بعد لقاء الرئيس "عبد الفتاح السيسي" مع فرانك فالتر شتاينماير وزير خارجية ألمانيا الإتحادية، بمقر رئاسة الجمهورية، حيث اتفق الطرفان على أهمية التوصل لحلول سياسية للأزمات بكل من سوريا وليبيا، بحيث تحافظ على كيان الدولة وتحول دون تمدد وسيطرة التنظيمات الإرهابية عليها. كما تناول اللقاء مناقشة الاتفاق النووى الإيرانى وما قد ينتج عنه من أوضاع تؤثر على أمن الخليج الذي توليه مصر أهمية كبيرة، حيث شدد الرئيس السيسى على مساندة مصر لأشقائها في دول الخليج العربى إزاء أي تهديد، مؤكدا على أهمية تضافر مختلف الجهود الدولية في مواجهة الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم "داعش". وطالب السيسى بعدم الاقتصار في مكافحة ظاهرة الإرهاب على استخدام القوة العسكرية فحسب، بل يجب أن يتم الأمر من منظور شامل يراعى التعامل مع الجوانب الثقافية والاقتصادية والاجتماعية. وبناء علي ذلك رصدت "الفجر" آراء السياسيين حول مباحثات الرئيس السيسي مع ألمانيا لمثل تلك القضايا، وهل سيكون لألمانيا الفترة القادمة دورًا بارزًا في مشاركتها مع الدول العربية لتصدي للإرهاب في منطقة الشرق الأوسط. دور مصر الريادي قال الدكتور" سعيد اللاوندي" الخبير بالعلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، حول مباحثات الرئيس السيسي مع وزير خارجية ألمانيا بشأن ملف دول النزاع ، أن مصر عادت عن طريق علاقتها بجميع الدول الأوروبية الي مكانها الريادي ، لافتًا أن الرئيس السيسي يريد في تلك المرحلة توثيق العلاقات مع كافة الدول. وأضاف الخبير بالعلاقات الدولية، أن ألمانيا لآن تتخوف من وجود الجالية الإسلامية التي تتأرجح مابين الإسلام والإرهاب، موضحًا أن مناقشة تلك الملفات في تلك المرحلة لأنها تُعد الفيصل في جميع الدول، بالإضافة أن الرئيس السيسي يرغب في تلك المرحلة أن لايكون التدخل العسكري في مثل تلك القضايا ولكن سياستة التي يعرفها الجميع هي رفه السياسة الموازنة لحل مثل القضايا. وحول دور ألمانيا في الفترة القادمة في مشاركة الدول العربية لمكافحة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، قال الخبير بالعلاقات الدولية أن ألمانيا لديها جهاز تكنولوجيا عالي الكفاءة فتستطيع بتلك الجهاز وبمشاركتها للدول العربية أن تحبط العمليات الإرهابية. ألمانيا الحاضنة للجماعات الإسلامية
قال هاني الجمل، المحلل السياسي، والمتخصص في الشأن العربي، أن الرئيس السيسي بحث ملف النزاع في ليبيا وسوريا اليمن مع ألمانيا، حيث أن ألمانيا أحد الدول الحاضنة للجماعات الإسلامية منذ مطلع السبعينيات من القرن الماضي، مشيراً إلى التواصل الواضح بين الإدارة الألمانية والتنظيم الدولي للإخوان المسلمين.
وأكد الجمل، أن ألمانيا بها أكبر تجمع من الجماعات السلفية والإسلام الراديكابي، دون أن تنكوي بنيران الإرهاب من هذه الجماعات، كما أشار إلى قوة ألمانيا داخل الإتحاد الأوروبي وتحركها من خلاله لمحاربة وقف الإرهاب المٌصدر للمنطقة العربية. دور ألمانيا في مكافحة الإرهاب بالمنطقة وأضاف المحلل السياسي، أن ألمانيا هي اللاعب الأساسي داخل الاتحاد الأوروبي وهي التي تحتوي الأزمات الاقتصادية في اليونان فضلاً عن كونها في اتحاد استراتيجي مع إيطاليا وهي أكبر دولتين يشتركان مع مصر فيما يحدث في حل الأزمة داخل ليبيا. وأشار الجمل، أن دور ألمانيا في مكافحة الإرهاب يكون عن طريق الضغط على الدول الأوروبية بعدم تصدير الجماعات الإرهابية في المنطقة العربية مرة أخرى، أو لتجفيف منابع التمويل لهذه الجماعات سواء تمويل بالسلاح أو إيقاف عملية التمويل المالية دولياً. توثيق العلاقات وأوضح السفير "ناجي الغطريفي" مساعد وزير الخارجية سابقًا ، أن مصر لها دور محوري كبير في تلك القضايا وشأنها الآن هي والعديد من الدول هو مناقشة ومباحثات المشاكل الإقليمية ومن بينها العلاقات مع إيران وداعش ومايحدث في باب المندب، مضيفاً أن الرئيس السيسي يعمل بكافة جهده في تلك المرحلة علي توثيق العلاقات مع كافة الدول العربية والدولية.