**التطبيقات العلاجيّة لِطاقَة المَاء** *التداوى بالماء الساخن.... هناك شيئ مُمَيّز بشأن الماء الساخن ، اللحظة التى تدخل فيها بجسمك إلى مغطس مليئ بالماء الساخن تشعر بتلك اللحظة السحرية بالتحرر من القلق والتوتر والإحساس بالأمان ، شعور إنسانى تتشارك فيه مختلف الثقافات ، الينابيع الحارة الطبيعية ما أن تم إكتشافها حتى تم قصرها على أصحاب الحظوة ، والتى تحولت فى عصرنا الحديث لتكون مراكز للإستشفاء ففيها يكمن سر إسترجاع الشباب وإزالة أعراض الشيخوخة ، مع نهاية القرن ال 19 وبدايات القرن العشرين شاع أنها مفيدة لعلاج مرض السّل ، والآن تم تجاهل قدرات تلك المراكز على الإستشفاء وأصبحت مظهراً للتفاخر دون الإلتفات للتطبيقات العلمية لها ، مع ظهور حركة المدنية الحديثة أصبحت إمكانية توافر مغطس الماء الساخن بكل منزل شيئاً إعتيادياً ، كيف بإمكانك الإستفادة من المغطس/البانيو ذى الماء الساخن الموجود بمنزلك علاجياً بجانب كونه وسيلة للراحة والرفاهية ؟ *ما الذى تشعر به عند تجربة الماء الساخن ؟ عندما يُلامس جسمك الماء الساخن سواءً من الرذاذ المائى أو المغطس/البانيو فإنك جسمك يأخذ عدّة لحظات ليعدل حرارته لتتوافق مع درجة حرارة المياه الجديدة التى تلامسه ،وخلال تلك الللحظات القليلة فإنك تتعرض لزيادة مؤقتة فى ضغط الدم حيث أن الدورة الدموية تنشط للتجاوب مع البيئة الجديدة التى تواجدت فيها ، الدم يهرع إلى الجلد والذى تم تسخينه بالماء الساخن والذى - الماء الساخن- يتسبب فى تمدّد وتوسّع الأوعية الدموية والتى يندفع الدم من خلالها ليصل إلى الأنسجة الرقيقة الموجودة تحت الجلد جالباً معه الأكسجين ، وجالبا معه المزيد من الشعور بالراحة بسبب توسّع المزيد والمزيد من الأوعية الدموية الموجودة تحت الجلد ، وحتى أكثر العضلات أو الأربطة تضرراً بفعل إصابات الملاعب تبدأ فى الشعور بزوال الألم عنها والشعور بالإسترخاء ، ومعها شعور كبير منك بالرغبة فى مَطّ جسمك. بتزايد درجة حرارة الماء تتزايد درجة حرارة جسمك وبالتالى يزيد إستهلاك جسمك من الأكسجين وبالتبعيّة حرق والتخلص من النفايات بالدم ،زيادة ضربات القلب والتنفس ،وهى كلها ردات فعل من جسمك تجاه الماء الساخن من شأنها التخلص من نفايات الميتابوليك ، عندما تبدأ فى التعرّق خاصةً فى وجهك فهى البداية لتشعر بالإسترخاء عبر جسمك بأكمله. *آلام الظهر ، إلتهاب المفاصل ، تشنجات العضلات ، إلتواء العضلات ، تصلّب العضلات ، إصابات الكدمات ، الخدوش ، كلها آلام تزول آثارها بمجرّد تعرض المنطقة المُصابة للماء الساخن. *أمراض (غير مُناسب) التعرض معها للماء الساخن ، لاحظ أن الماء الساخن أيضاً غير مُناسب للرضّع والأطفال الصغار.... الحُمى الشديدة ، مُضاعفات أمراض القلب الحادّة ، النزيف الحادّ ، الجروح المفتوحة ، التقرحات ذات الرؤوس ، الإلتهابات الجلدية الحادة ، الطفح الجلدى المُعدى ، مرضى الأوعية الدموية ، تشوهات مراكز الجهاز العصبى للإحساس بالحرارة (عيب بالولادة) ،مرضى سَلَس البول ، داء الكلب ، أورام خبيثة-سرطانية نشطة. ** ماهى المحاذير التى عليك وضعها فى حسبانك قبل التعرض للعلاج بالماء الحار؟ راجع طبيبك المُعالج واحرص على وجود شخص مُؤهل علمياً قبل أن تبدأ كورس العلاج بالماء الحار وتاريخك المرضى إن كنت تعانى من أحد تلك الأمور... الحَمْلْ/سيّدة حامل ، إصابة حادّة ، غياب/فقدان الشعور بالإحساس العصبى بسبب مشاكل فى مراكز الإحساس ، نقص ضغط الدم/إنخفاض ضغط الدم ، مرضى القلب أو من لهم تاريخ سابق بأمراض القلب ، مرضى السّكرى ، المُقعدين أو أصحاب القدرات الحركية الخاصة ، من لديهم خلل فى حاسة الإتزان. **تهيئة عناصر حمام الماء الساخن.... التعرض للحرارة وتحمّلها بشكل مُناسب للجسم يختلف من جسم لآخر ومن شخص لآخَر ، تحمّل الحرارة الزائدة أو تعريض نفسك للغلى بماء ساخن أو لسلخ جلدك بماء ساخن ليس شيئ تتباهى به ! تذكر أن الماء الساخن له تأثيرات فسيولوجيّة جسديّة سريعة وعليك أخذ تلك التأثيرات فى حسبانك ، التعرض للماء الساخن عند الإستحمام يؤدى لتخفيض ضغط الدم لذلك قد تشعر بالدوار أو الزغللة وعليك أخذ إحتياطاتك بالتأكد أين تضع قدميك بالضبط داخل أو خارج المغطس/البانيو ، إن شعرت بتلك الزغللة أو دوار فى رأسك فاجلس فوراً وتأكد من إسترجاعك لإتزانك وبرود جسمك قبل أن تبدأ فى الوقوف على قدميْك من جديد ، إحرص على وجود كوب نحاسى أو بلاسيتيك من الماء للشرب عند شعورك بالعطش (ليس زجاجى قابل للكسر) ومنشفة لمسح التعرق عن وجهك. الطب البديل ينصحك بوضع أعشاب الكاموميل أو النعناع فى مغطس المياه الحارة الذى سوف تستحم فيه ، الكاموميل أو النعناع كلاهُما له تأثير مفيد للجلد ولا يتسبب فى إلتهابات أو جفاف فى الجلد كما يحدث عند إستعمال الصابون أو المعطرات الصناعية أو صانعات الرغوة التجارية المؤذية للجلد. *المغطس/البانيو والدش الرذاذ كلاهُما يجعل أرض الحمام زلقة ورغم الإستخفاف الشديد من الكثيرين إلا أن الأكثر حرصاً وثباتاً مُعرّض للزحلقة والوقوع على شيئ مؤذى أو بطريقة مؤذية مُعرّضاً أكثر أجزاء جسمه لخطر كبير ، لذا قم بعمل معروف بنفسك وتأكد من وجود سجاد مَاصّ للماء أو سطح مطاطى على أرضيّة الحمام لزيادة تثبيتك على الأرض ،كرسى صغير تستريح عليه إن شعرت بالدوار،عدم وجود أغراض زجاجيّة أو حادة ،عدم وجود مصادر أو أجهزة للكهرباء مُعرّضَة للماء ولها إمكانية الوصول لك ، وجود قضيب بجوار المغطس-البانيو أصبح شائعاً تركيبه الآن خاصةً لكبار السن المعرضون للدوار- الدوخة تحت تأثير بخار الماء الساخن وربما كان هذا القضيب سبباً فى إنقاذ الكهل،الشاب،المرأة من سقطة مؤذية ،هذه المصاريف لإعداد حمامك قد تبدو زائدة لكنها طويلة العمر وتستحق ماتضعه فيها من أموال فهى بوليصة تأمينك ضد سقطة مُؤذية ، لك ولأسرتك وأحفادك من بعدك. بعد كل جلسة تداوى بالماء الساخن إحرص بألا تتعرّض لرعشة برد بسبب تعرضك لتيار هواء بعد خروجك من الحمام ، إن كانت جلستك داخل الحمام لمدة ساعة فتأكد من مكوثك لمدة ساعتيْن ونصف بمكان مغلق بعد خروجك من الحمام حتى يهدأ جسمك وتبدأ مسام جلدك فى الإنغلاق من جديد ، هذا يعنى