لم تكن النائبة اليمينية إيليت شاكيد، ذائعة الصيت أو تحظى بأي قدر من الأضواء طيلة السنوات الماضية، وفجاة تحولت إلى محط أنظار الجميع بسبب فقرات من مقال مسرب لها نشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تتلقفه الصحف الإسرائيلية وتصبح شاكيد هي "شاكي" أشهر امرأة يمينية داخل تل أبيب وصاحبة الشعبية الطاغية. ووصفت "شاكيد" - خلال الفقرات المسربة من المقال - اللأطفال الفلسطينيين بلأنهم الثعابين الصغيرة التي ينبغي سحقها, أما الأمهات الفلسطينيات، فهن مصدر الويلات التي يعاني منها الدولة العبرية، فهي من تلد وتربي وترسخ الكراهية في نفوس الأطفال. ومن جانبها سربت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية مقتطف آخر منسوب لشاكي، وهو جزء من مشروع إبادة طويلة الأجل للفلسطينيين من خلال تعقيم الفتيات الفلسطينيات من خلال عدة محاور، كان منها تلويث الأطعمة المقدمة إلى قطاع غزة، خاصة في أيام الحصار, إضافة إلى تعريض الأغراض النسائية الخاصة لتلوث بيولوجي. وبحسب ما ذكرته الصحيفة، فإن التحليل النفسي لصاحبة الكلمات المذكورة يؤكد أنها تعاني من عقدة اضطهاد قوية، جعلها تتفنن في أساليب الإبادة، إضافة إلى كونها يمنيية متشددة، فهذا سيخلق منها قاتلة بدم بارد. ولكن شاكيد ظهرت عبر صفحات عدة جرائد إسرائيلية وعالمية لتؤكد أنه تم اختراق حسابها وأنها لم تقم بكتابة مثل هذه المقالات, وفجأة انتشر عبر "اليوتيوب" فيديو لاختراق حسابها ويستعرض المخترق بعض مما وجده وهو نص المقالات المسربة وتاريخ كتابتها الذي سبق عملية اختراق الحساب. وهنا التزمت "شاكيد" الصمت ولم تحاول التعليق على صحة الفيديو من عدمه، لإظهار الأمر كما لو كان معركة بين خصوم سياسيين. ورغم كل ما سبق إلا أن شعبيتها بدأت تتزايد في إسرائيل خاصة بين المتشددين الذين يشاركونها نفس المعتقدات، حتى وصلت إلى ذروتها في الانتخابات الأخيرة لتدخل "شاكيد" الوزارة ضمن صفقة اللحظات الأخيرة التي عقدها نتنياهو وتصبح وزيرة للعدل، بينما يصبح حليفها الأول نفتالي بينيت وزيرا للتعليم!! ومن ناحية أخرى علق دانييل ليفي، مدير قسم الشرق الأوسط في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، على تعيين شاكيد وزيرة للعدل قائلا: إذا فكرت في العدالة ووجدتها تجسدت في إيليت شاكيد عن يمنيك.. فالتفت يسارًا فوجدت وزير التربية هو نفتالي بينيت، فالأمر ربما يتجاوز أسوأ كوابيسك. كما نقل موقع "يو إس توداي" عن عضو الكنيست نحمان إشاي قوله: إن إعطاء شاكيد وزارة العدل سيكون مثل تعيين المصابين بهوس إشعال الحرائق في رئاسة إدارة الإطفاء. أما موقع فورين بولسي، فقد اتخذ عنوان: نتنياهو .. مجرد مبتدئ في مدرسة إيليت شاكيد وشارون حمل وديع في ميزان وزيرة العدل الجديدة، للتعبير عن ما تحمله هذه المرأة في عقلها من شر قادم وتوقع الموقع فشل أي محادثات يمكن أن تحدث بين الإدارة الأمريكية وحكومة نتنياهو الجديدة