم أقصد يوما أن أستخدم عرائس الماريونت فى الأفراح، لكن مع نجاح الفكرة بدأ الناس يطلبون منى عمل عرائس تشبههم أو تشبه أحباءهم لتكون هدية مميزة يقدمونها فى المناسبات المختلفة، حتى جاءت فكرة عمل عرائس الماريونت على شكل العروسين كبديل للبوستر المصور، يتم وضعهما أحيانا على مدخل القاعة بجانب الكتاب الذى يقوم فيه الضيوف بكتابة كلمة للعروسين، وأحيانا أخرى يتم عمل عرض بالعرائس داخل القاعة، فبينما ينتظر الحضور دخول العروسين من باب القاعة بعد انتهاء الزفة لتبدأ مراسم الزفاف، يفاجأ الحضور بدخول عرائس ماريونيت يشبهان العروسين تماماً ليقوما بعمل عرض راقص أقوم أنا بتحريكه بنفسى، أو أستدعى من يساعدنى إذا كنت أحد المدعوين، وعن كيفية تصميم تلك العرائس تقول:
أحيانا يأتى لى العريس بمفرده لأصمم لعروسته ماريونت كمفاجأة لها، وفى هذه الحاله أطلب من العريس أن يقوم بتصوير العروسة من كافة الزوايا، لأننى عند تصميمى للماريونت لابد أن أرى الشخص ثلاثى الأبعاد حتى أتمكن من معرفه ملامحه وأبعاد جسده، أما فى حالة مجيئهما سوياً فذلك يكون أسهل كثيراً، حيث أجلس معهما على الطبيعة، كما التقط لهما الصور بنفسى من الزوايا التى تخدمنى فى عملى، وترى سارة أن الوجوه ذات الملامح التقليدية التى لايوجد بها ما يميزها تعد أصعب فى تصميم عرائس الماريونت من الوجوه التى تحتوى على علامات مميزة كالأنف الكبيرة أو العينين الجاحظتين والتى أرتكز فى تصميمى إلى إبراز تلك العلامة المميزة مستخدمة فى ذلك عجينة الورق، وهى من أكثر الخامات التى ارتحت فى عمل العرائس بها، وتضيف قائلة، قمت بعمل كثير من العرائس الماريونت للمشاهير لكنها قُدمت لهم كهدايا ، فمثلاً باسم يوسف قمت بعمل عروسة ماريونت له يرتدى بها بدلة الفرح لكنها فى الحقيقة كانت بمناسبة عيد ميلاده، أما أشهر عروسين قمت بعمل ماريونت لهما بمناسبة زفافهما فهما الصحفى هيثم دبور وزوجته الصحفية سارة سند.