تساءلت صحيفة /هاآرتس/ الاسرائيلية عن الاسلوب الذي سينتهجه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تجاه الكونجرس الامريكي في معارضة اتفاق ايران النووي، وعما اذا كان سيشن حملة بعيدة عن الاضواء ام حملة شرسة بهذا الخصوص. ووضعت الصحيفة، في سياق تقرير اوردته اليوم الثلاثاء على موقعها الالكتروني، تصورات حول هذا الموضوع، قائلة ان نتنياهو قد يحشد بشكل شخصي نواب الكونجرس ضد الاتفاق النووي الايراني من خلال إجراء اتصالات هاتفية وعقد اجتماعات خاصة او ربما حتى السفر إلى واشنطن لاقناعهم بشكل شخصي. وأشارت الصحيفة الى انه في جلسة التصويت الاولى حول المسألة الايرانية بالكونجرس، من المتوقع ان يحصل معارضو الاتفاق على اغلبية، غير ان الرئيس الامريكي باراك اوباما سيعارض هذا القرار. واوضحت الصحيفة انه من اجل تحقيق رغبته في اسقاط معارضة اوباما تلك، سيتعين على نتنياهو اقناع 13 نائبا بالكونجرس من الحزب الديمقراطي وبضع عشرات من اعضاء الحزب ليس فقط بالتصويت ضد انهاء العقوبات على ايران، بل ايضا ضد الرئيس الذي يقود حزبهم. واضافت /هاآرتس/ ان نتنياهو لم يقرر بعد بشأن افضل الطرق التي يمكن ان ينتهجها لمحاولة تحقيق هذه المهمة شبه المستحيلة، لافتة الى ان المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر للشؤون الامنية ناقش المسألة هذا الاسبوع، دون التوصل الى قرار. وذكرت الصحيفة ان نتنياهو تجنب استخدام كلمة "كونجرس" في مقابلات مع وسائل اعلام امريكية امس الاول الاحد، لكن نبرة صوته ارتفعت قليلا امس خلال جلسة لكتلة الليكود البرلمانية، حيث قال انه "ما دامت العقوبات التي فرضها الكونجرس على ايران سارية المفعول فمن شأن ذلك ان يدفع طهران الى تقديم تنازلات اضافية حول برنامجها النووي"، مبينا ان الاتفاق النووي يقرب الحرب وليس كما يقول البعض ان الاتفاق يمنع الحرب. كما ابقى ممثل نتنياهو في واشنطن، السفير رون ديرمير حتى الآن على اسلوب بعيد عن الاضواء نسبيا حول مسألة ايران. ويعقد ديرمير اجتماعات مع مشرعين ديمقراطيين وينقل معارضة اسرائيل على الاتفاق النووي، ولكن على عكس اسلوبه السابق، ابتعد حتى الآن عن التدخل بشكل علني في النقاش السياسي بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري. ووفقا للصحيفة، تستعد السفارة الاسرائيلية في واشنطن للانتقال الى استراتيجية اكثر شدة بهذا الشأن مما دفعها الى تقليص الاجازات الصيفية الخاصة بعدد من دبلوماسييها. ولفتت الصحيفة الى ان هذا التحرك في اتجاه استراتيجية اكثر شدة هو ما يسبب القلق لعدد ليس بالقليل من مسؤولي وزارتي الخارجية والدفاع في اسرائيل، الذين يخشون من ان تؤدي مواجهة كاملة مع الولاياتالمتحدة الى توسيع نطاق الخلاف بين اسرائيل والولاياتالمتحدة. واختتمت الصحيفة تقريرها بالاشارة الى ان السؤال الكبير المنتظر هو ما اذا كان نتنياهو سيواصل خلال الاسابيع القادمة حملته المباشرة ضد الاتفاق النووي الايراني وسيعمل على حشد النواب الامريكيين بشكل شخصي لمعارضة الامر، موضحة انه بالنظر الى سلوك نتنياهو خلال السنوات الست الماضية، فإن مثل هذا السيناريو ليس مستبعدا بشكل كبير.