- القناة الجديدة قضت على حلم إسرائيل في نقل البضائع - دخل قناة السويس سيصل إلى 13 مليار بدلا من 5 مليار دولار - قناة السويس الجديدة استوعبت 75٪ من حفارات العالم للانتهاء من المشروع في الوقت المحدد - العمل في القناة كان عبارة عن "خلية نحل" "قناة السويس الجديدة قضت بالفعل على حلم إسرائيل في نقل البضائع عن طريق قطار إيلات أشدود".. هذا ما أكد عليه الربان محمد فوزي، رئيس حركة الملاحة البحرية في قناة السويس، في حوار خاص ل"الفجر"، كاشفا العديد من الكواليس والأسرار حول عملية حفر قناة السويس الجديدة. وإلى نص الحوار.. بداية.. حدثنا عن الاستفادة من قناة السويس الجديدة بعد افتتاحها.. وما هي المشكلات التي تواجهها؟ - كما يعرف الجميع أن حركة الملاحة في قناة السويس تستقبل متوسط عدد سفن لا يقل في اليوم، عن 47 إلى 49 سفينة شمالًا وجنوبًا، إضافة إلى أن هناك سفن عملاقة ذات غواطس ضخمة، وكانت المشكلة الرئيسية التي تواجه حركة الملاحة في قناة السويس هي عدم توافر المساحة الخاصة بانتظار السفن في المنطقة الشرقية بمنطقة البحيرات، والتي لا تستوعب عددها أكثر من 8 سفن، لكن اليوم نستطيع أن نقول إن هذا المشروع حل أزمة لمدة 50 سنة قادمة، وستستقبل القناة عددًا لا حصر له، ويمكنني استقبال ما يزيد عن 47 سفينة ذات غطاس كبير يصل إلى 66 قدمًا، فاليوم بالمشروع الجديد نستطيع أن نقول إن ذلك سيوفر ما لا يقل عن 9 ساعات في وقت أعمال الملاحة. ما السبب وراء اختيار تحالف دولي ليتولى العملية التنظيمية لافتتاح قناة السويس الجديدة؟ - قناة السويس الجديدة كانت احتفالية ضخمة وتاريخية، وكان لا بد من الاستعانة بتحالف قوي ومتخصص حتى تظهر الاحتفالية بالشكل الذي لا يتوقعه العالم، لأن مصر وشعبها بعد نجاح المشروع تستحق أن تقول للعالم كله "نحن المصريين أصحاب الحلم ونحن دولة الأمن والأمان وتحقيق الأحلام". ما هي ردود أفعال الوفود العسكرية التي زارت قناة السويس أثناء عملية الحفر؟ - لا أستطيع طبعًا ذكر الشخصيات، ولكن على المستوى الأمني، كان هناك العديد من الوفود العسكرية الدولية، والتي زارت المشروع، أهمها الملحق العسكري الفرنسي والأمريكي، وجاءوا لمتابعة العمل بقناة السويس، والحقيقة أكدوا خلال زيارتهم، أن المصريين فعلًا فراعنة وقادرون على فعل أي شيء. حدثنا عن التحالفات التي شاركت في حفر قناة السويس؟ - شارك في حفر قناة السويس الجديدة ما يقرب من 39 شركة مقاولات في مهمة الحفر الجاف، وكذلك الكراكات العالمية والتحالفات الدولية والتي وصلت إلى 41 كراكة "حفار"، ونستطيع أن نقول إن قناة السويس استوعبت 75٪ من حفارات العالم في عمليات الحفر للانتهاء في الوقت المحدد، والحقيقة أن هناك العديد من التحالفات التي شاركت بشكل قوي في حفر قناة السويس على رأسهم التحالف البلجيكي والأمريكي والهولندي وعلى مستوى الدول العربية التحالف الإماراتي. هل نجاح مشروع قناة السويس متعلق بالأجندة والوقت المحدد؟ - مشروع القناة والذي أسنده الرئيس عبدالفتاح السيسي للهيئة الهندسية للقوات المسلحة تحت إشراف رئيس هيئة قناة السويس، يعني أن الجهات المسؤولة التي تنفذ ملتزمة بإنهائه في الوقت المحدد، لكن المشكلة الحقيقية في مصر أنها توكل المشروعات سواء طرق أو كباري ومعظم المشروعات لشركات لا تعترف بالوقت، عكس القوات المسلحة، فالوقت لدينا هو التزام لأي مشروع، ولذلك عمليات الحفر الجاف التي نفذتها الهيئة الهندسية، واستعانت بالعديد من الشركات والمقاولين، بنظام تحديد المناطق ومدة الانتهاء من كل منطقة بوقت معين تحت إشراف القوات المسلحة، والعمل في القناة كان عبارة عن "خلية نحل". ما إجمالي حجم العمالة التي شاركت في حفر قناة السويس؟ - وصل حجم العمالة بكافة أشكالها في حفر قناة السويس الجديدة ما يقرب من 3500 عامل شاملة العمالة الأجنبية، ولو نظرنا إلى حفر القناة الأم في عام 1859، كان وقتها تعداد سكان مصر 4 مليون ونصف، وشارك في حفر القناة وقتها ما يقرب من مليون مصري، وتوفي 120 ألف مصري أثناء حفر القناة، واستمرت عمليات الحفر أكثر من 10 سنوات، لكن اليوم، تم حفر قناة السويس بمعدات متطورة وتكنولوجيا حديثة، واجتهدنا خلال السنة الماضية حتى أننا قسمنا العمل إلى 3 فترات يومية. هل أثرت عمليات الحفر في القناة الحديدة على حركة الملاحة البحرية في القناة الأم؟ - إطلاقًا.. لم تؤثر عمليات الحفر على حركة الملاحة رغم تواجد أكثر من 41 حفار، يعملون في حفر العمق، وبالعكس كانت حركة الملاحة مستمرة ومنتظمة دون أي مشاكل. ما هي حقيقة التخفيضات والبرامج السياحية التي تسعى إليها هيئة قناة السويس؟ - ده حقيقي، خاصة أن هيئة قناة السويس تسعى إلى أن تصبح القناة منطقة سياحية، والاهتمام بحركة عبور السفن السياحية لزيادة حركة السياحة، والقناة الحقيقة لديها خطة تخفيضات للسفن السياحية أثناء عبورها القناة، بشرط أن تحدد أماكن الزيارات في وقت لا يقل عن 72 ساعة من وقت تواجدهم داخل الموانئ المصرية والسماح لهم بزيارة الآثار الإسلامية بالقاهرة، وهناك بعض الشركات السياحية تستثمر تواجد السفن السياحية في ميناء بورسعيد، والذهاب معهم في جولات سياحية داخل المناطق المجاورة في الإسكندرية وبورسعيد، ولا تزيد الرحلة عن 12 ساعة، وبالنسبة لتنشيط السياحة الداخلية، سيتم تنظيم جولات سياحية من بورسعيد إلى قناة السويس مرورًا بالموانئ، ويتضمن البرنامج المعالم السياحية على ضفتي القناة وتشمل النصب التذكاري، والتبة، والمنصة، وكوبري السلام، إضافة إلى أقدم كنيسة أنشئت وبجوارها الجامع الذي أنشأه الرئيس الراحل أنور السادات، وهما عنوان الوحدة الوطنية، وكذلك جزيرة الفرسان بالإسماعيلية، والتي شهدت اتفاقية السلام، وبحيرة كبريت والتمساح. ما هو الجديد بالنسبة للمشروعات المقترحة على ضفتي القناة؟ - بدأنا بالفعل خاصة في المنطقة الشرقية، وسننتهي قريبًا من مشروع وادي التكنولوجيا، وتصورنا أنه في خلال 5 سنوات، ستكون المصانع قابلة للعمل. كيف يتم استثمار أو استغلال المسافة بين القناة الجديدة والقناة الأم؟ - سيتم عمل تجمعات سياحية لخلق جو سياحي مختلف، وسيكون تحت إشراف القوات المسلحة، وتقدم بالفعل العديد من المستثمرين لعمل هذا التجمعات، وجارٍ الكشف عنهم، خاصة وأن هذه المناطق لا يمكن لأي شخص الاستثمار فيها.
ماذا عن التوقعات المالية لدخل قناة السويس؟ - لو افترضنا أن قناة السويس حققت 5 مليار دولار في 2014، وبحسب الدراسات المستقبلية التي تم الانتهاء منها بعد عبور السفن في القناة الجديدة، سيصل الدخل إلى 13 مليار دولار في عام 2023 بزيادة سنوية مليار دولار، وهذا يتوقف على معدل النمو التجاري العالمي، ومع التطوير المستمر في قناة السويس، سيكون الدخل مضاعفًا. أخيرًا.. هل قناة السويس الجديدة قضت بالفعل على حلم إسرائيل في نقل البضائع عن طريق قطار إيلات أشدود؟ - طبعا اليوم، ومع انتهاء عمليات الحفر في قناة السويس وبدء عبور السفن، نستطيع أن نقول إننا بالفعل قضينا على حلم إسرائيل في نقل البضائع، والمشروع التي تسعى إسرائيل إلى تنفيذه سيكون تكلفته عالية جدًا، إضافة إلى أن تكاليف عملية نقل البضائع من ميناء إيلات أكثر ارتفاعًا.