حالة من الترقب تسود الشارع المصرى قبيل النطق بالحكم على الرئيس المعزول محمد مرسى، وأكثر من مئة أخرون، بينهم قيادات وأعضاء جماعة الإخوان وحركة حماس وحزب الله.
وكانت محكمة جنايات القاهرة قد قررت برئاسة المستشار شعبان الشامى، فى جلسة سابقة، إحالة أوراق المتهمين إلى فضيلة المفتى، وحددت جلسة اليوم الثلاثاء الثانى من يونيو للنطق بالحكم. وفى سياق متصل هددت قيادات الإخوان فى أوروبا، بأنه حال صدور الحكم بإعدام مرسى، سيطالبوا فورا بمحاكمة الرئيس عبد الفتاح السيسى دوليا.
فى البداية قال المحامى والبرلمانى السابق ممدوح رمزى، إن رأى فضيلة المفتى إستشارى، للمحكمة أن تأخذ به أو لا تأخذ، ولكن إحالة الأوراق للمفتى هو إجراء وجوبى، ومؤشر على نية الهيئة القضائية لأن تحكم على المتهمين بالإعدام.
وأضاف عضو مجلس الشورى سابقا، إن عدم وصول رأى المفتى حتى الأن، من المفترض ألا يؤثر على قرار المحكمة؛ لأن حكم الإعدام يصدر بإجماع الأراء، وإذا كان اعضاء الهيئة القضائية قد إستقرت لديهم النية لإصدار الحكم، فيحق للمحكمة أن تصدره بدون إنتظار رأى المفتى.
لافتا إلى أنه من حقها أيضا أن تمد أجل النطق بالحكم، إنتظارا لأن يصلها رأى المفتى، علما بأن القانون حدد مدة وصول رده، بعشرة أيام من تاريخ إحالة الأوراق إليه، وبعدها يحق للمحكمة أن تصدر حكمها، أو تمد أجل النطق به، وإن كان فى كل الأحوال، الحكم نفسه لا يتغير سواء وافق المفتى أو رفض، لأن رأيه إستشاريا.
وإتفق معه عصام الإسلامبولى الفقيه القانونى مضيفا أن ألمانيا من أكبر معاقل الإخوان، متوقعا أن يحشدوا أعدادا من المنتمين إليهم للتظاهر ضد الرئيس، مشددا على أن القوانين الأوروبية تفرض قيودا صارمة على التظاهرات.
وأضاف الإسلامبولى أن فكرة محاكمة الرئيس السيسى فى ألمانيا تعد نوعا من "الخبل"؛ لأنه لم يرتكب جرائم ضد الإنسانية، وما تفعله الدولة حاليا هو تصدى لأعمال العنف والإرهاب الموثقة بالصوت والصورة، والتى ترتكبها جماعة الإخوان وأتباعها.
ومن جانبه طالب نبيل نعيم القيادى الجهادى المنشق، بإعدام محمد مرسى وجواسيس جماعته، فور صدور حكم نهائى، لافتا إلى أن العالم والمجتمع الدولى يتعامل مع الأمر الواقع، مثلما أجبرناهم على القبول بثورة 30 يونيو، وبإنتخاب السيسى رئيسا، فماذا ستفعل أمريكا أو ألمانيا لو تم إعدام مرسى، "ولا حاجة".
وأشار نعيم إلى أن خوف السلطات من تنفيذ أحكام الإعدام، يعكس ضعف الدولة، الذى تدفع ثمنه دائما، بدليل أن السعودية تحارب القاعدة و"تهدم الدنيا" فوق رؤوس الحوثيين، والأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولى كله، موافقون على ما تفعله؛ لأنها دولة قوية.
وأضاف القيادى السابق بتنظيم الجهاد، إن مرسى ثبتت خيانته للبلد، وتخابره مع الخارج، وقتله للأبرياء، فلو لم نقتص منه بالقانون، سنصبح قوم إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد.
لافتا إلى أن دعوات الإخوان للقبض على الرئيس السيسى ومحاكمته فى ألمانيا، إذا صدر الحكم بإعدام مرسى، ليست أكثر من "سبوبة عبيطة"، وهم يعلمون أن مصر ليست عضوا فى المحكمة الجنائية الدولية، وبالتالى لم تحقق مع السيسى ولم تطلبه، واصفا ما يفعلونه بأنها محاولات للحصول على مزيد من الأموال، من قطر وتركيا بزعم مقاضاة السيسى والدعوة لمحاكمته.
وعن إستقبال الجالية الإخوانية للسيسى فى ألمانيا قال نعيم، إنهم لن يفعلوا شيئا أكثر من الوقوف على الرصيف باللافتات، حيث تتعامل هذه الدول مع المتظاهرين "كالكلاب المرخصة"، مشيرا إلى أنهم سوف يستأجرون بعض الشباب العاطل، من باكستان وبنجلاديش مقابل مئة دولار، مشددا على أن الدولة المصرية لا يجب أن تلتفت لهم.