حذر الدكتور أسامه شعث المحلل السياسي الفلسطيني وأستاذ العلاقات الدولية، من وجود مخططات لتقليص خدمات وكالة الغوث الدولية للاجئين الفلسطينين " "الأونروا"، لافتًا إلى وجود مؤامرة من قوى دولية نافذة إلى الأممالمتحدة تهدف إلى تذويب حق العودة اللاجئين الفلسطينيين عبر تخفيض الخدمات وتقليصها تدريجيا، تمهيدًا لإنهاء دورها الإغاثي، الأمر الذي سيؤدى إلى تحميل تدريجي للدول المضيفة الأردن مصر سوريالبنان، إضافة إلى الحكومة الفلسطينية، أعباء هؤلاء اللاجئين. وأوضح ل"الفجر"، أن وكالة الغوث الدولية التابعة لهيئة الأممالمتحدة تم إنشائها لغرض إغاثة اللاجئين الذين هجّروا من ديارهم قسرا من أبناء الشعب الفلسطيني، ومن ثم فإن استمرار الأوضاع الإنسانية والسياسية لهؤلاء يعنى بالضرورة تحمل الأممالمتحدة ومؤسساتها الإغاثية التي أنشأت لهذا الغرض كامل المسئولية القانونية والإنسانية لهؤلاء. واتهم "شعث" هيئة الأم المتحدة بأنها تسببت في كارثة ونكبة فلسطين وتشريد مئات آلاف اللاجئين قسرا من ديارهم، مستدلا بالقرار الذي اعتبره ظالما رقم181/1947 القاضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين، والذي تسبب في قيام دولة الاحتلال الصهيوني على أرض فلسطين وتشريد شعبها الأعزل، مضيفًا أن الأممالمتحدة مطالبة بالاستمرار في إغاثة هؤلاء اللاجئين إلى أن تقوم بحل قضيتهم حلا عادلا، محذرًا من تهرب أمريكا من التزاماتها تجاه الشعب الفلسطيني لأن ذلك سينعكس سلبًا على مصداقيتها. وطالب الدول المانحة بالالتزام بتعهداتها المالية لوكالة الغوث الدولية للاجئين، لأن ذلك ليس منة على الشعب الفلسطيني، وإنما مسئوليتهم القانونية والسياسية والأخلاقية في إعادة اللاجئين الفلسطينيين وإجلاء الاحتلال عن الأراضي الفلسطينية. جدير بالذكر أن "الأونروا" أعلنت مؤخرًا عجزًا حادًا في ميزانيتها مما قد يؤدى إلى اضطرارها إلى تقليص البرامج المقدمة للاجئين سواء فى قطاع غزة أو خارج الأراضي الفلسطينية، ويؤدى كذلك إلى عدم تمكنها من تقديم خداماتها على أكمل وجه، الأمر الذي يتسبب فى زيادة الأوضاع المعيشية سوءا خاصا لدى الرضع الذين سجلوا أعلى نسب وفيات في الأعوام الأخيرة منذ إنشاء المنظمة منذ ستين عاما .