ناقش ملتقى الفكر الإسلامي الثالث والعشرون، أمس الجمعة، موضوع: "أخلاقنا إلى أين ؟؟". وفي بداية اللقاء قال الدكتور حامد أبو طالب، عميد كلية الشريعة السابق: "إن قضية الأخلاق قضية مصيرية، ولا شك أن الأخلاق تساوي الإسلام، فإذا نظرنا إلى العبادات وجدنا أن هدفها الأسمى تقويم الأخلاق، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، والزكاة تطهر النفس من أضرار الشح والبخل، والصيام يربي على التقوى، فكل العبادات هدفها تصحيح الأخلاق، وهذا ما أكده الرسول (صلى الله عليه وسلم) حيث قال: ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )، مشيرًا إلى أن الأخلاق تضبط تعامل العبد مع ربه ومع الخلق جميعًا، وفي ختام كلمه شدَّد على دور الأزهر والأوقاف في التركيز على الأخلاق وسبل تقويمها". ومن جانبه أشار الدكتور محمد الشحات الجندي، الأمين الأسبق للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إلى أن هناك آفات اجتماعية سببها التردي الأخلاقي الذي أدي بدوره إلي أمراض اجتماعية، مبينًا أن تراجع الأخلاق مرض ديني واجتماعي يحتاج إلى معالجات بناءة حتى يستقيم حال المجتمع، مشيرًا إلى أننا يجب أن يكون لدينا استعداد لتغيير السلوكيات المجتمعية الخاطئة، ونشر القيم التي تحفظ الفضائل كالعدل والمساواة، فالنبي (صلي الله عليه وسلم) قال: ( لينوا في أيدي إخوانكم) فلابد أن نطور بشكل من التآلف والترحم. من جهته أكد عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق أن العبادة الحقيقية تعني التحلي بمكارم الأخلاق، وأن التدين ليس هو مجرد العبادة وحدها، فداعش تدعي التدين دون التحلي بأدنى درجات الأخلاق، موضحًا أننا نحتاج إلى الفهم الصحيح للدين، والقضية تبدأ من التعليم ثم الإعلام، مشيرًا إلى أن الانحراف الأخلاقي لم يقتصر على العشوائيات فحسب، بل شمل المجتمعات المتحضرة أيضًا، فالتربية هي القضية الأولى التي تحتاج إلى معالجة، والتدين الحقيقي هو التدين الأخلاقي.