برز خلاف بين موسكووطهران، في شأن صفقة الصواريخ الروسية المضادة للطائرات من طراز «أس-300»، قد يؤدي إلى تأجيل التوقيع على العقد الجديد، لكن مصادر في موسكو وفقا للحياة اللندنية، استبعدت أن يسفر هذا التباين عن نسف «اتفاق مبدئي» بين الطرفين لتسليم إيران الصواريخ. وكان الجانبان أعلنا الأسبوع الماضي التوصل إلى اتفاق نهائي حول هذا الملف، ورجّحا توقيع عقد جديد في غضون أيام، على أن تُنفَذ الصفقة قبل نهاية السنة. وعلى رغم تكهنات باحتمال توقيع العقد خلال معرض «ماكس» للتكنولوجيا الجوية المُقام قرب موسكو وحضره وفد عسكري إيراني بارز، أعلن ديمتري روغوزين، نائب رئيس الوزراء المكلف ملف الصناعات العسكرية، أن التوقيع لن يتم خلال المعرض، من دون توضيح أسباب التأخير. ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن مصدر، إن طهرانوموسكو توصلتا إلى اتفاق مبدئي تشتري بموجبه إيران منظومات «أس-300»، مستدركاً أن خلافاً نشب في شأن «قيمة العقد». وأضاف أن طهران تريد دفع المبلغ المُحدد في العقد المُبرم بين الجانبين عام 2007، ويبلغ 800 مليون دولار، فيما تعرض موسكو على الإيرانيين شراء منظومات معدلة من طراز «أس-300» بدل تلك التي نصّ عليها العقد السابق ولم تعد روسيا تنتجها. وذكر أن موسكو تصرّ على رفع قيمة العقد، لأن مواصفات المنظومات الجديدة أكثر تطوراً وقوة، مقارنة بالمنظومات القديمة. وبرزت خلافات أخرى في الأيام الأخيرة، بينها إعلان طهران أنها ستتسلّم وفق العقد الجديد أربع مجموعات من «أس-300»، فيما شددت موسكو على أنها ستبيع طهران ثلاث مجموعات فقط، التزاماً بالعدد المنصوص عليه في العقد القديم. كما تعهدت إيران إغلاق ملف دعوى قضائية رفعتها على روسيا في لاهاي، مطالبة بتعويض يبلغ 4 بلايين دولار، بسبب عدم تسليمها الصواريخ، بعد تنفيذ العقد، فيما ترى موسكو وجوب إغلاق هذا الملف فوراً، باعتبار أن الجانبين توصلا إلى اتفاق مبدئي على التفاصيل الأساسية للصفقة. وأبلغ المصدر «إنترفاكس» أن الخلافات أجّلت توقيع العقد، مستدركاً أن «الصفقة ستُبرم في غضون أيام أو أسابيع». ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء عن مسؤول في هيئة التعاون العسكري الفني الروسية، أن موسكووطهران وقّعتا «مذكرة تفاهم» قبل أيام، اعتبر أنها تشكّل «خريطة طريق» لتنفيذ صفقة «أس-300». وسُئل عن الخلافات بين الجانبين، فأجاب أن التفاهم «لم يتضمن تفاصيل»، إذ لم يحدد عدد المنظومات الصاروخية أو سعرها أو موعد تسليمها لإيران. لكن ديبلوماسياً روسياً رجّح ألا تؤثر الخلافات في الاتفاق المبدئي بين موسكووطهران، مشيراً إلى أن الجانبين يسعيان إلى تذليل العراقيل. ورجّح «إبرام العقد الجديد في أسرع وقت». في طهران، أبلغت مصادر إيرانية أن القيادة الإيرانية وافقت على سحب الدعوى المرفوعة على موسكو في لاهاي، في مقابل تسليم إيران صواريخ من طراز «أنتي - 2500» المتطورة، ومقاتلات حديثة من طراز «ميغ».