يختتم الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، زيارته إلى روسيا بعد أن إلتقى نظيره الروسى فلاديمير بوتين، وعقدا معا، أمس الأربعاء، مؤتمرا صحفيا فى الكريملين، ألقى السيسى خلاله كلمة وصها الخبراء، بأنها لخصت أهم أهداف الزيارة، ورصدت أبرز الملفات على مائدة الحوار المصرى الروسى. فى البداية قال الدكتور جمال زهران رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى، وكلمته الهامة فى الكريملين، رسمت إطارا جديدا للعلاقات ليس فقط الثنائية بين مصر وروسيا، ولكن خريطة للعلاقات الدولية التى ينبغى أن تقوم على التوازن والندية، والتعاون المشترك فى سياق المصالح المتبادلة، وليس التبعية القائمة على المنح والمعونات. وأشار زهران إلى أن الرئيس السيسى أكد أنه ناقش مع نظيره الروسى عدد من قضايا التعاون المشتركة، والعلاقات السياسية والخطوات العملية والفعالة التي يمكن اتخاذها لتعزيز التعاون المصري الروسي في كافة المجالات، وزيادة حجم التعاون الاقتصادي والاستثمارات والتبادل التجاري كركيزة أساسية لعلاقات استراتيجية بين مصر وروسيا. ومن جانبه قال الدكتور حاتم الفرشاوى أستاذ الإقتصاد بكلية التجارة جامعة الأزهر أن المستقبل بالفعل كما قال الرئيس يحمل فرصا استثمارية واعدة وكبيرة، تحقق مصالح ومكاسب اقتصادية ضخمة لكلا الطرفين، حيث أكد الرئيس أننا نتطلع لإقامة المنطقة الصناعية الروسية في محور قناة السويس الجديدة. لافتا إلى أن هناك مشروع آخر لايقل أهمية هو المشروع النووى المصرى، حيث أوضح السيسي، إن التعاون مع روسيا حقق في السنوات الماضية تقدما ملموسا في ملف الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، ونتطلع للاستفادة من الخبرة الروسية في هذا المجال الحيوي. وشدد الخبير الإقتصادى على أهمية زيادة حجم التعاون الاقتصادي والاستثمارات والتبادل التجاري كركيزة أساسية للعلاقات الاستراتيجية بين مصر وروسيا، وبين الدول وبعضها البعض بوجه عام. وعلى الصعيد الإقليمي والعالمى أكد الدكتور جهاد عودة أستاذ العلاقات الدولية بجامعة حلوان إنه قبيل زيارة الرئيس لروسيا توقعنا أن تحتل الملفات العربية مساحة كبيرة من النقاش، وفى مقدمتها الأزمات السورية والعراقية واليمنية والليبية. لافتا إلى أن روسيا ترتبط بعلاقات قوية مع ايران التى تدعم الحوثييين فى اليمن ونظام بشار الأسد فى سوريا، كما تتواصل موسكو مباشرة مع نظام الأسد ومع الحوثيين وأنصار على عبدالله صالح، وأيضا ترتبط بعلاقات قوية مع إسرائيل وتركيا، وتسلح الجيش العراقى فى حربه ضد داعش، وتبدى استعدادها لدعم الجيش الليبيى لمواجهة خطر الإرهاب الداعشى ذاته، موضحا أنه لهذه الأسباب حرصت السعودية ودول الخليج على تعزيز علاقاتها معها. وأضاف خبير العلاقات الدولية أنه لنفس الأسباب قال الرئيس السيسى أن مباحثاتهما تناولت عددا من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مبديا سعادته من وجود تلاقي كبير في المصالح والرؤى لهذه القضايا. حيث تحرص مصر وروسيا على ضرورة تحقيق تسوية للأزمة فى سوريا وفق وثيقة جنيف، إلى جانب تأكيد السيسى على محورية القضية الفلسطينية لتحقيق الاستقرار فى الشرق الأوسط وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. وأوضح عودة أن الرئيس تطرق أيضا فى كلمته وفى مباحثاته مع بوتين لمناقشة الأوضاع فى العراق واليمن، وآخر التطورات على الساحة الليبية، بالإضافة إلى سبل مواجهة ظاهرة الإرهاب، مشدداً على أن روسيا كما ذكرنا على صلة مباشرة بكل هذه الملفات.