يحل شهر رمضان الكريم كل عام ويأتي معه النفحات الإيمانية وأعمال الخير التي يتسابق لأجلها المسلمون، للفوز بثواب الشهر الكريم، ففي جانب من مشاهد العطاء والخير، تشهد شوارع الإسكندرية تنظيم موائد الرحمن بمساحات واسعة، لأجل البسطاء والمحتاجين، وذلك بتنظيم من الجمعيات الخيرية التابعة لكبرى المساجد في المحافظة. "المائدة تستوعب أكثر من 100فرد، وقادرين على سد الاحتياجات إذا زادت الأعداد" هكذا تحدث محمد مرسي مسئول الجمعية الخيرية لمسجد علي ابن أبي طالب بمنطقة سموحة المشهرة برقم 391، مشيراً إلى أن تلك الجمعية تقوم بتنظيم مائدة رحمن كبرى كل عام لجميع الأسر البسيطة والمحتاجة، بتقديم أفخر أنواع المأكولات يومياً، وأن ذلك يأتي ضمن نشاط الجمعية التي تقوم برعاية الأسر المحتاجة والمرضى، بإنشاء دار أيتام، حضانة، وتأهيل لذوي الاحتياجات الخاصة. وأضاف أنه تم تجهيز أكبر غرفة بالجمعية لكي تكون مطبخ مزود بكافة الأجهزة والثلاجات، لحفظ الطعام، وتكليف طباخ مخصوص لتقديم الأكل الجيد، وأن الجمعية تفتح أبوابها للمتبرعين سواء تبرعات نقدية أو عينية، وأن مائدة مسجد "علي أبن أبي طالب" الوحيدة بمنطقة سموحة التي تقوم بأعمال خيرية، بعد أن كانت المنطقة الشمالية العسكرية تقوم بتنظيم مائدة كبرى قبل الثورة، وأن المائدة تقدم المأكولات طوال الشهر بشكل مستمر.
وانتقلت بوابة"الفجر" بعدستها لرصد طاقم الطباخين الذين يقومون بتجهيز أشهي المأكولات قبل ساعات قليلة من موعد أذان المغرب، في أناءات كبرى، لاستيعاب أعداد ضيوف الرحمن. "الأنواع المقدمة في المائدة تكون وفق اختيار الضيوف" هكذا أوضح الشيف "سمير فودة" أثناء إعداده جدول المائدة، وسر اختيار أنواع المأكولات، مشيراً إلى أن الجمعية حريصة على تقديم واجبات مختلفة كل يوم، وأن اختيار الأنواع المقدمة في المائدة تكون وفق اختيار الناس، وأن كافة الإمكانات متوفرة، وأنه يهتم بنظافة المطبخ وطريقة تقديم الطعام، منوهاً إلى أن عدد مساعديه 5 أفراد بينهم 3 مختصين بالنظافة. وأشار إلى أن الجمعية حريصة على تقديم كافة المأكولات بتشكيل جيد ونظيف، يضاهي كبرى المطاعم الخارجية، وذلك لتصحيح الصورة عن موائد الرحمن. وقد تزينت موائد الرحمن المقامة على كافة الأحياء السكانية بالإسكندرية، بالكشافات المضيئة، وأشكال الفوانيس، لاستقبال المحتاجين والبسطاء، في مشهداً مبهج يليق بشهر رمضان الكريم.