حثت الأممالمتحدة الاتحاد الأوروبي على استقبال 200 ألف لاجئ على الأقل، داعية إلى تبني تعاط موحد لقضية الهجرة وذلك في الوقت الذي يبحث فيه الاتحاد مبادرة فرنسية ألمانية لتوزيع منصف. وشدد المفوض الأعلى للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس في تصريحات له الجمعة 4 سبتمبر على أن ما تواجهه أوروبا اليوم هو أزمة لاجئين وليس ظاهرة من ظواهر الهجرة. وأضاف: "أغلبية الناس الذين يصلون اليونان يهربون من مناطق النزاعات مثل سوريا والعراق وأفغانستان، وذلك من أجل إنقاذ حياتهم". واعتبر المسؤول الأممي أن أوروبا فشلت في إيجاد مقاربة مشتركة للرد على الأزمة، وهذا ما أدى إلى معاناة الناس، فيما لقي ما يربو على 2600 شخص مصرعهم وهم يحاولون الوصول إلى القارة الأوروبية عبر البحر الأبيض المتوسط، أما أولئك الذيم وصلوا إلى السواحل الأوروبية، فواجهوا "الفوضى والإهانات والمخاطر". وتابع أن "الأشخاص الذين يملكون طلبات حماية صالحة .. يجب أن يستفيدوا بعد ذلك من عملية إيواء جماعية بالمشاركة الالزامية لكل الدول الأعضاء في الاتحاد الاوروبي"، موضحا أن "تقديرات أولية تشير الى الحاجة لرفع إمكانيات الإيواء إلى مئتي ألف منحة". وكانت فرنسا وألمانيا قد اقترحتا مبادرة "لتوزيع منصف للاجئين" في أوروبا، ومن المقرر أن يجتمع وزراء الخارجية الأوروبيون اليوم الجمعة في لوكسمبورغ لبحث هذا الملف. وأعلن قصر الإليزيه في بيان له مساء الخميس أن المبادرة الفرنسية الألمانية تتعلق بإعادة توزيع اللاجئين بين دول الاتحاد الأوروبي. ولم تذكر الرئاسة الفرنسية في نص البيان كلمة "الحصص". وأضافت الرئاسة أن هذه المبادرة تهدف أيضا إلى "ضمان عودة اللاجئين غير الشرعيين إلى بلادهم الأم وتقديم الدعم والتعاون الضروريين مع البلدان الأم ودول العبور". وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل قد تحدثت في وقت سابق عن "حصص إلزامية" في حين تحدث الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن "آلية دائمة وإجبارية" لتوزيع اللاجئين في أراضي الاتحاد. أما هنغاريا فأعلنت على لسان رئيس وزرائها فيكتور أوربان رفضها لفكرة الحصص، مؤكدة أن أولويتها تتمثل في حماية حدودها، وذلك مع تزايد تدفق اللاجئين الذين يدخلون أراضيها من صربيا غير العضو في الاتحاد الأوروبي. وقال أوربان: "لن نجيب عن أسئلة حول عدد الناس الذين يمكننا استقبالهم أو بشأن الحصص، إلا بعد ضمان أمن حدودنا". وفي هذا السياق أعرب رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك عن قلقه إزاء "الانقسام بين شرق الاتحاد الأوروبي وغربه". وقال "بعض الدول الأعضاء لا تفكر إلا في وقف موجة المهاجرين ما يرمز إليه السياج المثير للجدل في هنغاريا( على حدودها مع صربيا) .. في حين تريد دول أخرى المزيد من التضامن". مأساة الطفل السوري تبكي وزيرة الخارجية السويدية في المقابل بدت وزيرة خارجية السويد مارغوت فالستروم دامعة العينين أثناء حوار تلفزيوني الخميس تأثرا بصور تظهر جثة الطفل إيلان الكردي، الذي كان يبلغ من العمر ثلاثة أعوام، وقد غرق، إلى جانب شقيقه غال (5 سنوات)، وأمهما ريحان، أثناء محاولتهم العبور بحرا من تركيا إلى اليونان. وقالت الوزيرة إن وفاة الطفل السوري "تفرض علينا الآن أن نتحرك". بدوره تحدث نائب رئيس المفوضية الأوروبية فرانز تيميرمان عن "أزمة إنسانية وسياسية غير مسبوقة" في أوروبا داعيا إلى "حلول أوروبية لمشكلة لا يمكن للدول منفردة حلها". لندن تؤكد استعدادها لاستقبال آلاف اللاجئين السوريين بدوره قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن بلاده ستستقبل آلاف اللاجئين السوريين الإضافيين. وقال في تصريحات له الجمعة في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البرتغالي: "نظرا لأبعاد الأزمة ومعاناة الناس.. يمكنني أن أعلن اليوم أننا سنفعل أكثر مما نقوم به حاليا، وسنضمن الإيواء لآلاف اللاجئين السوريين الإضافيين"، موضحا أن هذه الإجراءات ستتخذ إضافة إلى الحصص الراهنة التي استقبلت بريطانيا في إطارها حتى الآن 5 آلاف سوري. وفي تصريحات أخرى له قال كاميرون إن حل المشكلة لا يكمن في استقبال اللاجئين فقط، قائلاً "علينا أن نحاول توفير الاستقرار في البلد الذي يأتي منه أولئك الأشخاص، إذ يجب أن يكون الحل شاملا".