بعد مضي 33 سنة على "حرب لبنان الأولى" كشف أرشيف الجيش الإسرائيلي، عددًا من الوثائق السرّية التي تكشف أحد أهم وأخطر أسرار الحرب وأهدافها، إذ تبين بشكل مؤكد ورسمي أن هدف الحرب لم يكن الرد على محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في بريطانيا شلومو أرغوف، ولا الرد على الصواريخ الفلسطينية التي أطلقت على إسرائيل، بل كانت هناك خطة معدة سلفا قبل هذين الحادثين بعدة أسابيع، تتضمن احتلال لبنان حتى بيروت، وتصفية المقاومة الفلسطينية المسلحة وتدمير القوات السورية الموجودة على أرض لبنان، والتي كان قوامها 40 ألف جندي. وعقب ذلك قامت "الفجر" بمحاولة كشف تلك الوثائق السرية التي تدين اسرائيل في ذلك التوقيت. _ أمور طبيعية....ديمقراطية إسرائيلية ففي البداية قال هاني الجمل، المحلل السياسي، أن ظهور تلك الوثائق الإسرائيلية التي تدينها في حرب لبنان في ذلك التوقيت أمر طبيعي ومعتاد، حيث أن إسرائيل تتمتع بديمقراطية تجعل الرأي العام بمسائلةالمسئولين الذين اتخذوا قرارات خصوصا في حالات الحرب. وأكد الجمل، أن الرأي العام يحاسب هؤلاء المسئولين، ويقومون بكشف تلك الرسائل السرية ولكن فيما لا يضر الرأي العام، مشيرا إلى إنه توجد رسائل تكشف بعد خمس سنوات وأخرى تكشف في عشر سنوات، قائلا: "إسرائيل تكشف وثائق لم تضر بصالحها العام". وأشار المحلل السياسي، أن الهدف الحقيقي من حرب اسرائيل على لبنان هو القضاء على حزب الله. _ الأمن الإسرائيلي...ياسر عرفات...منظمة التحرير الفلسطينية وأضاف منصور وهابي، المحلل السياسي، ومتخصص في الصراع العربي الإسرائيلي، أن كشف اسرائيل للوثائق التي تدينها في ذلك التوقيت أمر طبيعي وليس مرتبط بأي هدف إسرائيلي. وأكد وهابي، أن إسرائيل ضمن الدول التي تقوم بعد مرور عدد من السنوات تقوم بكشف العديد من الوثائق السرية ولكن بضوابط أهمها ألا تكون الأسرار بالوثائق تضر بالأمن القومي الإسرائيلي. وأشار المتخصص في الصراع العربي الإسرائيلي أن هدف إسرائيل من حرب لبنان كان التخلص من ياسر عرفات ومنظمة التحرير الفلسطينية اللذان كانا متمركزان في لبنان.