فوطة قماشيّة ماصّة للماء ملفوفة جيّداً حول جسمك ورقبتك ورأسك طوال فترة رجوع جسمك لحالته الطبيعيّة. ليست كل الدول تملك رفاهية الماء ، مدن صحراوية فى بلاد المغرب العربى أو الأردن تزداد فيها قيمة قطرة الماء الثمينة للغاية ، تركيب مُقيّد تدفق الماء على مُسدّس رذّاذ الماء أمرٌ شائع فى المدن الصحراويّة ،فلاينطلق الماء إلا مع كل ضغطة (مش مفتاح حنفيّة زَىّ عندنا) هذا مفيد لكيلا تُسرف وتطغى على كمية الماء التى تستخدمها والدتك أو زوجتك فى المطبخ أثناء إستحمامك ، منشفة/فوطة اليد بالإمكان غمرها بالماء الساخن ثم لفها على كتفيْك/حول عنقك لتقوم بتدليك نفسك بالماء الساخن وبالمنشفة وفى نفس الوقت تكون قد وفّرت الماء الثمين. البديل الثانى هو مسدّس رذّاذ الماء الحديث ويتم تركيبه بسهولة ومتوفر بالأسواق ، توجد دائرة ثقوب على الرذاذ والتى يخرج منها الماء فتتسع أو تضيق عندما تلف الدائرة فتزيد المياه أو تقل حسب حركة دائرة الثقوب (نفس فكرة علبة الملح والفلفل) و فى نفس الوقت يكون تدفق الماء مُستمر دون إنقطاع.
** خطوات الإستحمام الروتينى فى الطب البديل لعلاج الصداع ، آلام العنق ، وفقرات الدّسك القَطَنِيّة (أسفل العمود الفقرى)..... 1-قم بتعديل درجة حرارة الماء بيدك قبل أى شيئ حتى تصل للحرارة التى يستسيغها جسمك ، ركّز ذهنك على الإسترخاء وتفريغ التوتر ، تنفّس بعمق ، إبدأ برشّ الماء على ظهرك وعنقك من الخلف بالمسدس الرذّاذ ، إن أردت توفير المياه فبلل قطعة المنشفة بالماء الساخن وضعها حول عنقك وأبدأ بتديلك عنقك وأعلى ظهرك/كتفيك من الخلف ، خصص لتلك العملية (الرشّ بالدّش الرذّاذ أو المنشفة) دقيقة إلى ثلاثة دقائق لتبدأ فى الشعور بسحر الماء الساخن يتدفق إلى جسمك. 2-بنفس الوضعيّة واقفاً كنت أم جالساً إبدأ بتسليط بعض الضغط اللطيف الخفيف المائى /أو بالمنشفة على المفاصل خلف الركبتين/الكوعين ،الأرداف والأماكن الحساسة لمدة دقيقة أو دقيقتين. 3-قم برفع كتفيْك لأعلى (أتوماتيكياً مع الشهيق) وثبت نفسك لمدة 60 ثانية ثم إرجع للوضعية العادية ببطء (أتوماتيكياً مع الزفير) ، إسترح لدقيقة ثم إرفع كتفيك لأعلى من جديد لمدة 60 ثانية واثبت عالياً ، ثلاث مرات، كن حريصاً على رأسك مرفوعاً وليس مائلاً للأمام أو لأحد الجانبيْن. 4-قم بعمل ثلاث داوئر بكتفيْك للأمام (حركة الدوائر كتفك عجلة تدورللأمام) ، وثلاثة دوائرأخرى بكتفيْك للخلف (حركة الدوائر كتفك عجلة ترجع للخلف) ، خصص 12 ثانية لكل دائرة واحدة فقط.(المجموع ستة دوائر). 5-قم بعمل ستة دوائر بحركة رأسك الدائريّة (كأن رأسك ترسم دائرة) ، كن بطيئاً فى حركة رأسك لتُعطِ الفرصة لفقرات العنق بالشعور بالراحة مع الماء الساخن الذى يبللها ، واسترح بعد كل دائرة تنتهى منها. *إنتهى حمامك ، عليك أن تنشف نفسك جيّداً وتلف نفسك بمنشفة تغطى عنقك وشعرك، لاتخرج قبل أن تتأكد من عدم وجود تيار هواء أو شباك مفتوح ، قم بارتداء ملابسك العادية بعد مُضى ضعف المُدة التى قضيتها فى حمامك. **المصدر: كتاب التداوى بالماء للدكتور/راجيف شارما.