حارة صغيرة متفرعة من أحد الشوارع البسيطة، بها عدد من البيوت التي تعد على أصابع اليد الواحدة، جميعها خالية من السكان، وفي بيت واحد منها يجلس عدد من الرجال، الذين يرتدون الجلباب، ترتسم على وجوههم جميعا علامات الغضب والحُزن، حينما تراهم تتوجس خيفةً من خروج شحنة الغضب الموجودة داخلهم في وجهك. ذهبت كاميرا "الفجر تي في" إلى قرية تسمى ب"العجميين، في محافظة الفيوم، والتي سُميت على اسم أحد العائلات الكبيرة هناك، للوصول إلى حل لُغز كبير لم يستطع أحد حله حتى الآن، فبعد اختفاء 7 أفراد بحسب ما قال الأهالي هناك، بعد محاولة التنقيب عن الآثار، كثُر الحديث عن وجود غاز سام تسبب في ذلك أو جن قام بالانتقام بهؤلاء الذين حاولوا التنقيب عن الآثار. وبالإضافة إلى هذه الألغاز كان لغز آخر حول يدٍ خفية كما ادعى أهالي المُختفين، وراء إخفاء معالم الواقعة والتستر على صاحب المنزل، بالإضافة إلى لغز هدفهم وراء ذلك، فعلى الرغم من التأكد بوجود جثث المختفين أسفل الحُفرة التي يقال أن عمقها وصل إلى ال 45 متراً إلا أنهم تعمدوا عدم انتشالهم منها حتى خرجت رائحتها العفنة لتعم أرجاء الحارة، فحيث توطأ قدمك بهذه الحارة تشتم هذه الرائحة الكريهة كما لو أنك دخلت مقبرة. وبعد مرور أسبوعاً كاملاً على الحادثة التي يرجع سببها إلى تنقيب ثلاثة من أفراد أسرة أحد العائلات عن الآثار تحت منزلهم، وأثناء نزولهم بالحفرة قاموا مسبقاً بحفرها بمعدات باهظة الثمن، اختفى اثنين منهم وحينما استغاث الثالث بالجيران، وبعد صرخات الاستغاثة هرول إليه أخوين من جيرانه الذين حاولا النزول لانقاذهما ليختفوا أيضاً في تلك الحفرة، ويهرب بعدها صاحب المنزل، ويبتعد الأهالي عن الحفرة تخوفاً من وجود شيء غريب يسحب كل من يقترب من الحفرة، وبإبلاغ الشرطة تم عمل كردون أمني حول المكان، بالإضافة إلى بعض الإجراءات التي لم تسفر حتى الآن عن إستخراج الجثث. وبمرور الوقت دون جدوى سخط الأهالي المكلومين على أبنائهم، فقال أحدهم بعد فقده الأمل في استخراج جثتي أبنائه الإثنين اللذين نزلا إلى الحفرة لمساعدة الباقين بعد استغاثة من صاحب المنزل، وعينه تملؤها الدموع: "أولادنا بقوا عضم مش عايزينهم هما عند ربنا .. الدولة مش هتعمل حاجة وجهل الحكومة ضيع أولادنا .. وفي يد أكبر من الدولة مخلية الحكومة مش بتاخد أي خطوات.. أسبوع كامل لفينا على كل المؤسسات ومفيش نتيجة.. في إيد خفية ورا الموضوع". أما عن باقي الأهالي فقد امتنعوا عن الإدلاء بأي تصريحات، بسبب تجاهل المسئولين لهم وتباطؤهم في الوصول إلى الحقيقة وإستخراج جثث أبنائهم لدفنها، حيث صرخوا في وجوهنا مؤكدين أنه مهما تحدث الإعلام عن الواقعة لن تتخذ أي خطوات لانتشال جثث أبنائهم.