أعلنت وزارة الداخلية، في بيان لها، عن الإطاحة بتنظيم مكون من خلايا عنقودية، مرتبط بتنظيم داعش الإرهابي، ويهدف إلى إثارة الفتنة الطائفية وإشاعة الفوضى، نفذ قبل الإطاحة به الجرائم الإرهابية التي استهدفت المصلين بالدالوه والقديح وإطلاق النارعلى دوريتي أمن في الرياض، كاشفة عن توقيف 431، من تسع جنسيّات شملت اليمنية، والمصرية، والسورية، والأردنية، والجزائرية، والنيجيرية، والتشادية، وآخرين غير محددي الهوية، إلا أنَّ غالبيتهم مواطنون. وأوضح المتحدث الأمني بوزارة الداخلية، اللواء منصور التركي، في مؤتمر صحافي، أنّه "تم إحباط مخططات إرهابية لإستهداف إحدى البعثات الدبلوماسية، ومنشآت أمنية وحكومية في محافظة شرورة، وإغتيال رجال أمن"، مبرزًا أنَّ "خلايا داعش تدار من المناطق المضطربة، وتمنع التواصل بين أفرادها مباشرة". بحسب "موقع صحيفة تم" السعودية وأكّد التركي، أنَّه أدت الإطاحة بالتنظيم إلى إحباط عمليات إرهابية خطط عناصره لتنفيذها، لاستهداف رجال أمن، ومساجد، ومنشآت أمنية وحكومية ودبلوماسية، وإحباط عملية انتحارية باستخدام الأحزمة الناسفة تستهدف الجامع التابع لمبنى قوات الطوارئ الخاصة في الرياض يوم الجمعة 9 رمضان الماضي. وأشار إلى أنَّ "ما يجمع بين هذه الخلايا، هو الانتماء لتنظيم داعش الإرهابي، من حيث تبني الفكر وتكفير المجتمع واستباحة الدماء، ومن ثم تبادل الأدوار لتنفيذ المخططات والأهداف التي تملى عليهم من الخارج، وقد نفذ هذا التنظيم عددًا من العمليات الإجرامية". وبدوره، بيّن العميد بسام العطية، أنَّ "العمليات شملت حادث استهداف المصلين بقرية الدالوه بمحافظة الإحساء بتاريخ 10 / 1 / 1436ه. وحادث إطلاق النار على دورية الأمن العام شرق مدينة الرياض بتاريخ 19 / 6 / 1436ه واستشهاد قائدها ومرافقه رحمهما الله ، وحادث إطلاق النار على دورية لأمن المنشآت أثناء تأديتها عملها بمحيط موقع الخزن الاستراتيجي، جنوب مدينة الرياض بتاريخ 19 / 7 / 1436ه واستشهاد قائدها والتمثيل بجثته وحرقها، وحادث استهداف المصلين بمسجد الإمام علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) ببلدة القديح بتاريخ 4 / 8 / 1436ه، وحادث استهداف المصلين الفاشل بمسجد الحسين بن علي ( رضي الله عنه ) بحي العنود بالدمام بتاريخ 11 / 8 / 1436ه". وأضاف، بفضل من الله ثم بجهود رجال الأمن وما توفر لهم من قدرات تم الكشف عمن يقف خلف هذه الحوادث، وذلك وفق الآتي: 1- حادث استهداف المصلين بقرية الدالوه بمحافظة الإحساء، تم ضبط (97) سبعة وتسعين موقوفًا، لعلاقتهم بأعضاء الخلية التي تقف خلف الحادث المعلن عنهم بالبيان الصادر بتاريخ 2 / 2 / 1436ه ، واتضح أن من ضمن ما كان يخطط له هؤلاء القيام بعمليات داخل المملكة، ومنها ما تسمى بعمليات "الذئب المنفرد"، تستهدف إثارة الفتنة الطائفية، ورجال أمن ومقيمين، وفق ما تلقوه من أوامر من التنظيم الضال في الخارج، وتوفيرهم لأنشطة الخلية أسلحة، وأسمدة كيميائية، لاستخدامها في صنع المتفجرات، وخدمات تقنية. كما ظهر ارتباطهم بحادثة استهداف دورية الأمن شرق مدينة الرياض، واستشهاد كل من