هدد رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، بإغلاق هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، طبقا لأحد كبار الصحفيين في المؤسسة الاعلامية الشهيرة. وقال المحرر السياسي في الشبكة البريطانية، نيك روبنسون، إن كاميرون أطلق هذه التهديدات للصحفيين من على ظهر حافلة الدعاية الانتخابية لحزب المحافظين قبل الانتخابات العامة. وقال روبنسون انه غير متأكد ما إذا كان رئيس الوزراء يمزح أو يتحدث بجدية، مؤكدا أن العاملين في البي بي سي اعتبروها أنها نوع آخر من الضغط الواقع عليهم. وقال روبنسون لصحفية "الجارديان" البريطانية إنه بينما كان على ظهر الحافلة، وصف كاميرون تحقيق صحفي للبي بي سي على أنه "هراء" قبل أن يضيف "سأغلقها بعد الانتخابات". وأضاف "ما يهم حقا هو تأثيره على الآخرين. بعض الناس في الحافلة اعتبروها مزحة لكنهم عموما لم يعملوا في هيئة الاذاعة البريطانية. العاملون في البي بي سي نظروا اليها على أنها نوع آخر من الضغط عليهم". يذكر أن شخصيات كبيرة في حزب المحافظين اتهموا "البي بي سي" بأنهم متحيزين "لليسار" في تغطيتها للانتخابات العامة. وفي أعقاب الانتخابات العامة في مايو، التي فاز بها حزب المحافظين، تم تعيين "جون ويتينجديل" وزيرا للثقافة ومسؤولا عن اعادة التفاوض بشأن الميثاق الملكي للشبكة البريطانية، الذي يشكل دستور الشبكة وينتهي بحلول نهاية 2016. كان وزراء بريطانيون سابقون قد اتهموا حكومة ديفيد كاميرون بالتدخل السياسي في عملية البحث عن رئيس جديد لمجلس امناء البي بي سي، قبل بدء المفاوضات الحاسمة بشأن تجديد الميثاق الملكي الذي يحدد أهداف المؤسسة الإعلامية العريقة ويصون استقلالها. وزعمت مصادر بأن زعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون قال لويتينجديل بأن عليه تسوية الأمر في "البي بي سي". وقال روبنسون بأن التعليقات التي تم ادلاءها سرا وعلانية من قبل وزراء حزب المحافظين بمن فيهم، ساجد جاويد، وزير الثقافة السابق، تضيف إلى مخاوف العاملين في المؤسسة. ومع ذلك، فإن الصحفي في البي بي سي، الذي يتعافى حاليا من جراحة لازالة ورم في الرئة، قال إنه لا يعتقد أن حزب المحافظين يريدون اغلاق المؤسسة.