شكر الرئيس عبدالفتاح السيسي نظيره الروسي فلاديمير بوتين على الدعوة التي وجهها له لزيارة روسيا، ومقابلته له للمرة الرابعة، مؤكدًا أن هذا دليل على العلاقات الطيبة بين البلدين. وأضاف السيسي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن لقاء اليوم سيعطي دفعة قوية لتطوير العلاقات المصرية الروسية، والتي شهدت خلال العامين الماضيين تطورًا ملحوظا خاصة في موقف الحكومة الروسية الداعم للشعب المصري فى الوقت الذى واجهه فيه تهديدًا كبيرًا.
وأشار السيسي، إلى أنه تمت مناقشة عدد من قضايا التعاون المشتركة، والعلاقات السياسية والخطوات العملية والفعالة التي يمكن اتخاذها لتعزيز التعاون المصري الروسي في كافة المجالات، وزيادة حجم التعاون الاقتصادي والاستثمارات والتبادل التجاري كركيزة أساسية لعلاقات استراتيجية بين مصر وروسيا.
وأوضح السيسي، أن المستقبل يحمل فرص واعدة وكبيرة حيث نتطلع لإقامة المنطقة الصناعية الروسية في منطقة قناة السويس الجديدة.
وأعرب السيسي، عن ارتياحه الكبير لما تم تحقيقه في مجال التعاون العسكري، سواء في مجال التسليح أو التدريب ومكافحة الإرهاب وتبادل الخبرات بين مصر وروسيا، مؤكدًا أنه يتطلع لاستمرار التعاون البناء في إطار تحقيق الأمن والاستقرار الدولي وفي الشرق الأوسط.
وعبر السيسي، خلال المؤتمر الصحفى مع الرئيس الروسي عن شكره العميق له وللشعب الروسي الصديق لحسن الضيافة، موضحًا أن مصر وروسيا يؤكدان على رغبتهما في بناء علاقات راسخة قائمة على الصداقة والتعاون المتبادل، وهو الأمر الذي تعتز به مصر مع التطلع للعمل المستمر في المستقبل.
وقال الرئيس السيسي، إن التعاون مع روسيا حقق في السنوات الماضية أحرز تقدما ملموسا في ملف الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، ونتطلع للاستفادة من الخبرة الروسية في هذا المجال الحيوي".
وأضاف السيسي، أن مباحثاتهما تناولت عددا من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مبديا سعادته من وجود تلاقي كبير في المصالح والرؤى لهذه القضايا.
وتابع الرئيس: "لقد ركزنا فى هذا الصدد على ضرورة تحقيق تسوية سوريا وفق وثيقة جنيف وأكدنا على محورية القضية الفلسطينية لتحقيق الاستقرار فى الشرق الأوسط وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية".
وقال الرئيس: "بحثنا الوضع فى العراق واليمن وآخر التطورات على الساحة الليبية، بالإضافة إلى سبل مواجهة ظاهرة الإرهاب الذى يهددهم جميعا".
كما قدم السيسي، الشكر على الحضور البازر لروسيا في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة ممثلا في رئيس الوزراء الروسي، كما شكرهم على إهداء القطعة البحرية الروسية التي شاركت في حفل افتتاح القناة الجديدة.
من جانبه أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه ناقش مع الرئيس عبد الفتاح السيسى بعض من الخطوات الملموسة التى تؤكد على إمكانية تشكيل منطقة للتجارة الحرة بين مصر الاتحاد الاقتصادي الأورواسي، بالإضافة إلى استخدام العملة المحلية في التعامل بين الجانبين.
وأشار الرئيس الروسي، في المؤتمر إلى أن أكثر من 400 شركة روسية تعمل في مصر، مشيرًا إلى أن موسكو تأمل في أن تساهم أعمال الصندوق المشترك المكون من الاستثمارات الروسية والمصرية والإماراتية في تطويرالتعاون.
وأوضح بوتين، أنه يتم الآن تطوير مشاريع الطاقة في مصر بنجاح، حيث تعمل شركة جازبروم ولوك اويل.
ونوه بوتين، إلى أنه من بين اكبر مشاريع التعاون الثنائى بين البلدين هو بناء محطة للطاقة النووية بالتكنولوجيا الروسية، حيث ينهى الآن الخبراء تطبيق هذا المشروع، بالإضافة إلى تشكيل منطقة صناعية روسية فى قناة السويس الجديدة.
قال الرئيس الروسي، إنه أجرى مباحثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسى، تبادل خلالها الآراء حول عدد من القضايا الإقليمية، مؤكدا ان مصر تلعب دورا محوريا فى كافة القضايا بالشرق الاوسط ، مضيفاً أن العلاقات المصرية الروسية تتسم بالصداقة والمنفعة.
وأكد بوتين، أنه في الأونة الأخيرة تطور التعاون الثنائي مع مصر بصورة كبيرة، موضحاً أنه المباحثات تناول الحديث المفصل حول تعزيز التعاون التجارى الاقتصادى، حيث تم تسجيل زيادة التبادل التجاري فى عام 2014 بنسبة 86%.
وأعلن الرئيس الروسي، زيادة نسبة استيراد المنتجات الزراعية من مصر بنسبة تتخطى ال8%، وذلك في النصف الأول من السنة الحالية.
وأضاف في مؤتمر صحفى مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن مصر من أكبر المستهلكين للقمح الروسى، حيث تمد بلادنا مصر بما يساوى 40% من احتياجاتها من القمح.
وأشار إلى أن مباحثاته مع الرئيس عبد الفتاح السيسى، تناولت تعزيز التعاون فى مجال الطيران المدنى، قائلاً: "ندرس إمكانيات تصدير طائرات سوبر جيت، لصالح الطيران المدنى المصري".
وأكد الرئيس الروسي، أن بلاده تواصل دعمها ومساندتها لإعداد الكوادر المختصة للاحتياجات المصرية.
وعن الإرهاب، قال بوتيين "ناقشنا الأوضاع الملحة فى جدول الأعمال الدولى ويعتقد الجانبان أن زيادة التنسيق الروسي المصري يتفق مع المصالح الوطنية لكلا البلدين، ولابد من ضرورة تفعيل مكافحة الإرهاب خاصة بعد ظهور تنظيم داعش".