الجندي أول ثامر عمران المطيري، والجندي أول عبدالمحسن خلف المطيري، عبر توفير مأوى ووسائل اتصال استخدمها الجناة في مراحل تنفيذ جريمتهما النكراء وهما كل من الموقوفين يزيد بن محمد أبو نيان، ونواف شريف العنزي، والمعلن عنهما بتاريخ 5 / 7 / 1436ه. 2- الحادثان الآثمان اللذان استهدفا المصلين بمسجد الإمام علي بن أبي طالب (رضي الله عنه ) ببلدة القديح، ومسجد الحسين بن علي (رضي الله عنه) في حي العنود بالدمام، فقد أظهرت التحقيقات أدوارًا لأشخاص آخرين ترتبط بهاتين الجريمتين وبنشاطات الموقوفين فيهما. واستطرد، دلت التحريات الأولية بأنهم من المنتمين لتنظيم "داعش" الإرهابي ومن ذلك تنطلق نشاطاتهم الضالة. وقد باشرت الجهات الأمنية بعد التحقق من أوضاعهم وارتباطاتهم القبض عليهم وعددهم (190) مائة وتسعون موقوفًا، وقد قاموا بتكوين أربع خلايا بتنسيق مع قيادات التنظيم في الخارج، من خلال الموقوف هادي قطيم الشيباني، وحدد لكل واحدة منها دورها، حيث تشترك مهام اثنتين منها في الرصد الميداني للمواقع المستهدفة، سواء أكانت مساجد أو منشآت حكومية أو رجال أمن، وتولى ذلك كل من الموقوفين: ماجد مصطفى النافع معن محمد الشبانات عبدالإله الموسى عبدالسلام سعد معجب بوراس محمد منصور المناع عمر عبدالعزيز الدخيل عبدالله عبدالرحمن الهياف خالد عبدالكريم الحسين سلطان عبدالله الحسين محمد عبدالعزيز محمد القصير وتابع، تولّت "الخلية الثالثة"، تجهيز الانتحاريين وإعدادهم، ومنهم الموقوفون: إبراهيم عبدالعزيز الحسين يزيد زيد القعود يزيد منصور القحطاني يزيد صالح المنيع المنتحر صالح بن عبدالرحمن صالح القشعمي المنتحر خالد عايد الشمري أحمد فايع أحمد آل طالع العسيري ولفت إلى أنَّه "تولت هذه الخلية مهمة نقل المنتحر صالح القشعمي، صباح يوم الجمعة 4 / 8 / 1436ه إلى القطيف، والتوجه به بعد مساعدته في ارتداء الحزام الناسف إلى المسجد المستهدف، وابتعادهم بعد إنزاله هناك، وعودتهم بعد الجريمة إلى مكان وقوعها، كبقية المتجمهرين وتصويرها، وكذلك نقلهم للمنتحر خالد الشمري إلى الدمام، وإنزاله في مواقف السيارات لتنفيذ عمليته". وأردف أنَّ "الخلية الرابعة"، كانت مهمتها تصنيع الأحزمة الناسفة، وعناصرها هم كل من الموقوفين: هادي قطيم الشيباني ماجد مصطفى النافع عمر عبدالعزيز الدخيل معن محمد عبدالله الشبانات عبدالرحمن إبراهيم السحيم وتابع "من الإجراءات الأمنية في الضبط والمتابعة وفحص المضبوطات ونتائج المعمل الجنائي تم بعد توفيق الله إحباط عمليات إرهابية مروعة خطط لها التنظيم الضال في الأيام الفاضلة، والبعض منها حدد تنفيذها في يوم الجمعة التاسع من شهر رمضان المبارك، لتتزامن مع عمليات التنظيم الإرهابية التي نفذت في دول أخرى"، ومن العمليات التي تم إحباطها: 1- عملية انتحارية باستخدام الأحزمة الناسفة تستهدف الجامع التابع لمبنى قوات الطوارئ الخاصة بالرياض، الذي يستوعب ثلاثة آلاف مصل، وذلك في يوم الجمعة 9 / 9 / 1436ه ، استغلالاً لتواجد المنسوبين لأداء الصلاة فيه ، بهدف إيقاع أكبر قدر من الضحايا. 