كسرت مدينة عدن, جنوب اليمن, عزلتها الجوية بوصول طائرة عسكرية سعودية محملة بمساعدات إنسانية إلى مطار عدن الدولي، أمس، مدشنة بذلك إعادة افتتاحه لأول مرة منذ نحو أربعة أشهر. وإنفاذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، القاضية بتقديم المساعدات العاجلة للشعب اليمني، أمر الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي، بنقل المساعدات أمس من مستودعات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بمحافظة شرورة إلى عدن .
بدوره، قال العميد ركن أحمد عسيري، المتحدث باسم قوات التحالف من أجل إعادة الشرعية في اليمن، لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية، إن وصول أول طائرة عسكرية تابعة لقوات التحالف، إلى مطار عدن، بعد إعادة إصلاحه من جديد، خطوة إيجابية، مؤكدا أن العمل الإغاثي يتم بالتوازي مع النتائج الإيجابية التي يحققها العمل العسكري.
في غضون ذلك، أكدت مصادر يمنية عسكرية أن الهزائم الأخيرة التي لحقت بالحوثيين وحلفائهم من القوات التابعة للرئيس السابق علي عبد الله صالح، في عدن، تسببت في حدوث خلافات وانشقاقات داخل المواقع الخاضعة لسيطرتهم. وقالت المصادر إن بعض قادة الفرق العسكرية التابعة للحوثيين وصالح رفضوا المشاركة في القتال، مما دفع مسؤوليهم إلى حشد مقاتلين جدد من أبناء قبائل الشمال الخاضعة لسيطرتهم وإرسالهم إلى جبهات القتال.
من جانبه، كشف مسؤول يمني بارز عن تواري بعض القيادات التابعة لصالح والحوثيين عن الأنظار في مدن يمنية، منها صنعاء وتعز، بعد تلقيها أوامر بالفرار.
ونقل المسؤول، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، نص الرسالة التي وجهت من قبل المتمردين الحوثيين لمقاتليهم، بحسب المصدر: «اختفوا من المدينة، لن تجدوا الحماية لكم انطلاقًا من يوم الجمعة المقبل». وعد المسؤول هذه الرسائل دليلاً على انهيار ميليشيات الحوثي وأتباع صالح.
من جهة أخرى، ضيقت المقاومة الشعبية الخناق على الميليشيات الحوثية والقوات الموالية لصالح في «قاعدة العند» العسكرية الاستراتيجية في محافظة لحج بجنوب البلاد. وشنت هذه القوات هجمات من جهات متعددة على المواقع العسكرية التابعة للميليشيات قرب القاعدة، وبين تلك المواقع «معسكر لبوزة». وأشار المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي إلى أن أعمال قوات التحالف، لا يمكن تنفيذ مراحلها في وقت واحد، بحيث استطاعت قوات تحالف إعادة الأمل العمل على وصول الطائرات إلى مدينة عدن، وسيليها خطوة أخرى في تأمين المدينة نفسها، حتى تصبح مدينة عدن قاعدة للانطلاق التدريجي نحو توزيع العمل الإغاثي. ولفت العميد ركن عسيري إلى أن العمل الإغاثي يتم بالتوازي مع العمل الأمني والعسكري، وأن النتائج الإيجابية التي يحققها المستوى العسكري تنعكس إيجابيا على المستوى الإغاثي.
وذكر المتحدث باسم قوات التحالف، أن العمليات التي تنفذها قوات الميليشيات الحوثية وأتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، على حدود السعودية مع اليمن، لاستهداف المراكز والمنافذ الحدودية، لا تزال محاولاتهم مستمرة، وتتم عملياتهم بناء على انعكاسات المتمردين لأوضاعهم الداخلية، والخسائر التي يفتقدونها كل يوم، نتيجة ضرب طائرات قوات التحالف لمواقعهم التي يتواجدون فيها.
وحول تدمير قوات التحالف آليات عسكرية للمتمردين بالقرب من منفذ الطوال الحدودي، قال العميد عسيري «الوضع مطمئن، والقوات المسلحة والحرس الوطني، وأيضا حرس الحدود، يؤدون واجباتهم اليومية، في التصدي لهم تحت مبدأ الاكتشاف المبكر، وضرب آلياتهم قبل وصولها للمنافذ الحدودية، ولا نود إعطاءهم أكبر من حجمهم». وأكد المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، أن عمليات قوات تحالف إعادة الأمل، لا تزال مستمرة في المدن اليمنية التي تتواجد فيها الميليشيات الحوثية وأتباع الرئيس المخلوع صالح، خصوصا في الإسناد الجوي القريب للجيش اليمني الداعم للشرعية.
من جانبه, أوضح نايف البكري، محافظ عدن في اتصال هاتفي ل«الشرق الأوسط»، أنه تم إصلاح وإعادة برج المراقبة ومدرج الطائرات، وأصبح مطار عدن الدولي الآن، جاهزًا لاستقبال الطائرات الإغاثية خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن الجهات المعنية تقوم على جدولة رحلات الطيران الجوية.
وقال البكري، إن وصول الطائرة العسكرية السعودية، هو «بمثابة انتصار للمقاومة، بعد أزمة عانى منها الشعب اليمني خلال الخمسة أشهر الماضية، وتدخلت فيها قوات دول خليجية وعربية بقيادة السعودية، لإنقاذ اليمن، استجابة لرسالة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الذي طالب فيها الأشقاء إنقاذ بلاده من المتمردين على الشرعية، بعد سيطرتهم على بعض المدن».
وأشار محافظ عدن إلى أن المطار والموانئ في عدن أصبحت جاهزة لاستقبال المواد الإنسانية والطبية، وإن هناك خطة عمل يجري العمل عليها لتنفيذ مشروع اسمه «التعمير»، لإعادة الحياة العامة والخدمات إلى إرجاء المدنية، حيث تعقد اجتماعات مستمرة مع الوزراء الذين قدموا من العاصمة السعودية، الرياض، إلى عدن، لرسم الخطط لإنقاذ عدن، وجعلها مدينة آمنة.
ولفت البكري إلى أن مطار وموانئ عدن توجد الآن تحت حماية المقاومة الشعبية وقوات أمن المطار وأمن المواني، بالتنسيق مع قوات تحالف «إعادة الأمل»، حيث يعد المطار والمواني من أوائل القطاعات التي جرى استعادتها بعد تحرير مدينة عدن.