أشار موقع المونيتور الإلكتروني للتحليلات الاستراتيجية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مستاء من النصر الذي حققه في 15 يونيو الجاري، الأكراد السوريون ومقاتلو المعارضة على مقاتلي داعش في مدينة تل أبيض السورية القريبة من الحدود التركية. في هذا السياق، كتب المحلل السياسي التركي فهيم طستيكين، أن غضب أردوغان إزاء عملية طرد داعش من المنطقة، بدا واضحاً، عندما قال: "إن الغرب الذي يقصف العرب والتركمان في تل أبيض من الجو يعمل وللأسف، على إحلال التنظيمين الإرهابيين، لحزب الاتحاد الديموقراطي، وحزب العمال الكردستاني بي كي كي في مكانهم". بحسب "24". صعوبة فهم وفي حين قد يصعب على معظم المراقبين فهم كيف يمكن اعتبار هزيمة داعش من قبل قوات سورية لا إسلامية وغير حكومية أمر سيء، فإن ردود أفعال الرئيس التركي تتناغم فعلياً مع سياساته، إذ كان لأردوغان ردود أفعال مشابهة أثناء حصار داعش لمدينة عين العرب (كوبان) العام الماضي. وبرأي محللين، ساهمت سياسات أردوغان حيال الأزمة السورية والأكراد بتراجع حظوظ حزبه العدالة والتنمية، الذي خسر الأغلبية المطلقة في الانتخابات البرلمانية. وأضاف طستيكين "ادعى أردوغان أن الأكراد احتلوا مناطق هجرها العرب والتركمان خلال القصف الجوي من قبل قوات التحالف الغربي، وفي سبتمبر وأكتوبر 2014، عندما كان داعش يحاصر كوباني، أغضب أردوغان الأكراد عندما صرح وكأنه ينقل أخباراً سعيدة أن كوباني على وشك السقوط، وربما قد يفسر هذا خسارته الكلية لأصوات المناطق الكردية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، واليوم يطرح سؤال هام حول السبب الذي يجعل أردوغان يبدو مهتماً بشأن هزيمة داعش في تل أبيض". مطلب أمريكي ويشير الكاتب إلى ما قاله الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في 8 يونيو، بأن تركيا مطالبة ببذل جهد أكبر للحد من تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا عبر الحدود التركية. وقال أوباما: "علينا تحقيق المزيد من التقدم بوقف تدفق المقاتلين الأجانب، ما زلنا نحارب آلاف المقاتلين الأجانب الذين يتدفقون نحو سوريا، ومن ثم يصلون إلى العراق، ولا يمكن منعهم جميعاً من الوصول، ولكن يمكن منع معظمهم بمراقبة الحدود التركية السورية، بشكل أكثر فعالية وكفاءة، وفي هذا المجال، سعينا للتعاون مع السلطات التركية التي تعترف أن تدفق المقاتلين يمثل مشكلة، ولكنها لم تعزز قدراتها بما يكفي لمحاربة هذه الظاهرة". ولفت انتباه أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية، الرئيس التركي السابق عبد الله غول، كيف أن سياسات أردوغان المسببة للخلافات، على كل من الساحة الدولية والداخلية، أثرت على تراجع شعبية الحزب. وكشف كتاب صدر مؤخراً من تأليف أحمد سيفير، المتحدث باسم غول، عن خلافات الرئيس السابق مع أردوغان، التي قد تؤذن بعودة غول للعمل السياسي. ورأى المحلل السياسي التركي سميح إيديز بأن عودة غول المحتملة للعمل السياسي قد تساعد في معالجة عدد من القضايا التركية.