استخدم الأمن اللبناني خراطيم المياه وقنابل الغاز لتفريق آلاف المتظاهرين لليوم الثاني على التوالي للمطالبة بإقالة الحكومة. وتظاهر آلاف اللبنانين اليوم مجددا بعد ساعات فقط من تعهد رئيس الوزراء تمام سلام بمحاسبة المسؤولين عن استخدام "القوة المفرطة" لتفريق مظاهرات الأمس. ويطالب المتظاهرون باستقالة الحكومة فورا، متهمين المسؤولين الحكوميين بالفساد وضعف الكفاءة. وهذه أكبر احتجاجات يشهدها لبنان منذ أعوام، وبدأت بتظاهر اللبنانيين اعتراضا على تراكم القمامة في الشوراع. واعتبر رئيس الوزراء اللبناني أن بلده يمر ب "لحظات عصيبة"، مشيرا إلى أن ذلك نتيجة تراكم من التعثر والغياب على الصعيد السياسي. وأشار إلى أن المشكلة الأكبر في لبنان هي أزمة "النفايات السياسية." ومن ناحية أخرى قالت قوى الأمن الداخلي اللبنانية، أن مجموعة من المندسين ألقت مفرقعات شديدة الإنفجار (ألعاب نارية) على عناصر قوى الأمن الداخلي المتواجدين في ساحة رياض الصلح، أمام مقر الحكومة اللبنانية، بهدف استفزازهم وإحداث بلبلة. وأعرب وزير الاقتصاد اللبناني آلان حكيم، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، عن تعاطفه مع المتظاهرين، وأسفه "للجوء القوى الأمنية إلى العنف معهم". وقال: "نعدهم أن نظل كحزب الكتائب، ندافع عن مطالبهم دون كلل أو مساومة". وشهدت ساحة رياض الصلح توافدا للمتظاهرين، استجابة لدعوة حملة "طلعت ريحتكم" للتظاهر الساعة السادسة مساء اليوم، احتجاجا على أزمة النفايات، والمواجهات بين الأمن والمتظاهرين أمس. أعلن رئيس تيار المستقبل رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سعد الحريري دعمه لموقف رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في مؤتمره الصحفي اليوم الأحد، ودعوته الصريحة لتفعيل عمل الحكومة ومعالجة الأزمات العاجلة في مقدمتها أزمة النفايات. وحذر الحريري في الوقت ذاته من أن إسقاط الحكومة يعني إسقاط آخر معقل شرعي ودخول لبنان في المجهول. وأدان الحريري -في تصريح له تعقيبا على التطورات الأخيرة - أي شكل من أشكال الإفراط الأمني في مواجهة التظاهرات السلمية، منبها من محاولات استدراج البلاد الى الفوضى والمجهول.