بعد مضي حوالي 48 عامُا علي هزيمة يونيو 1967 الإ أن مازلت تلك الهزيمة لها آثرًا كبيرًا في نفوس المصريين حتي بعد أن استعاد الجيش المصري سيناء في حرب 1973. يُعد اليوم الجمعة الموافق 5 يونيو، من الأيام الهامة؛ لأنه ترك آثرًا كبيرًا في النفوس ، حيث وقع مثل اليوم هزيمة 1967، فتعددت الشهادات وتضاربت حول الأسباب والمقدمات، التي أدت لوقوع ال5نكسة، لكنها تظل الحدث الأسوأ في تاريخ مصر وبخاصة مع تداعياتها الخطيرة، التي نعيش آثارها إلى اليوم، فخلال 6 أيام فقط احتلت إسرائيل من الأراضى العربية ما لم تكن تحلم به. أحداث النكسة تعود أحداث ذلك اليوم حين شن سلاح الجو الإسرائيلي هجومًا مباغتًا على جميع المرافق الجوية المصرية ودمرها خلال 3 ساعات، فضربت المطارات والقواعد الجوية وحطمت طائراتها وحدث ارتباك لدى القوات المصرية بسبب قرار الانسحاب العشوائي. ارباك الجيش المصري كان تحرك إسرائيل الأول والأكثر أهمية والذي أربك الجيش المصري، الذي كان أكبر الجيوش العربية المشاركة في القتال وأفضلها تسليحًا، هو الهجوم على مطارات ومهابط الطائرات المصرية، بحيث عطلت القدرة على استعمال 420 طائرة مقاتلة يتألف منها الأسطول الجوي المصري، وكان النوع الأبرز للطائرات المصرية كان توبوليف تو-16 وهي سوفيتية الصنع كسائر قطع الأسطول الجوي المصري، وبإمكان الطائرة إطلاق مقذوفاتها من علو متوسط. وفي 5 يونيو ، دوت صفارات الإنذار في جميع أنحاء إسرائيل، وأطلق سلاح الجو الإسرائيلي العملية العسكرية الجوية ضد المطارات المصرية،بمعدل 12 طائرة لكل مركز جوي في مصر،وكانت البنية التحتية المصرية الدفاعية سيئة للغاية، وعلى الرغم من وجود بعض المطارات المزودة بملاجئ خاصة للطائرات، قادرة على حماية الأسطول الجوي المصري من التدمير، إلا أن الملاجئ لم تستعمل، فالطائرات الإسرائيلية حلقت على علو منخفض لتفادي الرادار فوق البحر الأبيض المتوسط قبل أن تتجه نحو الأراضي المصرية من فوق البحر الأحمر. وبكل الأحوال كان من الممكن استعمال صواريخ أرض جو المصريّة لإسقاط أكبر عدد من الطائرات الإسرائيلية تقليصاً للخسائر، فإن القائد العام للجيش المصري المشير عبد الحكيم عامر كان حينها على متن طائرة متجه إلى سيناء ولم يعرف بالضربة الجوية الإسرائيلية إلا حين لم تجد طائرته مكانًا للهبوط في سيناء، بسبب تدمير جميع مدرجات المطارات، وهو ما دفعه للعودة إلى مطار القاهرة الدولي، دون أن يتمكن من تحقيق غايته. تألفت القوات المصرية المتواجدة في سيناء من 100,000 جندي في سبعة فرق عسكرية "أربعة مدرعة واثنين مشاة وواحدة ميكانيكية" وامتلكت هذه القوات 900-950 دبابة و1,100 ناقلة جنود مدرعة و1,000 قطعة مدفعية، ويعتمد التنظيم العسكري المصري على العقيدة العسكرية السوفيتية التي تقوم بوضع الدبابات في العمق الدفاعي لتوفير الدفاع المتحرك في حين تضطلع وحدات المشاة بالمهام القتالية في المعارك الثابتة. أما القوات الإسرائيلية المحتشدة قرب الحدود المصرية فقد تألفت من ستة ألوية مدرعة ولواء مشاة واحد ولواء ميكانيكي واحد وثلاثة ألوية مظليين بمجموع 70,000 مقاتل ونحو 700 دبابة، موزعة على ثلاثة فرق مدرعة. هجوم جوي بري اعتمدت الخطة الهجومية الإسرائيلية على مباغتة الجيش المصري بهجوم جوي بري متزامن. وقد كانت القيادة العسكرية المصرية تتوقع أن يقوم الجيش الإسرائيلي بذات الهجوم الذي شنه في حرب عام 1956 أي من الطريق الشمالي والمتوسط، غير أن القوات الإسرائيلية دخلت من الطريق الجنوبي، ما سبب حالة من الإرباك، بداية، تقدم الجيش الإسرائيلي نحو غزة وقاوم الجيش المصري بشراسة ذلك التقدم مدعومًا من الفرقة الفلسطينية رقم 20، بقيادة حاكم غزة العسكري المصري. ولكن الجيش الإسرائيلي استطاع السيطرة شيءًا فشيئًا على القطاع بينما أخذت القوات العربية بالتراجع، بعد يومين كان قطاع غزة بكامله تحت سيطرة الإسرائيليين، وبعد أن تكبد كلا الطرفان خسائر كبيرة. فقد 2000 مقاتل. و فقد المصريون 2000 مقاتل، ومن غزة انطلق الجيش الإسرائيلي نحو العريش، التي سقطت في اليوم ذاته بعد معركة شرسة على مشارف المدينة، وأما القوات المصرية التي كانت تدافع عنها فأغلبها قتلت أو وقعت في الأسر أو فرت. خسائر الحرب خسائر إسرائيل في الحرب قدرت بين 776 و983 جندي إلى جانب جرح 4517 جندي وأسر 15 جندي إسرائيلي،بينما القتلى والجرحى والأسرى في جانب الدول العربية أكبر بكثير، إذ إن نحو 9800 إلى 15,000 جندي مصري قد قتلوا أو فقدوا،كما أسر 4338 جندي مصري. خلال الضربة الجويّة المصرية وطبق البيانات الإسرائيلية تم تدمير 209 طائرة من أصل 340 طائرة مصرية، وحول مجمل خسائر مصر العسكرية، نقل أمين هويدي عن كتاب الفريق أول محمد فوزي أن الخسائر كانت بنسبة 85% في سلاح القوات البرية، وكانت خسائر القوات الجوية من القاذفات الثقيلة أو الخفيفة 100%، و87% من المقاتلات القاذفة والمقاتلات، كما اتضح بعد المعركة أن عدد الدبابات مائتا دبابة تقريبًا دمر منها 12 دبابة وتركت 188 دبابة للعدو. بعد النكسة .. وعبد الناصر وقام "عبد الناصر" بعد النكسة بعدة عمليات ناجحة ومباغتة وموجعة ضد إسرائيل وثأر المصريون لكرامتهم بعمليات نوعية موجعة ونجحت القوات المصرية في إلحاق خسائر فادحة باسرائيل في الكثير من العمليات ومنها رأس العش ورأس العين كما دمروا المدمرة إيلات بع ثلاثة أشهر من النكسة وفجروا الحفارالإسرائيلى وضربوا ميناء إيلات وقامت "المجموعة 39 قتال" بعمليات نوعية بقيادة العميد إبراهيم الرفاعي وأعادت هذه العمليات الثقة للمصريين ومهدت لحرب 6 أكتوبر 1973، واستغاثت إسرائيل بأمريكا فكانت مبادرة روجرز التي قبلها ناصر لغرض استراتيجي وهو تحريك حائط الصواريخ.