ذكر مصدر في الوفد السعودي المشارك في فعاليات منتدى "الجيش-2015" الجارية بضواحي موسكو أن الرياض أبدت اهتماما بشراء المنظومة الصاروخية العملياتية- التكتيكية روسية الصنع "إسكندر- إ". فيما يعد خطوة لتنويع مصادر السلاح فى الجيش السعودى، وإتجاه العرب بقوة نحو السلاح الروسى. فى البداية قال اللواء طلعت مسلم الخبير العسكرى والإستراتيجى إن الرئيس عبد الفتاح السيسى هو أول من إتخذ قرار تنويع مصادر تسليح الجيش المصرى، منذ أن كان وزيرا للدفاع، وسافر إلى روسيا ليتعاقد على صفقات سلاح مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين. وأشار مسلم إلى أنه عادة ما تحذو الشعوب العربية حذو مصر، مثلما قادت ثورة يوليو 52 بزعامة عبد الناصر، حركات التحرر العربى من الإستعمار، وأدخلت السلاح الروسى إلى الجيوش العربية والإفريقية لتتحرر من الإستعمار البريطانى والفرنسى، ثم جاء عبد الفتاح السيسى ليقود تحالفات عربية إستراتيجية جديدة، ويشارك فى عمليات ومناورات عسكرية مع الجيوش العربية، ومن الطبيعى أن يكون هناك إتساق فى تسليح الجيوش التى تشارك فى ضربات وعمليات مع بعضها البعض. وتوقع الخبير العسكرى أن السلاح الروسى سيعود بقوة إلى المنطقة خلال الفترة المقبلة، حيث ينفق بوتين بسخاء على تطوير منظومات السلاح، ويصر على أن يعيد بلاده للتواجد بقوة فى المنطقة، ليؤكد لأمريكا أنها لم تعد القوة العظمى الوحيدة وأن عصر القطب الأوحد قد إنتهى، بدليل علاقات روسيا المتوازنة مع مصر وإيران وإسرائيل وتركيا وسوريا. مشددا على أنه كان هناك خلاف بين السعودية وروسيا بسبب خطاب سعود الفيصل وزير الخارجية السعودى السابق فى القمة العربية، ولكن هذا الخلاف على ما يبدو قد إنتهى، لافتا إلى أن القيادات الشابة التى تتولى وزارتى الدفاع والخارجية فى السعودية، تتجه لإقامة علاقات متوازنة مع دول العالم، وتسعى لأن تناور فى كل الإتجاهات، مضيفا أن السعودية بدأت تتحدى أمريكا منذ أن أعلن الملك عبدالله رحمه الله، دعمه لثورة 30 يونيو فى مصر، وأكمل الملك سلمان فى هذا الإتجاه حينما واصل دعمه للقاهرة من ناحية، ورفض الذهاب للقاء "أوباما" فى كامب ديفيد من ناحية أخرى. وفى سياق متصل قال اللواء أركان حرب دكتور نبيل فؤاد أستاذ العلوم العسكرية إن الملاحظ أن روسيا متقدمة فى نوعيات معينة من السلاح، بينما أمريكا متقدمة فى نوعيات أخرى، كما أن أمريكا تضع قيود على بيع أسلحتها للدول العربية، حرصا على أمن إسرائيل، حيث أعطت الطائرة "إف 15" للسعودية من قبل، ثم أخذوا عليها تعهد يحفظ يحفظ أمن إسرائيل، رغم أنهم أعطوا تل أبيب الطائرة "إف 35" الأولى فى فئتها، أما روسيا فلا تفرض هذه القيود. وأضاف فؤاد إن السعودية ليس عندها صواريخ أرض أرض، بإستثناء نوع صينى حصلوا عليه منذ سنوات طويلة، لأن علاقاتهم مع روسيا لم تكن جيدة، لافتا إلى أن القيادات السعودية من المنطقى أنها درست الموقف وأدركت أهمية أن يكون لديهم أسلحة ردع؛ لأن حدودهم تتعرض لهجمات بالصواريخ من الحوثيين فى اليمن، وهو ما يستلزم أن تسعى المملكة لتحقيق تكامل فى نظم التسلح. وأوضح الخبير الإستراتيجى أن المنطقة الأن تتحول، واليمن لن يعود كما كان، وإيران تحكم قبضتها على المنطقة، و تحاصرها من لبنان إلى سوريا للعراق وحتى اليمن، وهو ما يذكرنا بماقاله "الخومينى" من أنهم سيعملون على تصدير الثورة الإيرانية، وفى البداية كانوا" شغالين" بهدوء، ثم إتجهوا للقوة العسكرية، وتسليح الجماعات والأنظمة الموالية لطهران. وأكد أستاذ العلوم العسكرية على أن السعودية لن تتوقف عن إستكمال منظمومة التسلح لديها؛ بهدف مواجهة التهديدات الجديدة لحدودها، حيث تعرضت نجران وجيزان لقصف حوثى بالصواريخ، وستعمل المملكة على تحقيق توازن وتنوع فى مصادر السلاح؛ لأنها تعلم أن أمريكا لن تعطى العرب صواريخ.