2- عمليات انتحارية كانت تستهدف عددًا من المساجد بالمنطقة الشرقية، بشكل متتابع في كل يوم جمعة، يتزامن معها عمليات اغتيال رجال أمن من العاملين على الطرق، وكان الترتيب الزمني لتنفيذ العمليات الانتحارية وفق التواريخ الآتية: الجمعة الموافق 18 / 8 / 1436ه، الجمعة الموافق 25 / 8 / 1436ه، الجمعة الموافق 2 / 9 / 1436ه، الجمعة الموافق 9 / 9 / 1436ه، الجمعة الموافق 16 / 9 / 1436ه، الجمعة الموافق 23 / 9 / 1436ه، وهو ما تزامن مع أحداث الكويت وتونس. 3- التخطيط وإجراء مسوح ميدانية لمقرات إحدى البعثات الدبلوماسية لاستهدافها والعمل على تحديد مقار سكن عدد من رجال الأمن ضمن مخطط لاغتيالهم. 4- عمليات تستهدف منشآت أمنية وحكومية في محافظة شرورة، وإقامة معسكر لهذا الغرض داخل صحراء شرورة، لتلقي التدريبات العسكرية المختلفة فيه، والتواصل والتنسيق لتلك العمليات مع العناصر المطلوبة في اليمن. وأبرز أنّه فضلاً عن المتورطين مباشرة في هذه العمليات الإجرامية، فقد تمكنت قوات الأمن بفضل الله من النفاذ إلى البنية التحتية لهذه الخلايا، عبر توقيف العناصر الداعمة، وتلك التي تعمل على نشر الفكر المنحرف عبر شبكة الإنترنت، وتجنيد العناصر، ونشر الدعاية المضللة وعددهم 144 موقوفًا، وتم من خلال ذلك التعامل مع أصحاب المعرفات التالية: -المعرف "داعشي وافتخر". -المعرف "بعت الدنيا". -المعرف "جنون الاستشهاد". -المعرف "جليبيب الجزراوي". -المعرف "غربه 4". -المعرف "طويلب علم". -المعرف "حزام ناسف"، المستخدم من طرف الموقوف علي محمد علي العتيق، الذي ضبط في منزله، معملاً لتصنيع المتفجرات ومواد مختلفة تستخدم لذلك الغرض. وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط عدد من الوثائق والأجهزة ووسائل الاتصال ومواد متفجرة، هُرّبت من الخارج، وأسلحة وذخائر، وقد استشهد في تلك العمليات الأمنية ضد تلك الخلايا 37 سبعة وثلاثون، ما بين رجال أمن ومواطنين، كما أصيب مائة وعشرون ما بين رجال أمن ومواطنين، كما قتل في هذه العمليات ستة إرهابيين. ولاتزال المتابعة الأمنية والتحقيقات تواصل إجراءاتها، بغية كشف وتوقيف كل من له صلة بهذه الأنشطة الإجرامية، وسوف يتم الإعلان عما يستجد في حينه. ومن جانبه، كشف اللواء التركي أنَّ الموقوف هادي الشيباني يمثل صلة الارتباط بين القيادة الخارجية والانتحاريين، مبرزًا أنَّ "داعش ليس مجرد عصابة بل واجهة لدول تستهدف المملكة". وأشار إلى أنَّ "الشبكات الاجتماعية مصيدة داعش وسمه القاتل، إذ يغرر بالشباب الصغار، استثمارًا لعواطفهم وظروفهم، من خلال مفهوم الجهاد في سبيل الله، ويجند كل منتسبيه عبر مواقع التواصل الاجتماعي". وأكّد أنَّ "اللحمة العفوية الطاغية هي الرد الأقوى على الإرهاب، والمرتكز الأساسي في المحافظة على الأمن والاستقرار". وشدّد على أنَّ "إغلاق تويتر ليس حلاً لمواجهة الإرهاب"، مبرزًا أنَّ "القوّات الأمنية، ووزارة الداخلية، تشارك العوائل حماية فلذات أكبادهم من مصير أسود". ودعا التركي المواطنين إلى الاتّصال على الرقم 990، الذي يشكّل بوابة للإبلاغ عن كل حالة مريبة، لافتًا إلى أنَّ "مسؤولية الجميع قطع الطريق على زارعي الفتن".