الوجوه الجديدة تنقذ مسلسلات الكبار رغم أن جرعة الكوميديا فى دراما رمضان كانت تتزايد فى السنوات الماضية، عاماً تلو الآخر، خاصة مع ظهور مسلسلات «الست كوم»، إلا أن هذا العام تقلصت هذه الجرعة كثيراً وغاب عدد كبير من نجوم الكوميديا عن السباق مثل الفنان محمود عبد العزيز ومحمد هنيدى، ومحمد سعد، وهانى رمزى، وأشرف عبد الباقى، حتى الأعمال النسائية التى كانت تقدم عبر مجموعات نسائية على طريقة ماجدة زكى وانتصار ولقاء الخميسى أصبحت غير موجودة أيضاً. وعلى استحياء تشارك أربعة مسلسلات كوميدية هذا العام هى «أستاذ ورئيس قسم» للفنان عادل إمام، «وش تاني» للفنان كريم عبد العزيز، و«لهفة» للفنانة دنيا سمير غانم»، و«الكبير قوى» للفنان أحمد مكى واختفت مسلسلات «الست كوم» تماماً من الساحة الفنية. أسباب كثيرة كانت وراء عدم وجود الكوميديانات منها عدم وجود النصوص المناسبة مثل الفنان هانى رمزى الذى كان ينوى تقديم عمل كوميدى وتراجع لعدم اقتناعه بأى عمل ليقدمه، بالإضافة إلى أنه كان يرغب فى تقديم عمل بميزانية كبيرة ولم يجد منتجين، وكذلك محمد هنيدى فضل الغياب لأن العمل الدرامى يتطلب مجهوداً كبيراً منه، ويرغب فى الحصول على فترة راحة بعد كل عمل فنى يقدمه وجاءت هذه الفترة من نصيب وقت اختيار وتصوير الأعمال الرمضانية، والفنان محمد سعد انشغل بفيلمه الجديد «حياة مدلدلة»، المنتظر عرضه قريباً، وكان له مشروع فنى فى رمضان، لكن الاختلاف على الميزانيات جعله يقوم بتأجيل المسلسل للعام المقبل، وغيرهم الكثير منهم من كانت لديهم ظروف إنتاجية غير ملائمة، أو نصوص غير مناسبة. ويبدو أن نجوم الكوميديا مثل عادل إمام وكريم عبد العزيز وأحمد مكى شعروا بالقلق من استمرار جماهيريتهم ككوميديانات، خاصة أن المسلسل الكوميدى أصبح أمراً فى غاية الصعوبة لأسباب كثيرة ومتعددة، لعل أهمها أنه يحتاج إلى تشويق وإفيهات كوميدية جديدة عبر 30 حلقة، وهو ما يعادل 30 فيلماً سينمائياً، فقرروا الاعتماد على الوجوه الجديدة أمثال الفنان الشاب محمد عبد الرحمن الذى شارك فى العديد من الأعمال الفنية، والذى يقوم بدور سائق التاكسى الملازم لعادل إمام طوال أحداث المسلسل، ومحمد أسامة الشهير ب«أوس أوس»، وعلى ربيع الذى يشارك فى ثلاثة أعمال دفعة واحدة هذا العام هى «لهفة» و«أستاذ ورئيس قسم» و«مولانا العاشق»، ورغم أن الفنانة دنيا سمير غانم فضلت أن تستقل بذاتها فى أول تجربة درامية، لم تكتف بنفسها فى الكوميديا والضحك واعتمدت أيضاً على نفس الثلاثى ليشاركوها الإيفيهات، ومن الوجوه التى حصلت على نصيب كبير من الاهتمام أيضاً هذا العام هو الفنان أحمد فتحى، وبعد أن انفصل عدد كبير من الفنانين الشباب عن تجربة الفنان أحمد مكى فى الكبير قوى، مثل هشام إسماعيل صاحب شخصية «فزاع»، وحاول مكى الاعتماد على مجموعة من الوجوه الشابة أيضاً لاستغلالهم فى زيادة جرعة الكوميديا أيضاً إلا أنه لم يوفق. وأكدت الناقدة خيرية البشلاوى أن الراية لا تسلم ولكنها تنتزع لأن التجديد هو من يجذب الجمهور، والجيل الجديد مثل هذه الأسماء سواء على ربيع أو محمد عبد الرحمن إلخ استطاعوا جذب الجمهور إليهم بسبب ما يطرحوه من إيفيهات كوميدية ومساحات للضحك، والجمهور متجاوب معها بشكل كبير وذهب إليهم إلى المسرح حينما كانوا يقدمون «تياترو مصر» لذلك فإن جماهيرتهم التى صنعوها من هذا العمل ساعدتهم كثيراً فيما وصلوا إليه هذا العام. وأضاف الناقد خالد محمود أنه لا يستطيع الجزم بأنه يمكن لجيل الشباب الجديد مثل على ربيع ومحمد عبد الرحمن أو أحمد فتحى سحب البساط من تحت أقدام نجوم الكوميديا مثل كريم عبد العزيز وأحمد مكى وعادل إمام حتى لو تصدروا الأعمال الدرامية هذا العام فهم نغمة فنية حلوة لديهم خيال ولمسة فى أعمالهم، ولديهم الإمكانيات التى بها يمكن أن يتميزوا بها عن الجيل الذى قبلهم. أما الناقدة ماجدة خير الله فقالت الكبار هم من يسحبون أنفسهم من على الساحة بسبب تكرار أنفسهم فى أعمال لا تقدم جديداً للجمهور، سواء فى الإيفيهات أو الأدوار على عكس جيل الشباب الذى يسعى لتقديم كل شىء بشكل غير تقليدى، لأن البطل عندهم هى الفكرة التى تعتمد على الخيال.