نشر الناشط محمد سلطان، نجل القيادي الإخواني صلاح سلطان، رسالة له على صفحته على "فيسبوك"، تعد الأولى بعد وصوله الولاياتالمتحدة عقب تنازله عن الجنسية المصرية. وإلى نص الرسالة: "وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ..﴿يوسف:100﴾" الحمد لله الذي أخرجني من السجن بعد اعتقال ظالم سلب مني قرابة العامين من عمري. فالحمدلله على نعمة الحرية، ونعمة الأمن، ونعمة الأهل، ونعمة العافية. أحمده سبحانه وتعالى أن أنعم علي بأناس مخلصين وهبوا حياتهم ليدافعوا عن المظلومين والمحتاجين. رزقني الله خلال هذه المحنة دعما فاق توقعي من جميع أنحاء العالم. نضالكم المستمر من أجل حياتي وحريتي على مدار العشرين شهرا الماضيين الذين قضيتهم في ظلمات السجون ساعدني على ألا أفقد فيها إيماني بالإنسانية. أود أن أتقدم بخالص الشكر لجميع من وقف بجانبي ودعم قضيتي سواء بالدعاء أو بالرسائل الداعمة أو بنشر الوعي أو بالتظاهر أو بالضغط على الحكومات والمسؤولين أو بالكتابة عن محنتي. ألهمتني جهودكم استكمال النضال، و من خلال تلك الجهود التي بذلتموها، صرت الآن حرا، ولذا أنا مدين لكم جميعا طوال العمر. وأود أن أخص بالشكر المحامين الذين طالبوا بالإفراج عني على ضفتي المحيط، وجمعيات حقوق الإنسان التي عملت بإخلاص لإظهار مدى عمق الظلم و تأصله في المحاكم المصرية، وللطلاب الذين نشروا قضيتي في جامعاتهم، وللصحفيين الذين غطوا معاناتي، ولآلاف الأفراد الذين لم ألتق بهم، الذين سيظلون وإلى الأبد إخواني في الإنسانية. أود أيضا أن أشكر الحكومة الأمريكية لاتخاذها الإجراءات اللازمة للإفراج عني. كونت هذه الجهود حملة موسعة ومعقدة والتي لازلت غير قادرٍ على استيعاب تفاصيلها التي نتجت عنها حريتي، لذلك فأنا ممتنٌ للغاية وشاكر لكل من ساهم ولو بكلمة. إن الصراع من أجل حرية التعبير وحرية الاعتقاد والدفاع عن المظلومين ليس محصورا على ظلم يتعرض له فرد واحد أو تتعرض له ديانة أو جماعة بعينها، وإنما هي قضية عالمية توجب علينا جميعا الاتحاد وتجنب الخلافات السياسية والأيديولوجية. إن قدرتكم على الدفاع عني خلال هذه المحنة دليل على أن هذا الاتحاد بإمكانه إحداث تغيير حقيقي. هذا الشعور ألهمني كما ألهم الكثير من المظلومين مواصلة صراعنا من أجل الحرية، فالحصول على الحرية يمثل انتصاراً حقيقياً لنا جميعا فأنتم المنتصرون. لا أحد يستحق أن يسجن مدى الحياة من أجل رأي أبداه. وقد أعطانا الربيع العربي الأمل أن ينتهي زمن التحكم في العقول وأن لا يعد الاستبداد مرحبا به في البلاد العربية. إن واجبنا الآن هو إحياء هذا الأمل والاتحاد مرة أخرى لنحقق الحرية لكل من اعتقل ظلما. أنا الآن أعالج من مشاكل صحية شديدة بسبب ظروف اعتقالي الغير آدمية. ولكنني سأظل وفيا بوعدي في استكمال طريق الحرية حول العالم، وأؤكد أنني لن أنسى محنة كل المسجونين تعسفيا في مصر. لن أنسى إسراء وأسماء مصر وسناء ويارا وماهينور وهند ورشا وبقية المعتقلات. لن أنسى أصدقائي سامحي مصطفى ومحمد العادلي وعبدالله الفخراني وعمر مالك وأنس البلتاجي والعقيد وإبراهيم حلاوة وإبراهيم اليماني وشوكان وأحمد ماهر وعلاء عبدالفتاح وأحمد دومة ومحمد عادل وأبي وعشرات الآلاف من الذين ما زالوا يدافعون عن أبسط حقوق الانسان ألا وهي الحرية. أنوي رواية قصتي حال استعادتي لعافيتي آملا أن أسلط الضوء على الأوضاع المزرية خلف قضبان السجون المصرية التي يعيشها آلاف ممن لا نعلمهم ولكن الله يعلمهم. أعتبر أنه من واجبي أن أسخر الصوت الذي منحني الله إياه للفت الانتباه لهؤلاء المظلومين وأتطلع للعمل مع كل من يؤمن بأنه مادام هناك من سلبت حريته، فإننا جميعا لم نتحرر بعد. أشكركم مجدداً من أعماق قلبي ، وأدعو الله أن نستمر في نضالنا رغم صعوبة الطريق لكن الحرية ليست رخيصة إطلاقا وهو ما تعلمته جيدا خلال تجربتي الشخصية. ولذا فمن الواجب علينا - نحن الذين نتمتع بجزء من الحرية - أن نستمر في النضال من أجل الذين لا يتمتعون بها.