قالت وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم الجمعة، إن الهجمات الإرهابية على مستوى العالم زادت بأكثر من الثلث، وإن قتلاها زادوا بنسبة 81% في 2014، وهو العام الذي شهد أيضاً بروز تنظيم داعش، وتراجع تنظيم القاعدة كأكبر جماعة جهادية متشددة. وسجلت الوزارة في تقريرها السنوي عن الإرهاب تدفقاً لم يسبقه مثيل للمقاتلين الأجانب إلى سوريا، بتأثير مواقع التواصل الاجتماعي غالباً، وأشارت إلى أنهم جاءوا من خلفيات اجتماعية متنوعة. ويشير هذان الأمران معاً إلى تحد حقيقي من جانب الجماعات المتشددة على مستوى العالم للولايات المتحدة وحلفائها، رغم الضربات الشديدة التي وجهت للقاعدة، التي دبرت هجمات 11 من سبتمبر 2001 في واشنطن ونيويورك. طفرة إرهابية وقال التقرير إن قادة القاعدة "بدا أنهم فقدوا قوة الدفع كقائد لحركة عالمية في وجه التوسع السريع لداعش، وإعلانه قيام دولة الخلافة". وفي يونيو العام الماضي، شن التنظيم هجوماً من قاعدته في سوريا، استولت خلاله على أجزاء واسعة من العراق، ولا تزال تسيطر على كثير منها. ورد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بضربات جوية في العراقوسوريا وبرنامج لتدريب قوات الأمن العراقية، واستمر أيضاً في توجيه الضربات الجوية إلى المشتبه بأنهم متشددون على مستوى العالم وقتلت إحدى الضربات هذا الأسبوع نائب زعيم القاعدة. وذكر تقرير وزارة الخارجية الأمريكية الذي يغطي السنة الميلادية 2014 إن عدد الهجمات الإرهابية بلغ 13463 هجوماً بزيادة 35% على 2013 أسفرت عن سقوط 32700 قتيل بزيادة 81%. وأضاف أن أكثر من 9400 شخص خطفوا أو احتجزوا رهائن بأيدي المتشددين، وهو ثلاثة أمثال المعدل، بالمقارنة بالعام السابق. وهناك مع ذلك أنباء طيبة، حيث انخفض أنشطة التشدد في بعض الدول بينها باكستان والفلبين ونيبال وروسيا. القضاء على بعض "الدواعش" ولكن... وقال التقرير إن الزيادة العالمية في الهجمات الإرهابية راجعة بالدرجة الأكبر إلى الأحداث في ثلاث دول هي العراقوأفغانستان ونيجيريا. وكان داعش قوة فتاكة للغاية في عام 2014، وقال التقرير إن هجوماً وقع في يونيو 2014 على سجن في الموصل بالعراق، وسقط فيه 670 مسجوناً شيعياً قتلى "كان الهجوم الأكثر فتكاً وإزهاقاً للأرواح على مستوى العالم منذ11 سبتمبر 2001". وأضاف التقرير أنه حتى أواخر ديسمبر سافر 16 ألف مقاتل أجنبي إلى سوريا، وهو ما يزيد على معدل أولئك الذين سافروا إلى أفغانستان أو باكستان أو العراق أو اليمن أو الصومال، "في أي مرحلة في العشرين عاماً الماضية". وفي الشهر الماضي قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية إن جيش المقاتلين الأجانب الذين سافروا إلى سوريا زاد إلى 22 ألفاً. وقال التقرير مبرزاً التحدي المعقد الذي تواجهه جهود وقف تدفقهم: "الأفراد الذين جذبهم الصراع في سورياوالعراق جاءوا من خلفيات اجتماعية واقتصادية وجغرافية متنوعة". وفي مؤتمر صحفي عقد في الثامن من يونيو، أقر أوباما بأهمية وقف تدفق المقاتلين الأجانب رغم قول الولاياتالمتحدة إن ضرباتها الجوية قتلت آلافاً من مقاتلي داعش. وذكر بوش أن الضربات قضت على كثير من مقاتلي داعش، لكن "حلول آخرين محلهم لن يحل المشكلة على المدى الطويل".