نشرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريراً يوثق أبرز المجازر التي تحمل أنماط انتهاكات طائفية أو عرقية في سوريا، والتي ارتكبتها أطراف النزاع، منذ بدء الحرب، وحتى هذه اللحظة. ويشير التقرير الذي يحمل عنوان "محرقة المجتمع"، إلى أنه منذ مارس 2011، وحتى يونيو 2013، تفردت القوات الحكومية، والميليشيات المحلية أو الأجنبية الموالية لها، بارتكاب مثل هذا النوع من المجازر، ونفذت 35 مجزرة تحمل نمط قتل طائفي. ووثق التقرير 56 مجزرة، تحمل صبغة طائفية منذ مارس 2011 حتى لحظة إعداد هذا التقرير، 49 منها نفذتها القوات الحكومية، و4 مجازر نفذتها مجموعات مسلحة، اشتركت فيها فصائل المعارضة المسلحة، وتنظيم داعش الإرهابي، وتنظيم جبهة النصرة.
وأضاف أن "أطرافاً أخرى مثل التنظيمات المتشددة، وقوات المعارضة المسلحة، وقوات الإدارة الذاتية الكردية، دخلت على الخط لتمارس مثل هذا النوع من العنف البدائي بأشكاله الطائفية أو العرقية"، رغم أن التثرير يستدرك بأن "اعتداءات الحكومة وحلفائها تمثل النسبة الأكبر من هذه المجازر، وتبلغ 87% من الجرائم المرتكبة". وقالت الشبكة إن "السلطة السورية سعت عبر أنماط العنف الطائفية إلى استفزاز الطرف الآخر، ليقوم بردة فعل مشابهة، في ظل غياب رقابة المجتمع الدولي، أو تدخل مجلس الأمن لإيقاف هذه المذابح، التي حصل بعضها أمام أعين المراقبين العرب ثم الدوليين. ودفع هذا الصمت بشرائح مجتمعية سنية معارضة إلى التشدد، وتعريف نفسها والصراع القائم من خلال الانتماء الطائفي، بعد أن كانت طبيعية، ودوافعها سياسية". وبحسب التقرير فإن "القوات الحكومية قتلت 3074 شخصاً في المجازر الطائفية، يتوزعون إلى: 70 مسلحاً و3004 مدنين، بينهم 526 طفلاً، و471 سيدة. وكانت محافظة حمص تصدرت القائمة، بأكثر من 22 مجزرة، تبعتها حلب ب8 مجازر، ثم حماة ب7 مجازر، ووثق التقرير ارتكاب القوات الحكومية 5 مجازر في محافظة ريف دمشق، ومجزرتين في كل من إدلب وطرطوس ودرعا، ومجزرة في دير الزور. مجازر طائفية لداعش وذكر التقرير أن "4 مجازر حملت صبغة طائفية، أسهمت فيها مجتمعة بعض فصائل المعارضة المسلحة، وتنظيم جبهة النصرة، وتنظيم داعش، راح ضحيتها 178 شخصاً، بينهم 26 طفلاً، و72 سيدة. كما ارتكب تنظيم داعش وحده 3 مجازر، حملت صبغة تطهير طائفي، تسببت بقتل 58 شخصاً، بينهم 13 طفلاً، و15 سيدة. وتطرق التقرير إلى المجازر المنفذة من قبل قوات الإدارة الذاتية الكردية تجاه العرب، والتي توصف بأنها مجازر تحمل صبغة عرقية، وفي هذا السياق وثق التقرير 3 مجازر تحمل هذه الصبغة، ارتكبتها قوات الإدارة الذاتية الكردية في محافظة الحسكة، راح ضحيتها 91 مدنياً، بينهم 17 طفلاً، و7 سيدات. وأوصى التقرير مجلس الأمن بضرورة توسيع قائمة العقوبات الفردية، لتشمل المتورطين من السلطات السورية، وأيضاً المتورطين من الميليشيات المحلية والأجنبية.