رصدت كاميرا "الفجر" معانأة أهالي قرية "قمبش الحمراء" التابعة لمركز ببا، جنوب بني سويف، بعد أن تحولت منازلهم إلى برك ومستنقعات، بسبب المياه الجوفية التي أغرقت المنازل وأجبرت السكان على هجرها، إلى شوارع القرية هربًا منها، والتي كادت أن تتسبب في انهيار العشرات من منازل القرية على رؤسهم. وفي البداية التقينا إبتسام سليم، مدير المعهد الديني الثانوي للفتيات بالقرية، والتي أكدت أن المياه الجوفية دمرت المنازل بالقرية، خاصة شرقها، وطالبت المسؤولين بالنظر بعين الرأفة للأهالي، موضحة أن المياه تمثل خطورة مع الكهرباء، حتى في حجرات النوم متهمة المسؤولين بالتقصير تجاه القرية والقرى المماثلة لها. وأضافت: أهالي القرية المتضررين هجروا منازلهم، فمنهم من اتخذ من مسكن جاره مأوى مؤقت له ولأولاده ومنهم من لم يجد بديلًا فافترش الأرض وأستلقى أمام منزله، ونساء القرية لم يجدون بديلا لبيوتهم سوى الانتظار بشوارع القرية يفترشن الأرض وينظرن إلى منازلهن التي أوشكت على الانيهار جراء المياه الجوفية. وقالت فاطمة سيد، إحدى سيدات القرية - في تصريح ل"الفجر" - إن المياه الجوفية أعادتنا إلى قرون مضت حيث أننا نستخدم "الطشت" للاستحمام كي نتخلص من المياه خارج المنزل، فلا نستطيع الاستحمام داخل الحمام. ووجهت "فاطمة" رسالة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي قائلة: "أغثنا يا ريس من اللي إحنا فيه.. أنا عندي 6 أولاد بخلافي أنا وزوجي نروح فين ؟ البيت هيقع علينا". وقالت نادية محمد منصور، سيدة مسنة، تبلغ من العمر 65 عامًا: "أنا نقلت حاجتي عند الجيران بعد أن دمرت المياه الجوفية منزلي ولا أقدر على شراء منزل بديل وكل ما أملكه أقوم بنزح المياه خارج المنزل وقمت بجمع ما تبقى من حاجتي بالمنزل وأقمت عند الجيران منذ عدة أشهر، والآن أنام أنا ونجلي أمام مصطبة المنزل بالشارع". ويقول سيد حسن، أحد أهالي القرية، إن هناك أموالا تم جمعها منذ أكثر من 9 سنوات لعمل صرف صحي داخل القرية ولكن لا حياة لمن تنادي. ومن جانبه أكد محمود المغربي، رئيس مركز ومدينة ببا، أن قرية "قمبش الحمراء" تعاني من ارتفاع منسوب المياه الجوفية منذ سنوات، ونتعامل مع هذه المشكلة بعمل "بيارات" تسحب المياه من أسفل المنازل وتصبها في مصرف القرية، وقد أنشئنا خلال العام الماضي 8 بيارات في أماكن متفرقة، لافتًا إلى أنه وجد حاليًا منطقتين بالقرية متضررون من ارتفاع منسوب المياه، وهذين المنطقتين ضمن خطة العام المالي الحالي لإنشاء البيارات، وسيتم البدء فيها خلال هذا الأسبوع على أن يتم الانتهاء منها خلال شهر تقريبًا لتنتهي معاناة أهالي القرية مع المياه الجوفية.