بمرور الزمن وتعاقب السنوات تسأل نفس السؤال المكرر كل عام وتجد من حولك يسأله.. فين رمضان بتاع زمان؟ ! نعم تبدل كل شيء وبمرور السنوات أصبح رمضان شهر صيام فقط أصبح رمضان يأتي في موعده، لاتستغرب فقديماً كان رمضان يأتي قبل موعده بشهر أو أكثر، كنت تجده في فرحتك وأنت تصنع الزينة بيدك وتصمم الفوانيس بأي طريقة كانت، كنت تجده في سلوك الناس وصله الرحم بينهم، تجده في الأسرة الكبيرة التي تتذوق كلها الطعام من كل البيوت، فصينية الكنافة كانت تلف المنطقة وكانت بيوت الجميع مطبخاً لكل الأحباب. في رمضان قديماً كانت أغاني الفرحة بقدومه تسبقه بشهر، وحوي يا وحوي ورمضان جانا أهلا رمضان والمسحراتي وغيرها من الأغاني التي كانت كفيلة بأن تجعل العاصي يفكر سريعاً في التوبة واستقبال الشهر الكريم. كنا نلعب كاطفال وندرس ونستمتع بالصيام ، كنا نتسابق في فعل الخير والمكافآة الكبيرة في لحظة ضرب مدفع الإفطار ونطق أذان المغرب .. وكانت الروحانيات تحيط بك في الشارع في كل مكان فالابتهالات في المساجد والفوانيس في الشوارع والزينة علي الجدران والمنازل حتي التلفزيون رغم قلة القنوات كان الاطعم والأجمل كان الفن فن وبرامج الضحك كانت تضحك من القلب وليست مصطنعة ومدفوعه الأجر. اضحكنا إبراهيم نصر في الكاميرا الخفية وإسماعيل يسري من قبله والحقونا من بعدهم.. استمتعنا بمسلسلات مازلنا تتابعها حتي اليوم.. كانت ألف ليلة وليلة لها طعم ورافت الهجان وليالي الحلمية والحاج متولي وغيرها من المسلسلات الهادفة التي كانت بملاليم وليست بملايين الهدف منها العري وإفساد العام كله وليس شهر العبادة ، كانت الفوزاير لنيلي وفطوطة وشريهان كان عمو فؤاد جزءاً أصيلاً من رمضانيات كل عام .. كانت روائح الطعام تهفهف في اعماقنا وقت الصيام فالجميع كان يتباري في صنع الأطعمة تحسبا للبدل بين الأهل والجيران حتي السحور كان له طعما مختلفا فمسحراتي زمان لم يكن منبه المحمول بل كان الرجل أبو طبلة الذي كان بالفعل يجعلنا نستيقظ علي أنغام دقاته وكلماته اصحي يا نايم وحد الدايم. كل ذلك وجميعنا مازال يبحث عن رمضان بتاع زمان.. لو أردت أن تجده مثلي فعليك أن تقف أمام المرآة اللعينة لتشاهد ماذا فعل فيك الزمان لو أردت أن تعرف الباقي فعليك أن تتذكر وحدك أو تجد من يكمل لك بعد أن غلبتني دموع الحنين وجعلتني عاجزاً عن إكمال مقالي فمازلت أبحث معك عن رمضان بتاع زمان.